اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

منذ 10 أيام تقريباً صدر عن أكثر من مسؤول اسرائيلي كلام إيجابي مفخخ بما يتعلق بالحدود البحرية مع لبنان، أبرز ما تضمنه الكلام ارتياح اسرائيلي لخروج حقل كاريش والخط 29 من ملف التفاوض. تكرر شبيه الكلام على لسان مسؤولين أميركيين وأوروبيين، مع مستجدات تتعلق بالأمن الأوروبي، واعتبار الغاز الإسرائيلي جزءاً من هذا الأمن. كلهم أرادوا من لبنان أن ينسى غازه في البحر.

في الساعات الماضية بعد أن عادت السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا الى لبنان بعد زيارة الى واشنطن، جالت على الرؤساء لإبلاغهم بالموقف الإسرائيلي المتعلق بملف التفاوض، وفحوى الحديث بحسب مصادر متابعة كانت أن الجو إيجابي وإسرائيل منفتحة على استكمال التفاوض عبر الوسيط الأميركي، انطلاقاً من مطلب لبنان بالخط 23 وحقل قانا كاملاً. وتُشير المصادر إلى أن الاميركيين ألمحوا إلى أن الإسرائيليين موافقون على المطلب اللبناني لكن موافقتهم لن تكون دون مقابل، وأنهم يريدون حفظ حقهم الإقتصادي والمالي بأي أمر يعتبرونه حقاً تنازلوا عنه لأجل الوصول الى تفاهمات، ما يعني أن الاسرائيليين يريدون حقهم من حقل قانا الواقع خارج الخط 23.

كذلك ألمح الأميركيون الى مقترح جديد يمكن أن يتم بحثه، قوامه الانطلاق من الخط 23 وضم كامل حقل قانا لكن الانتهاء بخط هوف، أي أن اسرائيل تحصل مقابل قانا على قسم من البلوك 8، الذي لا يوجد دراسات أكيدة بشأن ما يحتويه من ثروات. وتؤكد المصادر أن الاميركيين الذين نقلوا هذا الرد الى اللبنانيين، تحدثوا عما أسموه "مصلحة لبنان"، والتي ترتكز على استكمال المفاوضات وعدم اللجوء الى التصعيد.

لم تأت المواقف الأميركية كلامية فقط، بل كان لها تحركات عسكرية بحرية لحماية منصة كاريش، وهو ما ترافق أيضاً مع التصريحات الأوروبية التي تعتبر المنصة جزءاً من أمنها القومي نتيجة حاجتها للغاز قبل بداية فصل الشتاء في أيلول وتشرين الأول المقبلين، وبحسب المصادر كان الكلام الموجه الى لبنان على شكل نصائح، أقرب الى التهديد، وهو ما كان يجب أن يُقابله رداً لبنانياً مناسباً، جاء على متن طائرات مسيرة طارت فوق المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة يوم السبت.

نعم سقطت الطائرات، وهي التي كان مطلوب منها أن تسقط، لأنها عبارة عن رسالة علنية لا سرية، ويُفترض أن تصل الى مسامع الأوروبيين والأميركيين قبل الإسرائيليين وهي وصلت، تقول المصادر المتابعة، مشيرة الى أن المطلوب من الطائرات هو إيصال الرد اللبناني الذي لطالما كان واضحاً بأن لا تنقيب في كاريش قبل التوصل الى اتفاق على ترسيم الحدود، وتضييع الوقت لن يكون بصالح اسرائيل.

ليس صحيحاً أن تحرك المقاومة جاء لقطع الطريق على الإيجابيات، بل للرد على التهديدات المباشرة، فالمقاومة أعطت الوقت الكامل للتفاوض، فظن عدّوها أنها ضعيفة غير قادرة على تنفيذ وعودها، تقول المصادر، مشيرة الى أنها لا تزال مع استمرار التفاوض لكنها ضد حشر لبنان، وتمييع الملف، واعتبار الموقف اللبناني كأنه لم يكن، والأهم أنها لن ترضخ لتهديدات غربية لم تخيفها سابقاً ولن تخيفها في المستقبل.

بحال أراد الأوربي الحصول على الغاز، فعليه الدفع باتجاه حصول لبنان على حقه وبدء العمل في بحره، أما التهديدات فهي لن تغير بالموقف اللبناني، وبحال اعتبر العدو أن الطائرات لم تشكل تهديداً، ويظن أن بإمكانه العمل بشكل طبيعي، فهذا بحسب المصادر لأن المقاومة أرادت إرسال رسالة، لا تشكيل التهديد، وهذا ما يعلمه العدو الإسرائيلي جيداً.


الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»