اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يُدرك رئيس حزب «القوات» سمير جعجع أنه «كمرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية»، لا يملك أي حظوظ بالوصول الى بعبدا، أقله في الدورة الرئاسية الحالية، حتى ولو اتفق مع نواب «التغيير» على إيصاله، كما يُدرك أنه لوحده لن يكون قادراً على تعطيل نصاب جلسات انتخاب الرئيس، لذلك ليس كل ما يُقال في العلن يُطبّق في السر، فجعجع يعمل على تخفيف الأضرار قدر الإمكان في رئاسة الجمهورية.

يخشى جعجع أن لا تتم التسوية على مرشح وسطي، لذلك اعتبر أنه «إذا لم تتوحد المعارضة، فثمة خطر فعلي إذا نجح فريق 8 آذار بإيصال رئيس للجمهورية، أيا كان اسمه». لكن جعجع يُدرك أن توحيد المعارضة لا يمكن أن يحصل حول إسمه، إنما حول اسم وسطي يحظى بقبول ودعم خارجي، لذلك فإن الاستحقاق الأساسي اليوم أمام «القوات» هو رئاسة الجمهورية حصراً، حيث يجري السباق بين حصول تسوية تُتيح وصول مرشح وسطيّ لا يُعتبر خصماً مباشراً لجعجع كسليمان فرنجية، وبين نجاح فريق 8 آذار بخطف الاستحقاق وتمريره في لحظة الانشغال الدولي، والإتيان بفرنجية رئيساً للجمهورية.

نعم، لن يكون سهلاً تمرير رئيس للجمهورية من فريق 8 آذار بسبب الظروف الإقليمية والدولية، لكن هذا الأمر لن يكون مستحيلاً، خاصة إذا نجح هذا الفريق في تمرير استحقاق الرئاسة قريباً، قبل نهاية عهد الرئيس ميشال عون والدخول في لعبة الفراغ الرئاسي، لذلك سيدعو رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى جلسات انتخاب رئيس للجمهورية منذ بداية أيلول المقبل، على أن تكون الجلسة الاولى «بروفا» لمواقف الكتل النيابية.

رغم كل ما يُقال عن أسماء لمرشحين رئاسيين تجول بين أروقة القصور الرئاسية خارج لبنان، إلا أن حظوظ سليمان فرنجية لا تزال كبيرة جداً، بسبب عدم بروز «مشروع» مغاير، لا مجرد إسم. فبحال تخلى فريق 8 آذار عن مرشحه فرنجية، فإن ذلك سيكون لحساب مشروع متكامل يتضمن إسم الرئيس الجديد ورؤية سياسية واقتصادية لمستقبل لبنان، وهو ما ليس متوافراً حتى اللحظة.

يستطيع فريق 8 آذار تسويق إسم مرشحه لدى القوى السياسية نفسها التي انتخبت رئيس المجلس نبيه بري، ما يعني بقاء التيار الوطني الحر خارج تأييد فرنجية، رغم أن محاولات جمع الطرفين لا تزال مستمرة، وربما تصل الى خلاصة مفادها، دعم التيار لفرنجية في هذه الدورة، مقابل دعم فرنجية لباسيل في الدورة المقبلة، ودخول الحزب «التقدمي الاشتراكي» على خط التحالف مع فرنجية، رغم أن الحزب يفضل وصول مرشح وسطي، لكن ما يواجه هذا الفريق هي مشكلة تأمين النصاب، وهو لن يكون صعباً بحال حضر نواب الوطني الحر الجلسة، وسيكون صعباً للغاية بحال انقلبت الآية، وقرر مهاجمو التعطيل قبل انتخاب الرئيس ميشال عون، يعطلون النصاب اليوم، أي «القوات» و»الكتائب» ونواب المعارضة.

بحال لم يتمكن فريق 8 آذار من حشد الظروف المؤاتية لتمرير عبور فرنجية، فإن حظوظ الوسطيين سترتفع، لكن لن يكون الرئيس وسطياً خصماً لحزب الله وفريق 8 آذار.  

الأكثر قراءة

جبهة الجنوب تترقب «عض الأصابع» في الدوحة... وجيش الإحتلال في محنة سفراء «الخماسيّة» يُروّجون لمرونة وهميّة: تهيئة الأرضيّة لما بعد الحرب! «بضاعة» باسيل كاسدة مسيحياً... برودة في بكركي... وسلبيّة «قواتيّة» ــ «كتائبيّة»