اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اكثر المناطق حرمانا في لبنان هي محافظة عكار، واكثر المناطق اهمالا هي محافظة عكار...

في المواسم الانتخابية اغدقت الوعود على العكاريين، وتواضع المرشحون الطامحون، ومنهم من فاز بامواله، ومع انتهاء المواسم تتبعثر الوعود، ويتناسى النواب عكار، ومن سنة الى أخرى يتراكم الاهمال والحرمان، حتى باتت عكار نموذجا صارخا للاهمال والحرمان...

منذ اكثر من شهر لم تعرف عكار التيار الكهربائي... اصوات المولدات تهدر في معظم البلدات والقرى، وفواتير الاشتراك تبتلع الرواتب الهزيلة أصلا.

كلام عن تسلم معمل كهرباء البارد وتشغيله، لم يتعد الكلام والبروباغندا الاعلامية... طرقات محفرة ورديئة للغاية، وليس من يحاسب المتعهدين الذين لم ينفذوا يوما، طريقا بالحد الادنى من المواصفات الفنية...

جولات بعض الوزراء بقيت في نطاق السياحة ولم يتخط القول الى دائرة الفعل...

امس تفاقمت مخاطر تسريب النفط من انابيب بترول شركة نفط العراق، فاندلعت النيران في محيط مزروع بالقصب وبين الابنية، وهو تسرّب مزمن نتيجة اعتداءات عليه منذ اكثر من سنة وفي تكرار متعمد، دون علاج جذري لهذه الازمة، ولتلك المخاطر الناجمة عن ثقوب مفتعلة في الانابيب، عدا عن اهترائها، وهو في سياق الاهمال المتمادي لشؤون عكار.

اما القطاع الزراعي، فحدث ولا حرج في الزمن الاصعب، وحيث التصدير متوقف، والاسعار تكاد لا توازي الحد الادنى لكلفة الزراعة، وبعد أن كان سهل عكار سهل الذهب، بات سهل المحل واليباس والفقر...

منذ زمن صدرت مواقف تطالب بانشاء مجلس انماء واعمار على غرار مجلس الجنوب، وهذه المواقف لم تترجم منذ خمسة عشر سنة، ولم تلق الآذن الصاغية، فيما كان المفروض بنواب المنطقة ان يضغطوا لانشاء هذا المجلس، كي تنهض عكار أسوة بالمناطق اللبنانية الاخرى، وعلى سبيل المثال لا الحصر الجنوب الذي كان صنو عكار بالحرمان والاهمال الى أن شهد نقلة نوعية بفضل قياداته التي عملت لاجله.

وآخر ما يعانيه العكاريون، هو الظلم اللاحق بمودعي فروع المصارف في عكار، وبشكل خاص مع (fnb) الذي اقفل ابوابه ونقل كافة سجلاته الى فرع طرابلس، وبات على المودع العكاري أن يدفع بدل نقل يقارب الخمسة مئة ألف ليرة ليقبض راتبا لا يتجاوز المليون وخمسمئة الف الف ليرة، هذا اذا تمكن من قبضه، في ظل الازدحام الخانق والطوابير الطويلة امام فرع( fnb) في طرابلس، والذي غالبا يكون مقفلا، حيث لا يفتح ابوابه الا لثلاثة ايام في الاسبوع ولساعات لا تتجاوز الثلاث ساعات في النهار، مما يؤدي الى اذلال المواطنين وقهرهم، خاصة وان الصراف الآلي الوحيد في الشمال لهذا المصرف فارغ من المال ولا يعمل في معظم الاوقات، وليست الفروع الاخرى باحسن حال، ومودعي عكار اكثر من يعاني من هذه الفروع التي تذل موظفي القطاع العام والعسكريين بشكل خاص.

في المحصلة، عكار مهملة، متروكة لمصيرها، ومختلف مرافقها تتفاقم فيها الازمات، وليس في الافق ما يبشر بحل قريب، وانما الى مزيد من الازمات في ظل الانهيار المالي والمعيشي والاقتصادي الذي تشهده البلاد عامة.

الأكثر قراءة

هاجس «اليوم التالي» للحرب يتصدّرالاهتمام الأميركي... طرح جديد لتطبيق «1701 لايت»؟ واشنطن تستخدم مأزق نتانياهو للتهويل... و«لاءات» حزب الله تجهض فكرة المنطقة العازلة تحرّك مُرتقب للموفد القطري... «وعض أصابع» بين بري و«القوات» حول الجلسة التشريعية