اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

علم من مصادر موثوق بها متابعة للاستحقاق الرئاسي، وعلى بيّنة من حراك بكركي ومواقفها، وخطتها للجولة الثانية لراعي أبرشية أنطلياس المطران أنطوان بو نجم، الذي أنهى الجولة الأولى، حيث عقد وفق المعلومات، لقاءً مطوّلاً مع البطريرك الماروني بشارة الراعي ووضعه في اجواء لقاءاته، على أن تنطلق المرحلة الثانية من لقاءاته في وقت قريب جداً.

ووفق المعلومات، فانه لم يتم التوافق على أي مرشح رئاسي في المرحلة الأولى من لقاءات المطران بو نجم، والتي كانت ل"جسّ نبض" كل الأطراف، وتوصلت هذه اللقاءات إلى نقطتين أساسيتين:

- أولا: أن يُعقد لقاء مسيحي جامع في بكركي، وهذا كان من العناوين الأساسية التي طرحها المطران بو نجم على من التقاهم، بناء لتمنيات البطريرك الراعي.

- ثانيا: أن تتوافق القوى والمرجعيات المسيحية السياسية والحزبية، على اسم يكون محور توافق في ما بينها، إلا أن ما نُمي من أجواء، يصبّ في خانة إمكانية عقد لقاء مسيحي، على خلفية ما جرى في اجتماع اللجان النيابية المشتركة من توافق بين كل المكوّنات المسيحية على عدم دستوريتها، حيث اعتبرت الاحزاب المسيحية ان ان المجلس تحوّل إلى هيئة ناخبة، وليس هناك من شرعية أو دستورية، إن للجلسات التي يدعو إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أو على صعيد جلسات مجلس الوزراء.

وهذا الإجماع المسيحي، وتحديداً من حزب "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" و"الكتائب" وغيرها، ربما يؤسِّس إلى حالة جديدة، تقول مصادر مسيحية ، قد تفضي إلى التوافق على عقد اجتماع في الصرح البطريركي، إنما ليس هناك من توافق على مرشّح رئاسي، بل ثمة هوّة كبيرة بين معراب وميرنا الشالوحي، باعتبار أن "القوات" أكدت على موافقتها على حضور اللقاء المسيحي الموسَّع، ولكن بشرط واحد أن تذهب كل القوى المجتمعة إلى اسم واحد يتم التوافق عليه، ومن الطبيعي ألا يكون رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، أو من الأسماء التي قد تشكل نقاط اختلاف.

ولهذه الغاية، تابعت المصادر نفسها، إن المناورات السياسية مستمرة إلى حين تبلور المشهد السياسي العام على المستويين الداخلي والخارجي، في ظل التطورات المتسارعة، لا سيما الانهيار المالي والاقتصادي، الذي بدأ يعيد خلط الأوراق على كل المستويات، وقد تكون له تداعيات تحدث انقلاباً على صعيد الإستحقاق الرئاسي، إذ هناك أكثر من سيناريو مطروح على بساط البحث للحدّ من هذا الإنهيار، الذي قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار، وخلق حالة اضطراب في البلد.

وبناء عليه، فإن جولات المطران بو نجم، وفي المرحلة الثانية قد تكون، وفق مصدر كنسي، محاولات في هذا الوقت الضائع لحشر كل الأطراف، ومن ثم "كسر الجليد" بين المكوّنات المسيحية للخروج من الإصطفافات، التي بدأت تشكل حالة قلق لدى بكركي من خروج الأمور عن نصابها مسيحياً، وبالتالي ما تطرق إليه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على الصعيد المسيحي، له خلفياته وليس عفوياً، وبالتالي ليس أمراً عابراً في إطار إعادة ما يسمى بـ "العدّ" أو الفرز الديموغرافي الذي يقلق المسيحيين، وهذا موضع متابعة من الفاتيكان الذي يدقق في ما وصلت إليه الأوضاع المسيحية من حالة لا يمكن استمرارها، في ظل النزف السياسي وتنامي الخلافات بين مكوّناتها، خصوصا أن الاستحقاق الرئاسي يشكِّل مفصلاً أساسياً.

لذا، فإن البابا فرنسيس الأول، يضيف المصدر الكنسي، واصل مساعيه عبر تواصل مباشر بين دوائر الفاتيكان وكل المعنيين بالملف اللبناني، وبالتالي فإن الكرسي الرسولي ليس من دعاة حصول لقاءات مسيحية، وإن كان حريصاً ومستاءً في الوقت عينه من الخلافات المسيحية ـ المسيحية، ربطاً بالجو الإقليمي العام الذي بات يهدِّد أوضاع المسيحيين كما جرى في العراق وسوريا، ويدعو القيادات المسيحية إلى التوافق على اسم الرئيس العتيد في خضم هذه الأجواء القاتمة في المنطقة والعالم.

الأكثر قراءة

الدولار حطّم الرقم القياسي وأشعل المحروقات مع تخطيه 140 الف ليرة ليتراجع 30 الفاً مصادر بكركي لـ «الديار»: خلوة 5 نيسان روحية والبطريرك لا يضع مصيدة امام النواب دعوة شعبية عارمة للتجمع في «رياض الصلح» احتجاجاً على انهيار الأوضاع المعيشية