رغم الأزمة الداخلية التي يمر بها الكيان الصهيوني، والتطورات الدولية والإقليمية التي لا تصب في مصلحته، ورغم استبعاد الخيارات العسكرية في المنطقة في الآونة الأخيرة واستبدالها بالخيار الاقتصادي كسلاح أميركي بديل لتحقيق أهدافه، ليس مستحيلاً أن يُتخذ قرار الحرب إسرائيلياً ، حتى لو كان غير واقعي وغير مضمون النتائج، بما معناه حتى لو كان قراراً انتحارياً...
المشهد الحالي أمام احتمالين ممكن أن يحصل أحدهما بنِسَب متساوية في المرحلة المقبلة إذا بقيت الأحداث تسير بالاتجاه نفسه، فالاحتمال الأول الذي يَستبعد أن تقوم "إسرائيل" بعملية عسكرية، باعتبارها مأزومة داخلياً الى درجة أن الانقسام أصاب الجيش، فكيف ستخوض حرباً بجيش منقسم؟ عدا أن الجبهة مع الفلسطينيين ملتهبة، فعمليات المقاومين مستمرة وبشكل تصاعدي تُشعِر المستوطنين بعدم الأمان، بالإضافة الى العوامل الخارجية، فالتقارب الإيراني - الخليجي لا يصب في مصلحتها، كما الموقف الأميركي الذي يريد استقراراً في المنطقة في هذه المرحلة، بحيث إن "إسرائيل" لا تشن حرباً من دون غطاء أميركي، وما يُدعِّم هذا الاحتمال ما حصل مؤخراً في الشمال والحديث الصهيوني عن حدث أمني كبير هناك، وبعد التكتم لأيام، كُشف عنه لاحقاً بتوصيفه "حادثة تفجير شهدتها منطقة مجدو الواقعة بين شمال الضفة الغربية وجنوب حيفا، وزعمهم أن منفذ العملية هو شخص تسلّل من لبنان إلى فلسطين المحتلة.
فمن الناحية الأمنية اعتبر الإسرائيلي هذا الحدث تَحوُّلا وخرقا لتوازن الردع بينه وبين حزب الله، وأن حصول الاختراق دون القدرة على كشفه يُعتبر تطوراً خطراً بالنسبة له، أما من الناحية السياسية فعمل الصهاينة على تضخيم الحدث ليقولوا للرأي العام الإسرائيلي أن هناك مخاطر خارجية يجب التركيز عليها أكثر من القضايا الداخلية. إلا أن ذلك ارتد عكسياً على المستوطنين مما زاد من حالة الخوف والتوتر لديهم، أما عن الرد، فـ "إسرائيل" تواجه مشكلة بأنها لا تعرف على مَن ترد بحال اتخذت هذا القرار، فهي لم تستطع أن تُثبت أي شي على حزب الله ولا على المقاومة الفلسطينية، فعلى مَن سترد؟ وحتى بحال كانت لديها أي نية عدوانية على الجبهة الجنوبية اللبنانية، فهي تُدرك مخاطر هذه الخطوة جيداً... من هنا هناك استبعاد لاحتمالية الحرب بحسب الوقائع.
أما الاحتمال الثاني فهو أن الحكومة الصهيونية الحالية تُصِرّ على فتح جبهة خارجية، رغم رفض الولايات المتحدة لهذه الخطوة، إلا أن نتنياهو يريد الهروب الى الأمام لأن أزمته الداخلية تُهدِد وجود كيانه، فليس أمامه لإنهاء الانقسام وتوحيد الرأي العام والتفافه حوله إلا إشعاره بخطر خارجي، وهذا الخطر لن يكون غزة، فهذه المعركة من وجهة نظره لا تحقِّق المطلوب ولا تشدّ العصب، وإنما ما يحقِّق هدفه جبهتان هما: سوريا أو جنوب لبنان، ومن هنا، فالقصف الإسرائيلي المتكرر على سوريا بأكثر من موقع من أجل حصول رد سوري على الاعتداءات وتُفتح بذلك الجبهة، ومن هنا أيضاً، تأتي الحركات الاستفزازية التي يقوم بها جيش العدو على الحدود الجنوبية من أجل استجرار رد فعل من حزب الله فتشتعل الجبهة... لكن أيضاً واقعياً يُعتبر خياراً غير محسوب، ومن الممكن أن يرقى الى مستوى خطيئة اسرائيلية، وبخاصة أن هذه الخطوة هي بدافع استبعاد الخطر الوجودي الداخلي، لكن في الواقع هي تهرب لخطر وجودي خارجي، فإذا ذهبت بهذا الاتجاه فمَن الذي يضمن لها النتائج، خاصة إذا تدحرجت الأمور لتُصبح حرباً واسعة تهدد وجودها أيضاً؟
إذاً... بين الخطر الداخلي والخارجي تقع "اسرائيل"، تحاصرها الأزمات من كل اتجاه بشكل يصعب عليها الهروب منها، تتخبط، تضيق خياراتها، وفوق كل ما يحصل ، يلاحقها صدى صوت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وهو يقول: "نحن مستعدون للمعركة الكبرى في المنطقة... معركة تحرير فلسطين"...
يتم قراءة الآن
-
الدولار حطّم الرقم القياسي وأشعل المحروقات مع تخطيه 140 الف ليرة ليتراجع 30 الفاً مصادر بكركي لـ «الديار»: خلوة 5 نيسان روحية والبطريرك لا يضع مصيدة امام النواب دعوة شعبية عارمة للتجمع في «رياض الصلح» احتجاجاً على انهيار الأوضاع المعيشية
-
المركزي: عملية مفتوحة لشراء الاوراق النقدية اللبنانية بدءًا من هذا الموعد
-
الليرة تنهار دون كوابح ولبنان ينافس افغانستان على المرتبة الاخيرة في «التعاسة» «مساومة» سعودية تؤجل الحل وفرصة مقيدة للمعارضة للاتفاق على مرشح رئاسي دعوة بكركي للصلاة تكتمل بموافقة الاحزاب المسيحية الرئيسية ولا تفاهمات سياسية
-
هل حشر "الصهر" "الحكيم" في زاوية بكركي؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
09:57
مؤتمر صحافي لوزير الاشغال العامة والنقل علي حمية عند الثانية عشر ظهرا"
-
08:37
الاستخبارات العسكرية البريطانية تعلن أن القوات الأوكرانية المدافعة عن باخموت ما زالت تواجه خطر التطويق من الشمال والجنوب (سكاي نيوز عربية)
-
08:37
الاستخبارات العسكرية البريطانية: هناك مؤشرات على أن الهجوم الروسي على مدينة باخموت يفقد زخمه
-
08:24
احصاءات غرفة التحكم للحوادث التي تم التحقيق فيها خلال ال ٢٤ ساعة الماضية: 4 حوادث ،قتيلان و جريحان
-
23:04
أوكرانيا تحصل على خطة مساعدة من صندوق النقد الدولي بقيمة 15,6 مليار دولار
-
20:07
الأسد يبحث مع منسق الإغاثة في الأمم المتحدة سبل مساعدة سوريا على التعافي من تبعات الزلزال وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين
