اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا ندري ما اذا كان علينا أن نأخذ بتلك المعلومات الصادمة والصاعقة، حول تلقي قيادات سياسية وحزبية، ومن أكثر من طائفة، وعوداً من جهات خارجية مؤثرة، باقامة كانتونات تحت رعاية دولية مباشرة، لقاء المساعدة بطريقة أو بأخرى على توطين اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين...

لا غرابة. متى لم يكن هناك ساسة في لبنان يبيعون أرواحهم، وأحياناً أراضيهم للشيطان مقابل المال أو السلطة؟ الآن، الشبق الى المال والسلطة يزداد هولاً، بالرغم من أن مغارة علي بابا خلت حتى من الحجارة...

واذا كانت الأوساط اياها ترى في بعض أهل الحكم في لبنان، أو جلّهم، كائنات من الصفيح، أي نوع من اللبنانيين في لبنان حين لا يرشقون، ولو بحجر، زجاج أي من القصور؟ الصمت الرهيب في الشارع، الا بعض الفقاعات المتنقلة بين الحين والآخر.

بين كل الأمم نحن الاستثناء في لامبالاتنا، وفي تكيّفنا مع الخراب ما دمنا معلّبين طائفياً الى حد الاختناق، أو مبعثرين طائفياً الى حد الافتراق. نسأل أي كائنات بشرية نحن حين نفتدي (بالروح والدم) من أمتطوا ظهورنا ومضوا بنا حفاة وعراة الى ذلك العراء العظيم؟

ماذا يعني أن تدعو بكركي النواب المسيحيين الى يوم روحي للصلاة، على أمل أن يحل الروح القدس محل الأرواح الشريرة، التي تتحكم بمسار الأحداث (وهنا مسار الخراب) منذ أن وجدت الدولة اللبنانية على هذه الأرض؟

الدعوة تعني أن الصرح البطريركي، وما يمثل معنوياً، في أقصى حالات اليأس من امكانية بلورة حل بشري للأزمة الرئاسية، وبعدما بات مؤكداً أن الأسماء المطروحة هي للمساومة، بانتظار أن تتفق قوى الخارج على شخصية بعيدة عن "ثقافة التفاهة" التي تحكم المشهد السياسي...

ربما كانت "التراجيديا المسيحية" في كون الصراع بين القوى السياسية في الطائفة ليس صراع الأدمغة، ولا هو صراع الأفكار، وانما صراع الطرابيش مثلما هو صراع الغرائز. الوصول الى قصر بعبدا ليس الوصول الى الفردوس وانما الى الزنزانة. الاختلال (على الأقل الالتباس) بين النصوص والصلاحيات، يجعل من رئيس الجمهورية ضيف شرف على الزنزانة!

ما يجول في بعض الرؤوس هو انعكاس لما يحدث عادة في الدهاليز. اذ لا نزال على تفاؤلنا بالتفكيك التدريجي لأزمات المنطقة، في ضوء الاتفاق السعودي ـ الايراني، لا بد من التأكيد ان "اسرائيل"، وفي هذه الأيام بالذات، تقف وراء الباب. "الموساد" في حال الاستنفار، دون أن نعرف طبيعة التعليمات التي أبلغها بنيامين نتنياهو الى ديفيد بارنيع الذي يمسك، وعبر قنوات ديبلوماسية غربية، بأكثر من رأس في المتاهة اللبنانية...

لا نتصور أن الصلاة يمكن أن تحوّلنا بين ليلة وضحاها الى ملائكة. في ظننا أن الله ضاق ذرعاً بنا. حمل عصاه وارتحل عن هذه المنطقة، بعدما تبين له أن كل الانبياء الذين بعث بهم لم يتمكنوا من غسل الضمائر، ولا من غسل الأرواح، لا بل أن حجر قايين ظل يتدحرج عبر الأزمنة الى أن استقر في عقر دارنا.

كل هذا لا يمنعنا من التفاؤل. مؤشرات التسوية في اليمن بدأت من جنيف. لا بد من أن تصل الينا (على صهوة الخيول أم سيراً على الأقدام؟). في المعلومات الخليجية أن السعوديين قالوا علناً للفرنسيين "لا نثق بأي من هؤلاء" .

لم تعد مشكلتهم في الخيار السياسي للرئيس العتيد، وانما في كونه الرجل المؤهل لادارة الحل لا لادارة الأزمة. هذا كان رأي الاليزيه قبل أن يتبين له أن تفكيك جبال البيرينيه، قد يكون أكثر واقعية من تفكيك المنظومة السياسية ـ الطائفية في لبنان.

في المعلومات أيضاً، تركيز على دماغ اقتصادي يستطيع أن يضطلع بدور المايسترو في مقاربته لديناميات الانقاذ. اي رئيس آخر في هذه المرحلة بالذات، لا بد ان يكون امتداداً للعهد السابق الذي قاد البلاد الى جهنم...

قريباً لقاء بين وزيري خارجية السعودية وايران. لا نستبعد البحث في الملف اللبناني. الأجواء تشي بأن الجانبين جاهزان للتفاهم على اسم يكون مفاجأة للجميع.

في كل الأحوال، لا هدايا في العيد. الدولار ماض في جنونه، ونحن ماضون في التهليل لأنصاف الآلهة...

الأكثر قراءة

مسار تصاعدي سعودي نحو لبنان؟!