اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم تنعكس إيجابية الأجواء الإقليمية على سلبية الأطراف الداخلية وتحديداً المسيحية، بتصلّبها وتصعيد مواقفها التي تمتاز بالرفض، دون إيجاد بديل حتى اللحظة، وهذا ما ينطبق على «التيار الوطني الحر» تحديداً، فالملف على رغم تحرّكه الأخير، إلا أن نتائجه بطيئة جداً، وكأن دور لبنان لم يأت بعد، وهذا ما يُبرر أكثر هذه المواقف، باعتبار أن ساعة الصفر لم تحِن بعد ولا زال هناك هامش يسمح باستمرار المواقف التصعيدية.

في خطابه الأخير، بقيَ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على رفضه لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية دون طرح بديل للرئاسة، حتى طرح اسمه بات غير وارد في هذه المرحلة، وهو بات مقتنعاً بذلك، تماماً كما يقول الرئيس ميشال عون:» جبران هلق مش وقتو»، لذا فليس أمامه من خيار إذا استمر برفضه إلا طرح أسماء، يقول إنها موجودة إلا أنه ما زال يتحفّظ عليها حتى الآن، بانتظار اللحظة المناسبة لطرحها مع حزب الله أولاً، كما يؤكد التيار، فالعلاقة المباشرة صحيح أنها مُجمَّدة، إلا أنها لم تصل للقطيعة بحيث أنها تتظهر بحضور المناسبات، وهذا ما حافظ عليه الطرفان بهذه الفترة، أما عن عدم التجاوب مع الدعوة للحوار من قِبل فرنجية، يعتبر التيار أن رئيس «تيار المردة» هو الذي رفض الحوار بداية، ولم يتجاوب مع دعوة بكركي، فما الذي تغيّر اليوم؟!

للتيار الوطني الحرّ أسبابه التي يعلنها دائماً حول خلفية موقفه، إلا أن البعض يعتبره يتخبّط في الوقت الراهن، لا يعرف ماذا يريد، خاصة وأن لديه شعور بتخلّي دولي عن المسيحيين، وأنهم سيخسرون كل شيء، فعدم تقدير الموقف الدولي هو مشكلة بحد ذاتها، لكن رغم كل ذلك فإن رهان الثنائي الشيعي على تغيّر موقف التيار لا زال موجوداً، لعل هذا ما تُفسّره العبارة التي قالها رئيس مجلس النواب نبيه بري عن احتمالات تراجع «التيار الوطني الحر» عن سقفه العالي في مواجهة فرنجية والسير بالتسوية...

«أن الأمل موجود دائماً»، فمِن هنا يَعتبر البعض أن رهان الثنائي هو على «عقلانية» باسيل في مقاربة الملف الرئاسي، فمصلحته أن يكون جزءاً من الحل وأن لا فائدة من التصعيد، فسيناريو ٨٩ لن يتكرر، والسيناريو الأقرب للتنفيذ هو الإتفاق معه على «كوتا» تحفظ حقه وحضوره، ويكون من خلالها مؤثراً داخل الدولة.

صحيح أن هذا ما طُرِح ببداية المعركة الرئاسية على رئيس «التيار الوطني الحر» ورفَضَه، لعلّه أراد «يجرّب حظو» بطرح بديل، وعلى الرغم من أن هذا الإحتمال لا زال وارداً حتى اللحظة، إلا أن بحال فشله فليس أمامه إلا الخيار الأول، والحديث عن الخروج من التسوية ليس مُقنِعاً، فلكل مرحلة خصوصيتها ولاعبيها وتوازناتها، التي لا تسمح باتخاذ هكذا قرار حالياً. من هنا فإن المَخرَج هو بإعادة حساباته والتموضع بطريقة عقلانية.

لعل الحسابات مع التيار مختلفة نظراً للتعويل على الجهد الداخلي أكثر، وهذا ما يتطلّب وقتاً يُحسَب ضمن الوقت الذي يحتاجه تلاقي الإرادة الداخلية مع الخارجية شرط أن يكون هناك إرادة داخلية فعلاً لإنجاز استحقاق الرئاسة.. 

الأكثر قراءة

لا جديد عند حزب الله رئاسياً... باسيل يطلب ضمانات خطية... وفرنجية لن ينسحب ماكرون «المتوجس» من توسيع الحرب يلتقي اليوم ميقاتي والعماد جوزاف عون مسيّرات المقاومة الانقضاضية تغيّر قواعد الاشتباك: المنطقة على «حافة الهاوية»؟