اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

قبل اسبوع من موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي دعا اليها الرئيس نبيه بري في ١٤ الجاري، يدور الحديث حول اكثر من سيناريو لمسارها ومصيرها . لكن المعطيات المؤكدة، بغض النظر عن الحسابات الرقمية لاي فريق من الفريقين، هي ان الجلسة الـ١٢ لن تؤدي الى انتخاب الرئيس الجديد، ولن تختلف كثيرا عن سابقاتها، في ظل الانشطار العمودي الحاد حول هذا الاستحقاق.

لكل فريق تبريراته وحساباته قبل هذه الجلسة، لكن الحقيقة التي لا تقبل الشك هي ان ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور، بالشكل الذي حصل وما احاط ويحيط به، كرسه عند الفريق الآخر مرشحا استفزازيا لا يختلف عن ميشال معوض، ولم يقدمه مرشحا جديا لاسباب تتعلق بطبيعة وخلفيات التقاطع عليه، خصوصا بين «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر»، ولفقدانه شرط التوافق بالحد الممكن .

ويقول مصدر نيابي في «الثنائي الشيعي» ان كل الاجواء المحيطة باعلان ترشيح ازعور، تؤكد انه مرشح مناورة جديدة . فالطرفان الاساسيان في هذا الاتفاق او تقاطع «القوات» و»الوطني الحر» ينطلقان بهذا الترشيح من اهداف شخصية ومصلحية، وليس ابدا من منطلقات وطنية . ويضيف ان الهدف الوحيد الذي يجمعهما هو التخلص من فرنجية ولا شيء آخر، وهذا التوصيف لا يحتاج الى برهان .

ويأخذ المصدر على الفريق المؤيد لازعور، بانه يدرك سلفا ان هذا الترشيح لن يؤدي الى انتخابه في ظل المعادلة السياسية والنيابية القائمة، ومع ذلك اصر على هذه الخطوة التي تطيل امد الفراغ، ولا تساهم في انتخاب رئيس الجمهورية . ويؤكد ان مثل هذا السلوك والتنكر للحوار والوفاق، لن يؤدي الا الى مزيد من التأزم، مؤكدا ان محاولة فرض امر واقع تحت شعارات متعددة، لن يجعل الرئاسة في متناول اليد بل سيطيل امد الفراغ .

ووفقا لمصدر نيابي في الفريق المؤيد لازعور، فان التقاطع على ترشيحه اعاد الكرة الى ملعب الفريق الآخر، الذي كان يأخذ عليه بانه ليس لديه مرشح جدي في وجه سليمان فرنجية . ويرى ان هناك ورقة مهمة في يد الفريق المذكور، وهي ان ازعور يملك تأييد غالبية مسيحية وازنة، تجعله مرشحا جديا مدعوما بتأييد عدد ملحوظ من نواب مستقلين و»تغييريين» من طوائف اخرى.

قبل اسبوع من الجلسة المقررة، كيف يبدو المشهد السياسي والنيابي ؟ الملاحظة الاساسية التي لا بد من التوقف عندها، هي ان بري اسقط بلحظة واحدة كل الحملة التي تعرض لها من الفريق الآخر واتهامه باقفال المجلس، فدعا بعد ساعات من اعلان ترشيح ازعور الى جلسة الانتخاب، رغم ادراكه ويقينه بانه ينطوي على مناورة متعددة الاهداف والغايات.

اما على صعيد الحسابات والمواقف، فان ما يسجل حتى الآن هو التالي:

١- لا يستطيع اي فريق من الفريقين تأمين الـ٦٥ صوات لمرشحه، خارج احتساب كتلة نيابية وازنة، يتريث بعضها ويتردد البعض الآخر، ويذهب جزء ثالث منها للتصويت الى اسم ثالث.

٢ - يستطيع اي فريق من الفريقين استخدام سلاح النصاب الدستوري، طالما ان كل منهما يضمن اكثر من ثلث اصوات المجلس.

٣ - لوح الفريقان باستخدام هذا الحق الدستوري، حيث اعلن سمير جعجع وسامي الجميل بكل صراحة قبل ترشيح ازعور انهما سيلجآن الى هذه الخطوة لمنع انتخاب فرنجية، ويلوح اليوم الفريق المؤيد له باللجوء ايضا الى هذا الحق .

ووفقا للمعلومات المتوافرة، فان الفريق المؤيد لازعور لم ينجح حتى الآن، رغم استنفاره بقواه القصوى، من تأمين اكثر من الـ ٥٠ صوتا من دون كتلة «اللقاء الديموقراطي» . اما الفريق المؤيد لفرنجية فينطلق من رصيد مؤكد وثابت في « بلوك» قوي ومتين لا يقل عن ٤٥ صوتا، من دون احتساب عدد لا بأس به من النواب المستقلين او نواب كتلة «الاعتدال الوطني» التي تميل لفرنجية.

ومما لا شك فيه، ان من نقاط الضعف عند الفريق المؤيد لازعور، ان تكتل «لبنان القوي» برئاسة جبران باسيل يشهد اهتزازا قويا، فالى جانب توجه نواب الطاشناق الثلاثة لانتخاب فرنجية، يميل نائب رئيس المجلس الياس بوصعب الى هذا الاتجاه ايضا، بينما لا يزال الرباعي القيادي في التيار : آلان عون، ابراهيم كنعان، سيمون ابي رميا واسعد درغام يعارضون خيار ازعور رغم الترغيب والترهيب.

وفي خصوص موقف «اللقاء الديمقراطي» يستبعد مصدر نيابي ان يقدم جنبلاط على التصويت لصالح ازعور بوجه فرنجية في هذا الظرف بالذات، لانه يدرك محاذير الاصطفاف الحاد في البلاد، والنتائج المترتبة عليه.

ومن المنتظر ان تعمد كتلة «الاعتدال» المؤلفة من عشرة نواب، ونواب مستقلين و»تغييريين» للاقتراع باسماء او عبارة كما حصل في الجلسات السابقة لتكريس وقوفها على الحياد.

ووفقا للاجواء السائدة، فان هناك اكثر من سيناريو مطروح:

١- عدم انعقاد جلسة ١٤ الجاري بسبب عدم توافر نصاب الـ٨٦ نائبا .

٢ - انعقاد الجلسة والاقتراع في الدورة الاولى بين ازعور والورقة البيضاء واسماء وعبارات اخرى، ثم فقدان النصاب في الدورة الثانية.

٣- لا يرجح الى حد كبير حصول منافسة في الصندوق بين فرنجية وازعور . وهذا يعني ان جلسة الانتخاب الـ١٢ ستكون نسخة جديدة للجلسات السابقة. 

الأكثر قراءة

ملف الرئاسة: اللجنة الخماسية تحشر نفسها بالوقت فهل تنعى مهمتها في آخر أيار؟ قطر تجدد مساعيها من دون أسماء وجنبلاط الى الدوحة اليوم بدعوة رسمية جبهة الجنوب مرشحة للتصعيد... ومفاجآت حزب الله تنتظر العدو