اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أقرّ الجيش السوداني امس باستيلاء قوات «الدعم السريع» على مقر قوات الاحتياطي المركزي جنوبي الخرطوم، بعد معارك استمرت أياما، في حين امتدت المواجهات لأول مرة منذ بدء الصراع الحالي إلى ولاية النيل الأزرق. هذا، وأعلنت قوات «الدعم السريع» عن «تأجيل المفاوضات مع وفد الجيش السوداني في مدينة جدة السعودية إلى ما بعد عيد الأضحى»، مؤكدة «أن التأجيل جاء بسبب عدم جدية الجيش السوداني وعدم التزامه الهدن السابقة».

كل ذلك فيما مفاوضات التسوية والتهدئة عالقة عند الشروط والشروط المضادة للمتقاتلين. الدعم السريع تعلن تأجيل المفاوضات مع الجيش السوداني في جدة إلى ما بعد عيد الأضحى

فقد قال الجيش السوداني في بيان، إن ما وصفها بالمليشيا المتمردة استولت على أحد مقار الشرطة السودانية، في إشارة إلى مقر الاحتياطي المركزي، بعد مهاجمته طوال 3 أيام متواصلة. وأضاف البيان «أن اقتحام قوات الدعم السريع للمقر يعدّ مخالفة للقانون الدولي»، مشيرا إلى «أن مرافق الشرطة في جميع أنحاء العالم تعتبر مرافق خدمية لا علاقة لها بالعمليات العسكرية».

كما قال الجيش السوداني إن «ما جرى من استهداف لمقار الشرطة ليس انتصارا عسكريا لمليشيا لا تتورع عن ارتكاب جميع أنواع الانتهاكات، بقدر ما هو هزيمة أخلاقية وتعدٍّ سافر على مؤسسات الدولة المعنية بحماية المدنيين يستوجب الإدانة والاستهجان».

من جانبه، قال مصدر رفيع في الجيش السوداني إن القوات التي كانت موجودة في مقر قوات الاحتياطي المركزي انسحبت منه بشكل مدروس، مضيفا أن أكثر من 250 من عناصر «الدعم السريع» قتلوا في الاشتباكات التي دارت حول المقر.

أسلحة وذخائر

وكانت قوات «الدعم السريع» التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أعلنت سيطرتها على المقر الأمني، ونشرت لقطات لمقاتليها داخل المنشأة وكان بعضهم يخرج صناديق ذخيرة من أحد المستودعات. وقالت في بيان، إنها استولت بعد سيطرتها على رئاسة قوات الاحتياطي المركزي ومعسكر عوض خوجلي على كميات كبيرة من المركبات والأسلحة والذخائر.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط في الجيش السوداني أن المعارك في محيط مقر الاحتياطي المركزي خلّفت 14 قتيلا.

وبعد سيطرة قوات «الدعم السريع» على المقر التابع للشرطة، قصف الجيش السوداني تجمعات لهذه القوات بالمنطقة. وسعت قوات «الدعم السريع» لاستعادة هذا المعسكر بوصفه أحد أكبر المعسكرات التي يتم التزوّد منها بالعتاد والذخيرة.

وحسب المعلومات، فإن منطقة مقر الاحتياطي المركزي للشرطة تشكل أهمية للدعم السريع، لأن المقر يمثل خطا دفاعيا متقدما للجيش باتجاه منطقتي الشجرة والكلاكلة، وأيضا لأنه يشكل خطا دفاعيا للجيش إذ يقع شمال معسكر طيبة الذي كان تابعا للدعم السريع.

الاتحاد الإفريقي

هذا، وطالب مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي بتجريد الخرطوم من السلاح فوراً، وبوقف غير مشروط للأعمال العدائية، وعبّر المجلس عن تأيّيده خطة مجموعة رؤساء دول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا، «إيغاد» بشأن النزاع في السودان، وأثنى على الجهود التي تقوم بها المنظمة.

قصف واشتباكات

في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات في مناطق بالعاصمة السودانية. وقالت المعلومات إن دوي انفجارات متقطعة دوت جنوب مدينة أم درمان، بالتزامن مع سماع أصوات أسلحة ثقيلة غربي مدينة الخرطوم.

وتزامنت الاشتباكات مع تحليق مستمر للطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.

اشتباكات بالنيل الأزرق

وفي تطور آخر، قال مصدران مطلعان في حكومة ولاية النيل الأزرق، ومكتب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار، إن قوات الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو هاجمت عددا من مواقع الجيش السوداني في خور البودي وديم منصور جنوب مدينة الكرمك. وأضاف المصدران أن الجيش السوداني تصدى للهجوم، وأشارا إلى استمرار قوات الحركة الشعبية في قصف عدد من المناطق في الولاية.

يذكر أن الجيش السوداني والحركة الشعبية وقعا اتفاقا لوقف إطلاق النار ظل ساريا على نحو منتظم حتى اندلاع الصراع الحالي في منتصف نيسان الماضي.

وتعدّ المواجهات في ولاية النيل الأزرق الأولى من نوعها في الولاية منذ بدء الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

الأوضاع الإنسانية

وبشأن التداعيات الإنسانية، قال نائب المفوض العام للعون الإنساني في السودان أحمد عثمان، إن قرابة 25 مليون مواطن بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وفي مؤتمر صحفي عقده بمدينة بورتسودان شرقي السودان، أوضح عثمان أن إجمالي عدد النازحين وصل إلى 8 ملايين بينما بلغ عدد اللاجئين إلى دول الجوار نصف مليون. 

الأكثر قراءة

ضغوط قصوى على «إسرائيل» لمنعها من اجتياح رفح عون في قطر لإعادة تحريك المساعدة الشهريّة للجيش الأمن العام يستنفر بمواجهة السوريين المخالفين