اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اختتمت أعمال قمة دول جوار السودان في العاصمة المصرية القاهرة بمناشدة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إنهاء الحرب، والدعوة إلى حوار جامع بعيدا عن التدخلات الخارجية، على وقع المعارك العنيفة التي تشهدها الخرطوم.

وذكر البيان الختامي للقمة أن المشاركين توافقوا على أهمية تسهيل مرور المساعدات الإنسانية، كما كشف عن وضع خطة عمل تتضمن وضع حلول عملية قابلة للتنفيذ لوقف القتال، معربا عن قلقه البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار القتال الذي تنتج عنه زيادة النازحين والفارين إلى الدول المجاورة.

وكانت انطلقت في القاهرة أعمال قمة دول جوار السودان لبحث سبل إنهاء الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتداعياته السلبية على هذه الدول، في حين لا تزال المعارك مستمرة بالخرطوم.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي -في افتتاح المؤتمر- إن السودان يمر بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وإن القتال المستمر منذ 3 أشهر نتج عنه إزهاق أرواح مئات من المدنيين ونزوح ملايين من السكان. وأضاف السيسي أن الأزمة تتطلب معالجة جذورها عبر التوصل إلى حل سياسي شامل يستجيب لتطلعات الشعب السوداني، مطالبا أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي تم الإعلان عنها في مؤتمر دعم السودان.

كما قال الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إنه لا مبرر للحرب في السودان، ومبادرة دول الجوار لها آليات واضحة لتحقيق الاستقرار. وأضاف أفورقي أن القمة ترمي إلى أن تكون لشعب السودان الكلمة الأخيرة وإلى منع التدخلات الخارجية.

من جانبه، قال رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت إن القمة تهدف إلى حل الأزمة، وتأتي في وقت حرج، وهي ليست منتدى جديدا.

وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إنه يجب احتواء النزاع في السودان بأسرع وقت ممكن، لأن تداعيات الأزمة كبيرة على المنطقة، داعيا إلى وقف مستدام لإطلاق النار.

وأكد رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي لتشاد أن بلاده استقبلت أكثر من 150 ألف لاجئ سوداني.

وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي قد قال إن المؤتمر سيضع آليات فاعلة بمشاركة دول الجوار لتسوية الأزمة سلميا، وذلك بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية.

وقالت وسائل إعلام سودانية إن مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة سيترأس الوفد الحكومي الذي يضم وزير الخارجية المكلف.

هذا واتفق المشاركون في القمة على «تشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار». وبحسب المجتمعين، تعقد هذه الآلية الوزارية اجتماعها الأول في جمهورية تشاد، لوضع خطة عمل تنفيذية تتضمن «وضع حلول عملية» للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية، عبر التواصل المباشر مع الأطراف المختلفة، في «تكاملية مع الآليات القائمة، بما فيها الإيغاد والاتحاد الأفريقي».

كما أكد المجتمعون «عدم التدخل في شؤون السودان الداخلية، والتعامل مع النزاع القائم باعتباره شأناً داخلياً، وأهمية الحفاظ على الدولة السودانية، ومنع تفككها وانتشار الإرهاب والجريمة المنظمة في محيطها».

وشدّد المجتمعون على «أهمية عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة، بما يعيق جهود احتوائها ويطيل أمدها»، مؤكدين أهمية الحل السياسي لوقف الصراع الدائر في السودان، وإطلاق «حوار جامع للأطراف السودانية، بهدف بدء عملية سياسية شاملة»، تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار.

كذلك، أعرب القادة الأفارقة عن قلقهم العميق «إزاء استمرار العمليات العسكرية، وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية»، مناشدين «الأطراف المتحاربة لوقف التصعيد والالتزام بوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب»، وتجنُّب الخسائر البشرية والمادية.

إنسانياً، اتفق المجتمعون على «تسهيل وصول المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان، عبر أراضي دول الجوار، وتشجيع العبور الآمن للمساعدات لإيصالها للمناطق الأكثر احتياجاً داخل السودان»، داعين «مختلف الأطراف السودانية لتوفير الحماية اللازمة لموظفي الإغاثة الدولية».

بالإضافة إلى ذلك، أكدوا على «أهمية التعامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها الإنسانية جدياً»، مع الأخذ بالاعتبار «أن استمرار الأزمة سيترتب عليه زيادة النازحين، وتدفّق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار».

ووفقاً لبيان القمة، فإنّ هذا الوضع يقتضي «تحمُّل المجتمع الدولي والدول المانحة مسؤوليتهما في تخصيص مبالغ مناسبة من التعهدات، التي أُعلنت في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان»، الذي عقد يوم 19 حزيران 2023 بحضور دول الجوار.

انفجارات بالخرطوم

ميدانيا، أفادت المعلومات عن سماع دوي انفجارات بالتزامن مع تحليق طائرات الجيش السوداني في أجواء الخرطوم وإطلاق قوات الدعم السريع نيران مضادات أرضية باتجاهها.

كما بثت مواقع سودانية صورا قالت إنها تظهر اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في حي النزهة بالخرطوم ، ويظهر المقطع المصور تصاعد عمود من الدخان داخل الحي، وسط أصوات اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وكانت وسائل الاعلام قد نقلت عن شهود عيان قولهم إن مبنى يحتوي على مخزن للأدوية تعرض لقصف جوي في حي الطائف شرقي الخرطوم، وقالت مصادر محلية إن القصف أسفر عن إصابات في محيط المبنى الواقع قرب أحد مواقع قوات الدعم السريع.

مقابر جماعية

في الأثناء، أظهرت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين بسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان -والذي اندلع قبل نحو 3 أشهر- تجاوز 3 ملايين شخص.

وجاء في بيانات نشرت أول أن أكثر من 2.4 مليون نزحوا داخليا، فيما عبر أكثر من 730 ألفا الحدود إلى بلدان مجاورة.

وقد فر معظم هؤلاء إما من الخرطوم حيث يتركز الصراع على السلطة بين الطرفين، أو من دارفور حيث تصاعدت أعمال عنف عرقية.

وقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن 87 شخصا على الأقل -بعضهم من عرقية المساليت- دفنوا في مقبرة جماعية غرب دارفور بالسودان، مشيرا إلى أن لديه معلومات جديرة بالثقة عن مسؤولية قوات الدعم السريع عن ذلك.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك «أدين بأشد العبارات قتل المدنيين والعاجزين عن القتال، كما أشعر بالفزع من الطريقة القاسية والمهينة التي عومل بها القتلى وعائلاتهم ومجتمعاتهم»، ودعا إلى إجراء تحقيق سريع وشامل. 

الأكثر قراءة

أردوغان ضدّ "إسرائيل"... هل نصدّق؟