اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في ظل تنامي العلاقات السياسية ما بين تركيا والدول العربية، يتجه رجب طيب أردوغان صوب الخليج، في محاولة لرأب صدع التضخم، والتدهور الاقتصادي في بلاده، وكذلك تعزيز التعاون السياسي.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، بدء جولة خليجية، مؤكدا "مواصلة العمل لإنشاء منطقة سلام واستقرار وازدهار حول تركيا".

وقال أردوغان، عبر حسابه على "تويتر": "انتقلنا إلى جدة، المحطة الأولى لزياراتنا إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وجمهورية شمال قبرص"، معربا عن أمله أن تكون هذه الزيارة مفيدة للعلاقات الثنائية والاستقرار الإقليمي.

وأعرب أردوغان أيضا عن "أمله في تطوير العلاقات مع دول الخليج"، مشيرا إلى زيادة حجم التجارة الثنائية من 1.6 مليار دولار إلى ما يقرب من 22 مليار دولار في السنوات العشرين الماضية.

وقال مراقبون إن الزيارة التركية للدول الخليجية تأتي لأهداف اقتصادية في المقام الأول، في ظل الأزمة المالية التي تمر بها أنقرة، فيما يسعى أردوغان لتعزيز العمل السياسي المشترك مع دول مجلس التعاون الخليجي، وإيجاد قواسم مشتركة في ملفات مهمة على رأسها الملف السوري والليبي.

تنمية اقتصادية

اعتبر سعد عبد الله الحامد، المحلل السياسي السعودي، أن جولة الرئيس التركي في دول الخليج هدفها الأساسي اقتصادي، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها أنقرة أخيرًا، وتبعات الزلازل وهروب الاستثمارات الأجنبية، وهبوط العملة المحلية مقارنة بالدولار الأميركي، حيث يرغب الجانب التركي في زيادة الاستثمارات الخليجية.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تأتي الزيارة في ظل ما تمثله السعودية والإمارات وقطر في جوانب الغاز والنفط، حيث يرغب أردوغان في استقطاب أكبر قدر ممكن من الاستثمارات الخليجية من هذه الدول الغنية بالطاقة، وتأتي استكمالا لمنتدى الأعمال التركي السعودي، الذي عقد الشهر الماضي وشهد توقيع العديد من اتفاقيات التجارة الحرة بين البلدين.

ويرى الحامد أن هناك زخمًا كبيرًا بين البدين لتحفيز الجوانب الاقتصادية والاستثمارية، في ظل رغبة أنقرة بزيادة حجم التبادل التجاري ليعود لمستوياته السابقة، حيث بلغ في الربع الأول من العام الحالي ما مقداره 3.4 مليار دولار، فيما وصل في العام 2022 إلى 6.5 مليار، حيث هبطت النسبة في ظل تذبذب العلاقات ما بين الدولتين الفترة السابقة.

وبحسب المحلل السعودي، الجانب السياسي من الزيارة موجود كذلك، في مقدمتها مناقشة الملفات الأمنية ومكافحة الإرهاب، والتنسيق المشترك للتصدي لخطر تجارة المخدرات، وكذلك البحث في إيجاد تحالفات تركية عربية جديدة بعد عودة العلاقات مع مصر وتقدمها بشكل كبير.

ولفت إلى أن الزيارة ستناقش ملفات عدة، في مقدمتها الملف السوري وأهمية إعادة العلاقات ما بين أنقرة ودمشق، وكذلك التنسيق لإعادة العلاقات مع إيران، حيث من المرجح أن تلعب الإمارات دورًا كبيرًا الفترة المقبلة لتحسين العلاقات بين تركيا وسوريا.

وقال إن الزيارة ستعطي زخمًا أكبر للعمل العربي والإسلامي، وضرورة إيجاد تكامل في الجوانب السياسية ومناقشة القضايا والمخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة، خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي استهدفت الدين الإسلامي من حرق المصحف الشريف وإهانة الرموز الدينية، مشيرًا إلى أن الجولة التركية ستتطرق للعديد من الملفات المهمة في ظل رغبة دول المنطقة في إيجاد فرص أكبر للتكاتف، وقواسم مشتركة لتعزيز العلاقات ما بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي.

أهداف تركية

اعتبر جواد كوك، المحلل السياسي التركي، أن جولة الرئيس رجب طيب أردوغان للدول الخليجية مهمة جدًا وتاريخية من الجانب الاقتصادي، حيث تحتاج الحكومة التركية إلى المال في ظل تضخم الأسعار، والضرائب الثقيلة، وارتفاع أسعار البنزين والمنتجات والسلع وغيرها.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تركيا بحاجة إلى تعاون اقتصادي قوي مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات، كما تسعى لتحسين العلاقات الاقتصادية والسياسية، لا سيما في ظل المكانة الممتازة التي تتمتع بها السعودية في العالم الإسلامي، والخطوات المهمة التي قادها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الانفتاح والتطوير والخطابات الإيجابية مع الدول العربية والإسلامية.

وقال إن أنقرة ارتكبت في الماضي أخطاء كبيرة، من بينها تدخل الحكومة التركية في الشؤون الداخلية للدول العربية، لكن الآن ومع تغير السياسة والنهج، من الممكن أن نجد ترحيبًا عربيًا بالخطوات التركية ومواقفها، خاصة مع أهميتها باعتبارها الدولة الإسلامية الوحيدة العضو في حلف الناتو.

وأوضح أن الخطوات التركية والتطبيع مع الدول العربية قد تنعكس على عودة العلاقات مع سوريا، وقد يكون هناك دور للمملكة العربية السعودية ومصر في الكثير من الملفات، سواء في سوريا أو ليبيا وغيرها من البلدان، مشددًا على أن بلاده والرئيس أردوغان يهتمون بقوة بهذه الزيارة.

وأفادت وكالة "الأناضول" التركية، أمس الأحد، بأن "الرئيس رجب طيب أردوغان يقوم بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، بالإضافة إلى جمهورية شمال قبرص".

وأشارت الوكالة إلى أنه "سيتم خلال اللقاءات، التي سيعقدها في السعودية وقطر والإمارات، استعراض العلاقات الثنائية بأبعادها كافة، بالإضافة إلى مناقشة الأعمال المزمع إجراؤها لتعزيز التعاون القائم في القطاعات المختلفة، لا سيما المشاريع الاقتصادية والاستثمارية".

وعقب لقاءاته في الدول الثلاث سيزور أردوغان، في 20 تموز الجاري، جمهورية شمال قبرص، بمناسبة "عيد السلام والحرية"، وسيشارك هناك في حفل رسمي سيقام بهذه المناسبة، حسب الوكالة التركية.

وتسعى تركيا لتقارب أكبر مع الدول العربية وفي مقدمتها الدول الخليجية ومصر، حسب التصريحات الأخيرة للجانب التركي، فيما تظل "أزمة الثقة" بين الأطراف العربية وتركيا قائمة، بالنظر للتوترات السابقة التي لم يتم تجاوزها بشكل نهائي حتى الآن، وفق خبراء. 

سبوتنيك

الأكثر قراءة

الورقة الفرنسيّة المعدّلة عند بري... وحزب الله يُحدّد ملامح «اليوم التالي» التعديلات تتضمّن إعادة «انتشار» لا انسحاب للمقاومة... ماذا عن ملف الغاز ؟ توصية المعهد القومي «الإسرائيلي»: لا تغامروا بحرب شاملة في الشمال !