اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في الواحد والثلاثين من شهر تشرين الأول من العام المنصرم انتهت رسمياً ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون، التي استمرّت ست سنواتٍ من دون أن يسلّمَ إدارة البلاد لرئيس جديد، بعد فشل البرلمان اللبناني تكرارًا ومرارًا في انتخاب رئيس جديد للبلاد، في ظل انعدام التوافق السياسي بين القوى السياسية .

ورغم القلقِ الداخلي والخارجي على الوضعِ السياسي في لبنان، يبقى ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو النقطة الأساسية لا بل المفصلية. وهنا، يقول مصدرٌ سياسي أن "اللاعبينَ الاساسيينَ اليوم باتوا مقتنعين بما فيهم "الثنائي الشيعي" والقوى الأخرى مع "التيار الوطني الحر"، الى نتيجةٍ مفادها أنه لا يمكن الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية من دون الوزير السابق سليمان فرنجية، وكل ما يتم العمل به هو من أجل انتخابه، ناهيك عن ان السعودية أرسلت رسائل واضحة، بأنه ليس لديها مشكلة في انتخابه فيما لو تأمن الإجماع حوله، والإجماع المتوافر حتى اللحظة هي الكتلة النيابية الصلبة التي يمتلكها "الثنائي الشيعي" وبعض الأفرقاء المقربين منه ، اضافة الى "الوطني الحر" في حال لو أخذ ما يلزم من اتفاقيات حول بعض الطروحات التي طرحها في الورقة التي ارسلها لـ حزب الله، والتي هي قيد الدرس حول موضوع لامركزية موسّعة، وصندوق ائتماني يدفع ثمنه سلفاً أيضاً عبر اقراره بقانون، وبرنامج بناء الدولة، وعليه سوف يذهب في حال لو حصل على ما يريد الى انتخاب سليمان فرنجية، خاصة أن هناك وعودًا بأنه سيكون هو الرئيس بعد انتهاء ولاية سليمان فرنجية أي بعد السنوات الست المقبلة .

ويشير المصدر الى أن "السعودية صارت مقتنعة بأن الطرف الآخر، وخاصة المتمثل بالتمثيل السني ضعيفٌ و مشرذمٌ، ولا يعول عليه بالاتيان برئيس للجمهورية، لكنه قد يعول عليه بمعارضةٍ خارجَ نطاق الائتلاف الذي سوف يحصل، فيما لو تمت التسوية على اسم سليمان فرنجية" .

ويتابع المصدر أن "الوزير السابق وليد جنبلاط قد أشار الى أنه لا يعارض اسم سليمان فرنجية، ولا يمكن لوليد جنبلاط ان يخرج عن اي توجه لانتخاب رئيس للجمهورية دون أن يرضي رئيس المجلس، كون أن هذا الحلف هو حلف أساسيٌ ولن يتزعزع أبداً، وقد عبر عنه جنبلاط عدة مرات في العديد من الجلسات العامة والمغلقة" .

ويتابع المصدر أن "هناك عواملٌ متعددة تصبُ لمصلحة انتخاب سليمان فرنجية ،اضافة الى المعطيات الخارجية التي تتجه نحو هذا الاتجاه، نتيجة ما يجري في المنطقة من تقارب ايراني-سعودي، وهذا عامل إضافيٌ لتسهيل تلك التسوية، عدا ذلك ان لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية، سيدخل لبنان مرحلة الفوضى التي تسعى اليها الادارة الاميركية، كما تسعى جاهدة لإفشال كل التسويات بما فيها المبادرة الفرنسية، واعادة التموضع التي تعمل عليها من خلال تواجدها في سوريا . وتشير بعض المعلومات الى ان الفوضى والحرب قد تنشب في شمال سوريا، وكل ذلك كالعادة ارضاء للكيان الاسرائيلي، الذي يعيش حالة من الارباك والتخبط في الميدان الداخلي لها.

ووسطَ ازدياد المؤشرات السلبية حيال الغموض الذي يكتنف مهمّة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان ايف لودريان، بدا لافتاً الصمت المطبق الذي تلزمه الدوائر الديبلوماسية الفرنسية حيال كل ما أثير ويُثار في لبنان، عقب توزيع رسائل لودريان على النواب، في وقت عكس الانقسام النيابي الواسع حيال الاستجابة من عدمها للإجابة على هذه الرسائل، العمق المقلق لواقع التجاذبات الحادة حول الازمة الرئاسية، وكل ما يتصل بتداعياتها على المستوى الداخلي.

وبذلك، لم يعد خافياً أنّ الرهانات المعقودة على إمكان تحقيق لودريان في زيارته الثالثة المفترضة لبيروت باتت في أدنى مستوياتها، ولا شيء يدعو إلى تبديد التوقّعات القاتمة في هذا السياق، حتّى في ظل ما تردَّد من كلام على امكان مواكبة موفدين من دول المجموعة الخماسية لمهمة لودريان، والكلام عن زيارة موفد قطري لبيروت، إذ إنّ المعطيات المتصلة بمجمل مواقف الخارج المعني بالأزمة اللبنانية لا تشجّع أبداً على توقع تبدلات جوهرية إيجابية في المناخات المحيطة بالأزمة.

يُضاف إلى ذلك أنّ الأيام المقبلة ستشهد ترقّباً حذراً للغاية لنتائج المساعي المحمومة التي يتولّاها الوفد اللبناني الى نيويورك برئاسة وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في محاولات تبدو صعبة جدّاً لتعديل بعض المضامين الأساسية في قرار التمديد لـ "اليونيفيل" في جنوب لبنان، لجهة تمسّك القرار المرتقب باستقلالية حركة "اليونيفيل" عن الجيش، الأمر الذي يرفضه لبنان.


الأكثر قراءة

بطة عرجاء لتسوية عرجاء