اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يعتبر التوتر شعورا طبيعيا يحدث بسبب عدم القدرة على التعامل مع متطلبات الحياة واحداثها، وينتج جراء الضغوطات المادية والعمل وأسلوب الحياة الذي يتعارض مع رفاهية الفرد. ويعد الهَرْج حافزا لتجنّب الاخطار وطوق نجاة في بعض المواقف. والتوتر هو رد فعل طبيعي للجسم نتيجة التعرّض لتهديدات خارجية مثل الخوف او مواجهة التحديات او الغضب او عند التصدي لأحداث جديدة. اذ يفرز الجسم الهرمونات كآلية للدماغ، مولّدة رد فعل ينتج عنه الشعور بالاضطراب الجسدي او العاطفي الذي يؤدي الى الارق وفقدان القدرة على النوم. وعند انتهاء المحفّز تعود الهرمونات لمستوياتها الطبيعية، لذلك يعد نافعاً لتوخي الحذر وتجنّب المخاطر، ولكن إذا استمر لفترة طويلة فإنه قد يؤذي الصحة النفسية وقد يتطور مسبباً التشوش.

القلق يؤدي الى الشعور بالوهن!

في سياق متصل، قال الاختصاصي في الطب العيادي النفسي بهيج غنيم لـ "الديار"، "ان الارق هو وسواس شائع ويمكن ان يؤدي الى صعوبة في النوم او الاستمرار فيه او الاستيقاظ مبكرا مع عدم القدرة على العودة الى النوم مرة أخرى. وهذا الامر يُعقب شعورا بالإرهاق والضعف وانخفاض في مستوى الطاقة والمزاج ويؤثر سلبا على الصحة وأداء الفرد في العمل وجودة الحياة".

وأوضح: "ان التوتر لطالما كان صديقا ملازما للأرق كونه يزيد من صعوبة الدخول في النوم. ويؤدي الحرمان من الراحة الى تفاقم القلق فيدخل الانسان في دائرة مفرغة ويصبح بحاجة الى العزيمة والإرادة للسيطرة على هذه المشاعر المتناقضة في كثير من الأوقات". مردفا، للحصول على نوم هادئ والتخلص من الارق والاكتئاب فان تناول التريبتوفان يعد ضروريا لصناعة البروتينات الهامة لوظائف أعضاء الانسان. والجدير ذكره في هذا الإطار، ان هوبكنز وكول كانا اول من اكتشف هذا الحمض عام 1900، وقاما بفصله من البروتين الموجود في الحليب البقري (casein)".

منافع التريبتوفان

وشرح غنيم منافع هذا الحمض الاميني قائلا: "يتم الحصول عليه من خلال المصادر الحيوانية والنباتية ويتميز بالعديد من الوظائف المهمة مثل توازن النيتروجين عند البالغين والنمو عند الرضّع، كما يستخدم لإنتاج النياسين، وهو مادة أساسية في تكوين الناقل العصبي السيرتونين". وتحدث، "عن نوعين من التريبتوفان D-tryptophan وL-tryptophan مبيناً ان الاختلاف بينهما هو فقط في اتجاه الجزيء، ويمكن الحصول على هذا الحمض من اطعمة محددة او عن طريق المكملات الغذائية".

موضحا، "ان هذا العنصر من الاحماض الامينية الرئيسية التي لا يستطيع الجسم ان يصنّعها ويجب الحصول عليها من الأطعمة. ويلعب دورا أساسيا في نقل الإشارات العصبية بين خلايا الجهاز العصبي فيتحول داخل الجسم الى مادة كيميائية تسمى السيرتونين، تساعد على التحكم في المزاج والنوم، كما ان البعض يسمونه هرمون السعادة. ويساهم في صنع هرمون الميلاتونين الذي ينظم إيقاع الساعة البيولوجية او ما يعرف بدورة النوم والاستيقاظ. لافتا، الى وجود العديد من الأطعمة التي تحتوي على حمض التريبتوفان الذي يكفي احتياجات الجسم في الأحوال العادية، ولكن مع القلق والتوتر والاضطراب قد لا تكون هذه الكمية كافية، وعندها يعمل الطبيب على وصفه في هيئة مكملات دوائية".

وحذّر، "من تناول دواء التريبتوفان دون العودة الى طبيب مختص لأنه قد يسبب اعراضاً جانبية خطرة في بعض الأحيان، كما لا يمكن اخذه مع عدد من العلاجات النفسية الأخرى، مثل مثبطات امتصاص السيرتونين الانتقائية (SSRIs) ومثبطات (MAO) وعقاقير مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ومضادات الاكتئاب غير التقليدية، فقد يؤدي ذلك الى تدهور حالة الشخص بما يسمى متلازمة السيرتونين وتحدث نتيجة تراكم هذا الهرمون المفرط في الجسم كنتيجة لتناول بعض الادوية التي ترفع من نسبته. وفي الظروف الطبيعية تنتج الخلايا العصبية في الدماغ والحبل النخاعي مادة السيرتونين التي تساعد في ضبط الانتباه والسلوك ودرجة حرارة الجسم وتنتج أيضا الخلايا العصبية الأخرى خاصة في الأمعاء. ونصح المريض بضرورة اخبار الطبيب إذا كان يعاني من مشاكل في الكبد او الكلى".

الاطعمة

وقال: "يمكن الحصول على التريبتوفان بشكل طبيعي من خلال النظام الغذائي المتوازن الذي يحتوي على جميع المجموعات الغذائية مثل البروتين والالبان والفواكه والخضراوات والحبوب خاصة اللبن، الأسماك والتونة تحديدا، الدجاج والديك الرومي، اللحم البقري، الجبن، الصويا، التوفو، التمور المجففة، الموز، البيض، الشوفان، المكسرات، الفول السوداني وبذور القرع "اللب الأبيض" وبذور دوار الشمس "اللب السوري" وبذور السمسم، والشوكولا".

واستكمل، "ان بعد امتصاص التريبتوفان من الطعام تقوم اجسامنا بتحويله الى هيدروكسي تريبتوفان 5، وهو أحد الاحماض الامينية التي تعمل في الدماغ والجهاز العصبي المركزي من خلال مضاعفة انتاج مادة السيرتونين الكيميائية، ليتحول بعد ذلك الى السيرتونين والميلاتونين وهذا الهرمون مهم للنوم، وفيتامين B6 "نيكوتياميد" مهم لعملية استقلاب الطاقة".

كيف يستفيد الجسم من هذا الحمض الاميني؟

قال غنيم: "عندما يمتص الجسم التريبتوفان من الطعام فإن هرمون السيرتونين (serotonin) يعبر المخ ويعطي إحساس السعادة.

وهرمون الميلاتونين (melatonin): يصنعه الجسم من السيرتونين.

التريبتامين (tryptamine).

الكينورينين (kynurenine): هو أكثر ما يتحول إليه التريبتوفان.

النياسين (niacin) (vitamin B3): يصنعه الجسم من الكينورينين.

هرمونات الأكسين (Auxins): من الهرمونات النباتية".

استخدامات أخرى

لفت غنيم الى ان بعض الأبحاث بيّنت ان اخذ التريبتوفان لمدة 3 أيام قبل التمارين يمكن ان يحسّن الطاقة والكفاءة اثناء ممارسة التطبيقات الرياضية ويزيد من النشاط البدني. أيضا هو علاج فعال للاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، ويفيد في علاج نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD).

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت