اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يلعب ميكروبيوم الأمعاء دورًا كبيرًا في صحة النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض. وتؤثر متلازمة تكيس المبايض على حوالى 8 % إلى 13 % من النساء خلال سنوات الإنجاب. وتشمل الأعراض عدم انتظام الدورة الشهرية وحبّ الشباب والنمو الزائد لشعر الوجه وتغيرات الصوت وتكيسات المبيض وتحديات في الحمل. ويمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

وعلى الرغم من انتشارها، فإن عددا كبيرا يصل إلى 70 % من حالات متلازمة تكيس المبايض في جميع أنحاء العالم لا يتم تشخيصها. ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم وجود اختبار محدد واحد للتشخيص. إذ لا يزال سبب متلازمة تكيس المبايض غير واضح، فهي حالة معقدة تتأثر بالجينات والعوامل البيئية. لكن ما نعرفه هو أن الأمر يمكن أن يؤثر سلباً على النساء عاطفياً، خاصة فيما يتعلق بصورة الجسم والخصوبة.

وفي السنوات الأخيرة، بدأ العلماء دراسة متلازمة تكيس المبايض والميكروبيوم المعوي للمرضى لمعرفة ما إذا كان هناك رابط. وقد وجدت هذه الدراسات أن الميكروبيوم المعوي لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يختلف عن أولئك اللاتي لا يعانين من هذه الحالة. فتميل النساء إلى امتلاك ميكروبيومات أمعاء أكثر تنوعًا، مقارنة بالرجال. لكن الإناث المصابات بمتلازمة تكيس المبايض لديهن أنواع أقل من البكتيريا في البراز، ويختلف هذا المزيج من البكتيريا مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من متلازمة تكيس المبايض.

ويرتبط انخفاض التنوع في بكتيريا الأمعاء بارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون ونمو الشعر الزائد. كما أنه مرتبط أيضًا بمشاكل مثل مستويات الكوليسترول غير الطبيعية وزيادة الوزن؛ بالإضافة إلى مقاومة الأنسولين، والتي تحدث عندما لا تستجيب الخلايا في العضلات والدهون والكبد بشكل جيد للأنسولين ولا يمكنها بسهولة امتصاص الغلوكوز من الدم؛ وكلها تظهر مع متلازمة تكيس المبايض.

يمكن أن تؤثر أشياء كثيرة على أنواع الميكروبات التي تعيش في أمعائنا، مثل ما نأكله، والهرمونات الجنسية، ونوعية نومنا، والمكان الذي نعيش فيه، ووزننا. ولكن في حين كان يُنظر إلى ميكروبيوم الأمعاء في المقام الأول على أنه مساعد على الهضم، فقد تم الاعتراف به الآن كلاعب معقد في صحتنا العامة. فلقد وجدت الأبحاث أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة للعادات الغذائية غير الصحية مقارنة بالنساء اللاتي لا يعانين من متلازمة تكيس المبايض؛ فالنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة أيضًا لزيادة الوزن أو السمنة. وان إحدى النظريات الحديثة حول الدور الذي يلعبه ميكروبيوم الأمعاء مع متلازمة تكيس المبايض هي أن اتباع نظام غذائي غير صحي يمكن أن يخل بتوازن البكتيريا في أمعائنا؛ وهذا ما يُعرف باسم (ديسبيوسيس الأمعاء). وتشير النظرية إلى أن هذا الخلل قد يجعل بطانة الأمعاء قابلة للاختراق ما يسمح للمواد الضارة من بعض البكتيريا بالتسرب إلى مجرى الدم (المعروف أيضًا باسم الأمعاء المتسربة). وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى تحفيز جهاز المناعة والعبث بكيفية عمل الأنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأنسولين وإنتاج المزيد من الهرمونات الذكرية في المبيضين ومشاكل في كيفية إنتاج المبيض للبيض.

كما وجد بحث جديد أنه يبدو أن هناك صلة بين متلازمة تكيس المبايض وبعض المواد الكيميائية التي يتم إنتاجها عندما تقوم البكتيريا الجيدة في الأمعاء بهضم الألياف من الطعام. حيث تؤثر هذه المواد الكيميائية على الجوانب الأيضية والهرمونية لمتلازمة تكيس المبايض، وعندما تتم زيادة إنتاجها من خلال تناول الألياف، يبدو أنها تحسّن أعراض متلازمة تكيس المبايض.

وفي هذا الاطار، اكتشفت دراسة أجريت عام 2021 أيضًا أن أنواعًا معينة من الأحماض الصفراوية (التي تلعب دورًا في هضم الدهون) موجودة بكميات أكبر. ولقد ثبت أن البروبيوتيك، الذي يدخل الكائنات الحية الدقيقة المفيدة إلى الأمعاء، مفيد في استعادة التوازن الميكروبي.

وتبحث دراسة جارية حاليًا فيما إذا كان البروبيوتيك أو الميتفورمين (دواء السكري المستخدم في علاج متلازمة تكيس المبايض) يمكن أن يخفض مستويات هرمون يسمى التستوستيرون الحر، والذي غالبًا ما يكون مرتفعًا في متلازمة تكيس المبايض.

الأكثر قراءة

زلزال قضائي: توقيف رياض سلامة... ماذا في المعلومات ولماذا الآن؟ الضغط الدولي غير كافٍ في احتواء إجرام نتنياهو تعزيزات الى الضفة الغربية... وخشية من تكرار سيناريو غزة