اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لا صوت يعلو على صوت المعركة، ولا مكان للديبلوماسية، وحتى الإنسانية، في عدوان إسرائيل على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني، حيث يبدو جلياً أن ما من مساعٍ ديبلوماسية من قبل أي طرف دولي أو إقليمي، كما ما من إستجابة إسرائيلية لأي مبادرة أو مناشدة أممية، تحت العنوان الإنساني في القطاع حالياً. ويشير سفير لبنان الأسبق في واشنطن رياض طبارة، إلى أن "دور الديبلوماسية لم يَحِن بعد، وما زالت أصوات الحرب تطغى على ما عداها في قطاع غزة، والمرحلة الراهنة ما زالت مخصصة من أجل المفاوضات لأهداف إنسانية، وإن كانت أي محاولة لم تنجح بعد، حتى أنه بالنسبة لفتح ممر إنساني من قبل مصر، أو بالنسبة للمحاولات المصرية والقطرية لإدخال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين المحاصرين في غزة، فإن ما من تقدم أو تطور إيجابي حتى الساعة".

وعليه، يكشف السفير طبارة لـ "الديار"، عن استمرار المحاولات الديبلوماسية، ولكن الكل يقول إنه لم يأتِ وقتها، وقد رفضت إسرائيل، فتح ممرٍ لأمور صحية وأنسانية، وبالتالي، فإن مراوحة المفاوضات عند هذا المستوى والعجز عن التقدم في هذا الإطار، مؤشر على عدم وجود أي مفاوضات جدية على مستوى إيقاف الحرب أو وقف القتال، بمعنى أن الإتصالات الديبلوماسية ما زالت مجمّدة عند مستوى السماح للأمم المتحدة بالدخول إلى غزة لتقديم مساعدات انسانية".

ووفق السفير طبارة، فإن "صوت السلاح هو الأقوى، وما زالت الحركة الدبلوماسية تركز على الأمور المُمكنة فقط، والتي هي المساعدات الأنسانية"، مشيراً إلى "تصريحات المصريين عن إدخال أدوية وطعام إلى القطاع،" وجازماً بأن "ما من اتصالات تخطت هذا المستوى إلى مستوى بذل جهود لوقف إطلاق النار".

أمّا بالنسبة للدور الأميركي الديبلوماسي، فيكشف طبارة عن أن "الأميركيين أعطوا نتنياهو الضوء الأخضر لتنفيذ انتقامه، ولن يفتحوا الباب أمام أي مفاوضات ديبلوماسية، وهو ما يذكّر بما حصل في لبنان في العام 1982، عندما أعطت واشنطن الضوء الأخضر لأرييل شارون للدخول حتى الليطاني في جنوب لبنان، لكنه وصل إلى بيروت".

ومن ضمن هذا السياق، يروي السفير الأسبق طبارة أنه " خلال المرحلة الأولى من عملية عناقيد الغضب وكنت سفيراً في واشنطن، وصودف أن وزير الخارجية الأميركي كان في دورةٍ في آسيا، وكنت أتصل به يومياً ولكن لم يجب على اتصالاتي، كما كنت أتواصل مع نائب وزير الخارجية المسؤول عن الشرق الاوسط، ولكنه لم يقم بأي تحرك، علماً أنه في حينه، كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يتواصل معي يومياً من أجل أن تتدخّل الإدارة الأميركية ولكن من دون نتيجة، وذلك بسبب الضوء الأخضر الأميركي الذي سمح لإسرائيل بأن تقوم بما تريده، قبل أن يقرر الأميركيون الدخول الديبلوماسي على الخطّ، وبالتالي وبعد تنفيذ إسرائيل لعدوانها، وصل وزير الخارجية الأميركي فجأة من الهند إلى سوريا وأطلق عملية المفاوضات لوقف النار في لبنان".

وبالتالي، يؤكد طبارة، "أننا ما زلنا في المرحلة الأولى، أي مرحلة الديبلوماسية "الإنسانية"، وما من جهة تحاول جدياً التواصل لأن الظروف لم تنضج بعد، خصوصاً وأن الإعلام الأميركي بدأ يتغير في مقاربة ما يحصل في غزة والإعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، وقد حاولت إسرائيل التأثير على الرأي العام الغربي ولكن هذا الأمر لن يطول بعد عرض مشهد الأطفال والعائلات التي تستهدفها الغارات الجوية الإسرائيلية، فالإعلام الأميركي على سبيل المثال، ومن خلال متابعتي يركّز على إظهار الخوف لدى المستوطنين، ويتجاهل عمليات تدمير الأبراج والمباني السكنية على قاطنيها، ومشاهد الدمار وقتل الأطفال والعائلات".

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»