اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

وزير الخارجيّة: إستمرار العدوان على غزّة

يُمكن أن يُشعل نيراناً قد تلتهم المنطقة

قال وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الاسلامي في جدة: "على المجتمع الدولي اليوم مسؤولية كبرى، أن يوقف المعايير المزدوجة والدعم الأعمى للمحتل. إن الحصار المفروض على غزة، والذي يؤثر على أكثر من مليوني فلسطيني، يشكل جريمة صارخة ضد الإنسانية"، مؤكدا "ان لبنان، هذا البلد المحب للسلام، يوجه تحذيرا صارخا اليوم: استمرار العدوان على غزة يمكن أن يشعل نيرانا قد تلتهم المنطقة بأكملها".

وكان بوحبيب أجرى سلسلة مشاورات وإجتماعات تشاورية مع وزراء خارجية دول: فلسطين، العراق، الامارات العربية المتحدة، تونس، البحرين، الكويت، باكستان وأندونيسيا.

واكد بعد لقائه وزير خارجية المملكة العربية السعودية الامير فيصل بن فرحان آل سعود، "ان لبنان يعوّل على دور المملكة المحوري لإعادة التوازن للشرق الاوسط".

كما التقى بوحبيب وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان، وصرح بعد اللقاء: "قلقون من غياب الضغط الدبلوماسي الغربي الجدي على اسرائيل لوقف التصعيد".

وكان سأل بوحبيب أثناء مغادرته لبنان من مطار رفيق الحريري الدولي، للمشاركة في الاجتماع الوزاري في جدة: "هل سيصحو العالم ويوقف المجازر والحرب والحصار على غزة بعد شلال الدم الفلسطيني في المستشفى المعمداني؟".



تتحرّك الديبلوماسية اللبنانية في إطار حملة إستباقية، تهدف الى منع التصعيد وانزلاق الأوضاع في المنطقة الى الأسوأ، واتساع رقعتها لتشمل لبنان ودول الجوار على مسارين داخلي وخارجي. وتعرض على الموفدين الى لبنان الموقف الرسمي لحكومة تصريف الاعمال، والموقف الشعبي الرافض لاستمرار الحرب على غزّة ولإنهاء العدوان الإسرائيلي عليها ، كما لوقف الإعتداءات "الإسرائيلية" المتواصلة على الحدود الجنوبية للبنان.

وتقول أوساط ديبلوماسية مواكبة بأنّ وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، من خلال التشاور المفتوح مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، يقوم بشرح موقف لبنان من حرب غزّة، محذّراً من استمرارها ومن توسّع رقعتها لتشمل لبنان وسائر دول المنطقة، الأمر الذي قد يُنذر بحرب شرق أوسطية. ولهذا التقى بو حبيب يوم الثلاثاء الفائت في اجتماعات متتالية، سفراء 26 دولة عربية وغربية في وزارة الخارجية، كما تحدث مع وزراء خارجية دول أخرى عبر الإتصالات الهاتفية، وبحث معهم آ خر التطوّرات في غزّة وفي الجنوب اللبناني.

مع الإشارة الى أنّ هذه اللقاءات عُقدت قبل المجزرة الإسرائيلية المروعة التي حصلت مساء الثلاثاء على المستشفى الأهلي المعمداني التي أودت بحياة 500 فلسطيني بضربة واحدة.

وأوضحت الاوساط أنّ بو حبيب نقل موقف لبنان ممّا يجري على الساحة الإقليمية واللبنانية، لكي يقوم هؤلاء السفراء بنقله بدورهم الى دولهم. وقد عبّر عن رغبة لبنان في إحلال السلام والإستقرار في المنطقة، وفي الحفاظ عليهما في لبنان، إذ يكفي ما يُعانيه من أزمات إقتصادية ومالية وإجتماعية ومعيشية في ظلّ الشغور الرئاسي، الذي يعانيه منذ عام تقريباً. كما طالبها بالقيام بالجهود الممكنة لوقف الإعتداءات الإسرائيلية المستمرّة على الفلسطينيين في غزة، كما على الأراضي اللبنانية في الجنوب، مشيراً الى ضرورة انسحاب "القوّات الإسرائيلية" من الأراضي اللبنانية المحتلّة، وفق ما تنصّ عليه القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701. فضلاً عن السعي من أجل وقف القتل المتعمّد للصحافيين، على ما جرى في جنوب لبنان أخيراً، واستهداف المدنيين في كلّ من قطاع غزّة، والمناطق اللبنانية الجنوبية، كما على مواقع الجيش اللبناني ومراكز قوّات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان.

وفيما يتعلّق بحركة الموفدين الدوليين الى لبنان، لا سيما وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا التي قامت أخيراً بجولة على دول المنطقة ومنها لبنان، فأشارت الأوساط نفسها الى أنّها حملت رسالة ديبلوماسية سياسية حازمة للمسؤولين اللبنانيين، مفادها "ضرورة السعي لتجنيب لبنان اتخاذ قرار دخول الحرب من الجبهة الجنوبية الحدودية، وتحييد هذه الأخيرة عن حرب غزّة الدائرة حالياً، لأنّ في ذلك مصلحة للبنان واللبنانيين الغارقين في الأزمات، كما لفرنسا.. وإلّا فإنّ لبنان سيتحمّل مسؤولية امتداد الحرب اليه".

أمّا المسؤولون اللبنانيون فأبلغوها أنّهم يعملون من أجل السلام في لبنان والمنطقة، وأنّ قرار الحرب هو بيد العدو الاسرائيلي دون سواه، ولهذا المطلوب ردعه ووقف اعتداءاته على لبنان لعدم خلق توتّرات أمنية متواصلة على الحدود الجنوبية.

وذكرت الأوساط عينها أنّ وزير خارجية تركيا فيدان هاكان الذي زار لبنان سابقاً مرّات عدّة، أتى الى بيروت كوزير خارجية بلاده للمرة الأولى، لهذا كانت زيارته رسمية وتعارفية في آن. وقد عقد لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين بحث خلالها في أوضاع المنطقة، ولا سيما في حرب غزّة.

وممّا لمسه المسؤولون من كلام الوزير التركي، وفق الأوساط الديبلوماسية نفسها، أنّ بلاده تؤيّد منع وصول الحرب الى لبنان وامتدادها الى دول المنطقة، وعلى ضرورة إيجاد حلّ لوقف حرب غزّة، لتلافي حصول حروب أخرى كبيرة ومدمّرة للمنطقة بأكملها.


الأكثر قراءة

لبنان «ساحة» والسفيرة الاميركية: انتخبوا رئيسا قبل 15 ايلول والا الانتظار؟ «هدهد 3» ترصد قاعدة «رامات دافيد» وارباك في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية هل تصدر الحكومة دفعة من التعيينات؟ ابو حبيب الى سوريا؟