اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تعد المنشطات الرياضية او "الستيرويدات البنائية" كعقاقير مصنعة، تشبه تأثيرات هرمون "التستوستيرون" الذكري، ويحرص الرياضيون ورافعو الاثقال وكمال الاجسام على تناولها لتحسين الأداء البدني، وبناء الجسم ومضاعفة العضلات. لذلك يسعى الكثير من الشباب الى اكتساب جسم متين يعطي طلة ملفتة بمنكبين عريضين وخصر محدد. لذلك شهدنا مؤخرا تهافتا على الأندية الرياضية، وخاصة تلك المتخصصة في رفع الاثقال وبناء الاجسام. وعلى الرغم من ان هذه الرياضة تقدم فوائد جمّة ،الا ان البعض يأخذ المنشطات بهدف الحصول على النتائج المرجوة بشكل أسرع. فما هي ماهية هذه المنشطات؟

وفقا لاختصاصي التغذية وبطل كمال الاجسام طه مريود "يلجأ العديد من الشباب الى الاهتمام بأجسامهم للحصول على عضلات نافرة مشدودة وصلبة. الا ان هذه العملية لا ترتكز على مزاولة التدريب ورفع الاوزان وحسب، بل أيضا تستند على نوعية الطعام المستهلك، الى جانب عوامل أخرى تؤدي دورا رئيسيا في تحديد قوة العضلات وحجمها، مثل الهرمونات التي تؤثر في عملية الايض المسؤولة عن تأسيس وتقويض الخلايا".

وقال لـ "الديار": "المنشطات والهرمونات كناية عن مركبات كيميائية مصنعة تحاكي الهرمونات التي يصنعها الجسم طبيعيا، وتستخدم لبناء الاجسام وزيادة كتلة العضلات والقوة، مثل هرمون النمو وهرمون الغدة الدرقية والارثيروبوتين وغيرها. وتضم المنشطات كلا من الستيرويدات الابتنائية الاندروجينية، التي تقلد هرمون التستوستيرون والستيرويدات القشرانية التي تعمل مثل هرمون الكورتيزول".

أضاف: "الستيرويدات البنائية هي اشكال معدلة من هرمون التستوستيرون، وقد وجدت في البداية لأهداف طبية، مثل معالجة تأخر البلوغ وقصر القامة، ومداواة الادواء التي تتسبب بخسارة العضلات مثل الايدز والسرطان. لكن بالمقابل ذاع استعمال هذه الستيرويدات من قبل الرياضيين الذين يمارسون رياضات كمال الاجسام لتحسين الأداء والشكل الخارجي. لذلك قد يؤدي تناولها الى بروز ثلّة من الآثار الجانبية الخطرة مثل: الاضطرابات والمشاكل النفسية، كالشك وتقلبات المزاج والاوهام التي تتمثل بالأفكار الخاطئة والمغلوطة والخيالية، الإصابة بمشاكل الكلى، تلف الكبد، تضخم القلب ، ارتفاع ضغط الدم ، حدوث تزعزع في معدلات الكوليسترول، الشعور بالضيق جراء الاختلال الذي يصيب الذكور مثل تقلص الخصيتين، نقصان عدد الحيوانات المنوية، إضافة الى سقوط الشعر والصلع ونتوء الاثداء، وارتفاع احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا".

أنواع هذه العقاقير

واشار الى "ان هناك أصنافاً كثيرة جدا من الهرمونات والمنشطات، منها ما يؤخذ عن طريق الفم او الحقن ، ومن الأسماء التجارية المتداولة في الأسواق: الدرايف، الديكا، الاكوابويز، الساستون، البولينون والكلين بترول وغيرها، وهذه الانواع تصنّف ضمن مجموعتين أساسيتين:

- أولا : الانابوليك، هذه الزمرة تعمل على تشكيل وتنظيم الجزيئات لمضاعفة البروتين في خلايا العضلات والهيكل العظمي، ومنها: هرمون النمو، الانسولين، الاستروجين، التستوستيرون.

- ثانيا : الكاتابوليك، هذه المجموعة كناية عن هرمونات تعمل على اتلاف معظم العناصر الغذائية الأساسية مثل الدهنيات، البروتينات والكربوهيدرات، وبعد تخزينها يتم تحويلها الى جزيئات بسيطة للحصول على الطاقة ومنها: الادرينالين الكورتيزول الجلوكاجون".

الاضرار!

واكد "ان هذه الهرمونات والمنشطات مضرة على صحة الانسان، وقد يشكل بعضها خطرا جسيما على المدى البعيد، ولكن الآثار الجانبية الأكثر شيوعا لاستخدام الهرمونات، ولها مساوئ أخرى كثيرة مثل: الشعور بالقلق نتيجة تنبه الجهاز العصبي، الخفقان وظهور حب الشباب، تدهور الحالة النفسية والمزاجية مثل التهيج، العصبية والانتحار".

اردف "أيضا تناول هذه الهرمونات يؤدي الى تورم في القدمين واليدين بسبب احتباس السوائل في الجسم، تغيرات في الدم مثل زيادة كريات الدم الحمراء وارتفاع الكوليسترول الضار، وتشمّع الكبد الذي هو اضطراب يصيب هذا العضو ويعتبر كمحطّة عبور بين جهاز الهضم ومجرى الدم"، واشار الى "انه ينجز أكثر من 500 وظيفة مختلفة في الجسم، لكن مهمته الأساسيّة هي تنظيم مستويات المواد الواصلة للدم من الجهاز الهضميّ، وتفكيك المواد السامّة بداخلها قبل انتشارها في باقي أنحاء الجسم، لذلك أي صدع فيه سيؤدي الى تحول الأنسجة الطبيعية إلى اخرى متليّفة غير قادرة على القيام بعملها بالشكل الطبيعي، مما يقلل من نسبة وصول الدم إلى الكبد، وبالتالي خلل في وظائفه المختلفة".

طبيا الاضرار كبيرة!

واوضح الطبيب المتخصص في امراض القلب والشرايين مالك الخطيب في حديث لـ "الديار"، "ان المنشطات تؤثر سلبا على صحة الانسان، وتؤدي الى مشكلات في القلب والاوعية الدموية، مثل قصور العضلة القلبية والاصابة بالنوبات القلبية، وتلعب دورا كبيرا في حدوث الجلطات". ولفت الى "ان الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية بيّنت الصلة ما بين الإصابة بالجلطة وتناول المنشطات، ولدي الكثير من المرضى الرياضيين الذين يأخذون هذه الأنواع من الهرمونات، ولاحظت ان هؤلاء يصابون فجأة بالجلطات، وعلينا الا ننسى ان هذه المواد يتم بيعها عشوائيا، ولا نعلم مدى نظافتها ومطابقتها لشروط الصحة".

وختم قائلا: "يجب تفعيل المراقبة من قبل الجهات المعنية لمعرفة جودة الأنواع التي تدخل الى البلد عن طريق التهريب، وتباع في الأندية الرياضة سوقاً سوداء".

في سياق متصل، قالت الطبيبة المتخصصة بأمراض الدم غادة السيدة لـ "الديار" ان "موضوع تناول المنشطات والهرمونات مهم جدا ومتشعّب، ولا يكترث الكثير من الشباب للنتائج السلبية المترتبة من جراء بلع هذه العقاقير، مثل الإصابة بجلطات الدم والسرطان، ولكن يجب ان يعلم هؤلاء ان اخذها سيؤثر على ذكوريتهم ورجوليتهم. اما بالنسبة للتجلطات او السرطان فهذا يعتمد على نوع الهرمون الذي يتجرّعه الفرد، وعما إذا كان مصادق عليه من قبل وزارة الصحة"، مشيرة "الى انه يتم ادخال علامات تجارية هجينة المصدر والتركيبة، وبعض الأنواع التي تأتي بمعظمها من تركيا مزورة".

وختمت: "من خلال عملي اعاين مرضى يعانون من أمراض عجيبة غريبة، نتيجة تناولهم المنشطات، وذلك يعود الى غياب الرقابة وإدخال ما هبّ ودب الى السوق المحلي".


الأكثر قراءة

ماذا يجري في سجن رومية؟ تصفيات إسلاميّة ــ إسلاميّة أم أحداث فرديّة وصدف؟ معراب في دار الفتوى والبياضة في الديمان... شخصيّة لبنانيّة على خط واشنطن وطهران