اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
كثف الاحتلال الإسرائيلي قصفه وغاراته على الاحياء الاهلة في مناطق متفرقة من شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، كما واصل الاحتلال استهداف مستشفيات القطاع، في وقت كشف فيه النطاق عن تفاصيل عملية التبادل التي ستترافق مع هدنة لاربعة ايام، يتوقع ان يتم تمديدها، وستشمل اطلاق 50 معتقلا لدى حماس منذ السابع من تشرين الاول، مقابل 150 اسيرا في السجون الاسرائيلية، ودخول شاحنات مواد غذائية وامدادات نفطية.

فقد أعلن مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية، أنه استلم رسميا قائمة أولية بأسماء الأسرى الإسرائيليين الذين سيفرج عنهم.

وصرح بأن المسؤولين المعينين يقومون بالتحقق من تفاصيل القائمة وهم على اتصال بجميع العائلات في هذه اللحظات. ووفقا لوسائل إعلام عبرية سيتم إطلاق سراح أول الأسرى الجمعة الساعة 16:00.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إنه تم إرسال إخطارات إلى جميع العائلات التي جاء أسماء أسراها في القائمة، وكذلك إلى العائلات التي لم يرد أسراها في القائمة. كما طلب المكتب من وسائل الإعلام عدم نشر قائمة الأسماء حتى إعادة الأسرى إلى إسرائيل.

وفي وقت سابق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن الهدنة في قطاع غزة ستبدأ الجمعة الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلي، وقد نشرت كتائب القسام بنود الاتفاق، فيما أعلن وزير إسرائيلي استعداد تل أبيب لزيادة مدة الهدنة إلى 10 أيام.وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحفي عقد في الدوحة أن الاتصالات بين حركة حماس وإسرائيل والوسطاء انتهت وتم تسليم قوائم بأسماء من سيفرج عنهم، مؤكدا أنه سيتم تسليم الدفعة الأولى من الأسرى المدنيين حوالي الساعة 4 من عصر الجمعة. وشدد على أنه سيتم الإفراج عن 50 من الأسرى الإسرائيليين مقسمين على 4 أيام، وأن الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين تضم 13 من النساء والأطفال.

وتابع «نتوقع من الطرفين الالتزام ببنود الاتفاق وننظر بإيجابية عالية إلى ذلك، كما نأمل أن تقود هذه الهدنة الإنسانية لبدء عمل أكبر لتحقيق هدنة دائمة وسلام دائم». وأشار إلى أن الصليب الأحمر والهلال الأحمر الفلسطيني سيكونان جزءا كاملا من عملية تسليم الأسرى.

وكان وزير الدولة بالخارجية القطرية محمد الخليفي قال في مقابلة مع شبكة «سي أن أن» الأميركية إن اتفاق الهدنة يتكون من عنصرين رئيسيين؛ أحدهما يركز بشكل خاص على النساء والأطفال المدنيين من كل جانب الذين يتم إطلاق سراحهم على مدى عدة أيام، والآخر على صلة بتقديم المساعدات الإنسانية النوعية إلى سكان غزة.

بنود الانفاق

بدورها قالت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس إن اتفاق ينص على وقف جميع الأعمال العسكرية من كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية وكذلك العدو الإسرائيلي لمدة 4 أيام تبدأ من صباح الجمعة، وأضافت أن الاتفاق ينص على توقف الطيران المعادي عن التحليق بشكل كامل في جنوب قطاع غزة، على أن يتوقف الطيران الإسرائيلي عن التحليق لمدة 6 ساعات يومياً من الساعة الـ 10 صباحاً وحتى الــ 4 مساء في مدينة غزة والشمال.

وشددت على أنه سيتم الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال مقابل كل أسير إسرائيلي واحد، وهو ما يعني الإفراح عن 50 أسيرا إسرائيليا من النساء والأطفال دون الــ19 عاماً، مفابل الإفراج عن 150 أسيرا فلسطينيا.ووفقا للكتائب سيتم إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية يوميا لكافة مناطق قطاع غزة، كما سيتم إدخال 4 شاحنات وقود وكذلك غاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة بشكل يومي.

مباحثات أميركية قطرية

وفي سياق متصل، أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري -خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن- على ضرورة مواصلة الجهود لوقف الحرب في غزة. وشدد على أن الضمان الوحيد لتحقيق سلام مستدام في الشرق الأوسط هو الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

من جهته، أعرب الوزير الأميركي عن شكر بلاده لدولة قطر على جهودها الحاسمة في انجاز الصفقة. كما شدد بلينكن خلال الاتصال على أن بلاده لا تزال ملتزمة بتعزيز حل الدولتين، وجدد التأكيد على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وقطر.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن قطر هي التي ستعلن بدء سريان الهدنة وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس؛ وأن بلاده ستواصل العمل من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى في غزة. وأضاف سوليفان في مقابلة مع شبكة «سي بي أس «، أن هناك فصائل أخرى تحتجز أسرى إسرائيليين في غزة؛ وهناك فرصة أمام حماس لتمديد الهدنة من خلال إطلاق سراح مزيد من الأسرى.

تمديد الهدنة

وفي إسرائيل، قال عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر أرييه درعي، إنهم مستعدون لزيادة مدة الهدنة إلى 10 أيام. وأضاف في تصريحات صحفية أنهم صادقوا على الإفراج عن 300 سجين فلسطيني أملا في إعادة 100 أسير إسرائيلي. بدوره، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن سجون عوفر والدامون ومجدو بدأت الاستعداد لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في إطار الاتفاق مع حماس.

ونقلت القناة عن مسؤول في جهاز الشاباك أن هوية الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن الاتفاق غير معروفة في الوقت الحالي، مؤكدا ان تفاصيل الاتفاق تشير إلى أنه في كل خطوة سيتم تقديم أسماء الأسرى للموافقة عليها من قبل رئيس الوزراء ووزير الدفاع والشاباك.

بدوره، أمر وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير، بمنع أي مظاهر للفرح في صفوف الأسرى الفلسطينيين في السجون بالتزامن مع عملية الإفراج عن الأسرى ضمن اتفاق الهدنة المؤقتة.

كما تستعد شرطة الاحتلالِ الإسرائيلي لقمع أي مظاهر فرح في أوساط عائلات الأسرى والأسيرات المقديين المزمع الإفراج عنهم في غضون الايام القليلة المقبلة.

ميدانيا قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه شن غارات جوية على ما وصفها بـ «300 هدف» في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، في حين أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها تخوض اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محاور التقدم شمال قطاع غزة. وأضاف جيش الاحتلال -في بيان- أن «الأهداف تابعة لحركة حماس وتمت مهاجمتها جوا، ومنها مقار القيادة العملياتية والأنفاق القتالية تحت الأرضية والمستودعات العسكرية، ومواقع إنتاج الوسائل القتالية، وإطلاق الصواريخ المضادة للدروع».

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي لقادة الجنود داخل غزة اليوم، «نحن لا نوقف الحرب، بل نستمر حتى النصر ونتقدم إلى الأمام»، حسب بيان للجيش.

وإلى جانب قصف غزة جوا، فقد واصلت قوات الجيش الإسرائيلي -أيضا- هجومها البري.

وجاء في بيان لجيش الاحتلال أن القوات البرية ضربت من وصفتهم بـ «الإرهابيين»، وتحديد «المواقع تحت الأرض».

وأفادت المعلومات أن الاحتلال الإسرائيلي كثّف قصفه على المنازل المأهولة في مناطق متفرقة من شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه، وأشار إلى أن القصف خلّف عشرات الشهداء والجرحى.

المقاومة تتصدى

في المقابل، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي– أنها تخوض اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محاور التقدم شمال قطاع غزة. وأضافت سرايا القدس أنها استهدفت آليتين عسكريتين للاحتلال بقذائف «تاندوم» و»آر بي جي».

أما كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكرية لحركة حماس- فأعلنت احتدام المواجهات على محاور التوغل من بيت حانون إلى جباليا وجحر الديك وحي الزيتون ومخيم الشاطئ.

وقالت المعلومات، إن صفارات الإنذار تدوي في كيسوفيم في غلاف غزة. وغالبا ما يسبق دوي صفارات الإنذار سقوط الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على «إسرائيل».

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن مقتل ضابط برتبة «قائد وحدة» في لواء غولاني، وجندي، إضافة إلى إصابة آخرين خلال معارك في شمال قطاع غزة؛ ما يرفع إجمالي قتلاه إلى 72 منذ بداية العملية العسكرية البرية في غزة.

استهداف المستشفيات

من ناحية أخرى، واصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف مستشفيات القطاع. وقال المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش إن الاحتلال وجّه إنذارا بإخلاء المستشفى الإندونيسي خلال 4 ساعات. وأضاف البرش أنه تم إخراج 450 جريحا، وما زال نحو 200 آخرين داخله، مشيرا إلى أن الوضع صعب داخل المستشفى، وأن هناك كثيرا من المصابين بالحروق ولا يوجد طبيب مختص لعلاجهم.

في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المدير العام لمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الدكتور محمد أبو سلمية.

ومن داخل المجمع، أفاد الطبيب معتز حرارة -في اتصال مع الجزيرة- بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أبو سلمية وعددا من الكوادر الطبية في أثناء مرافقته عشرات المرضى الذين أجبروا على الخروج من مستشفى الشفاء ونُقلوا برعاية منظمة الصحة العالمية، مشيرا إلى أن الاعتقال تم في أثناء مرور القافلة على طريق صلاح الدين.

من جهتها، دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتقال أبو سلمية وزملاءه، ودعت الصليب الأحمر والمنظمات الدولية للعمل على إطلاق سراحهم.

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة إن الاحتلال تعامل بعنف مع الطواقم الطبية والمرضى، مُحمّلا الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة مسؤولية اعتقال الطواقم الطبية. وأضاف القدرة «قررنا وقف التنسيق مع منظمة الصحة العالمية في إخلاء الجرحى والطواقم الطبية».

وكانت اندلعت اشتباكات عنيفة ، بين المقاومة و»جيش» الاحتلال الإسرائيلي في شمالي قطاع غزة في محاور بيت لاهيا وفي شمال مدينة غزة في حي الشيخ رضوان والنصر والصفطاوي.

وبحسب المعلومات ، فقد اندلعت أيضاً اشتباكات عنيفة بين المقاومة و»جيش» الاحتلال شرقي جحر الديك، موضحاً أنّ «الاحتلال حاول التقدم في المحور الشمالي الغربي، ولا سيما في بيت لاهيا». ونقل أنّ الاشتباكات تتركز على مشارف بيت لاهيا، وتحديداً أمام مستشفى كمال عدوان. 

وفي حي الزيتون، تتصدّى المقاومة الفلسطينية للاحتلال الذي وصلت دباباته إلى مشارف شارع صلاح الدين.  كما تصدّت المقاومة للاحتلال في منطقة المستوصف، مؤكّدةً تدمير عدد من آلياته. 

في غضون ذلك، استهدفت كتائب القسام حشود قوات الاحتلال في كيبوتس «حوليت» بصواريخ من طراز «رجوم» قصيرة المدى.

وأعلنت سرايا القدس - الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنّ مجاهديها «خاضوا اشتباكات ضارية مع جنود العدو في محاور التقدم شمالي قطاع غزة»، مفيدةً باستهداف آليتين عسكريتين بقذائف «التاندوم» والـ «RPG».

وأعلنت «قوات الشهيد عمر القاسم» أنّ مجاهديها «يخوضون اشتباكات ضارية مع القوات والآليات الصهيونية المتوغلة في منطقتي التوام والصفطاوي شمالي قطاع غزة، موقعين خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال».

ابو عبيدة

وأعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تدمير 335 آلية إسرائيلية منذ بدء الحرب بينها 33 خلال الساعات الـ72 الأخيرة، مؤكدا أن حكومة الاحتلال أرغمت على قبول الهدنة.

وقال أبو عبيدة في كلمة مسجلة إن هذه الآليات استهدفت بمضادات الدروع والقذائف وقنابل العمل الفدائي، مشيرا إلى أن هذه الآليات تنوعت بين دبابات وناقلات جند وجرافات وأنها دمرت كليا أو جزئيا، فضلا عن عشرات من عمليات استهداف الجنود في عدة مناطق ومواصلة توجيه الرشقات الصاروخية نحو أهداف متعددة وبمديات مختلفة.

وأضاف أن مقاتلي المقاومة نفذوا عمليات نوعية ضد القوات الإسرائيلية في عدد من المناطق، حيث قاموا باستهداف مجموعة مجندين من المسافة صفر خلال نزولهم من ناقلة جند في منطقة التوام شمال قطاع غزة يوم الثلاثاء الماضي.

وفي اليوم الـ47 للمعركة، أكد أبو عبيدة أن قطاع غزة يواجه قوة همجية لا تعرف أخلاق حرب ولا تتقن سوى القتل العشوائي، وبنت خطتها البرية على تدمير وقتل كل شيء وارتكاب مجازر ضد المدنيين لتحقيق نصر سريع. وأكد أبو عبيدة أن المقاتلين لا زالوا مرابطين في عقدهم وقال إن منهم من ينتظر هدفه في مكانه منذ 30 يوما، بدليل أنه يخرجون من تحت الركام لمهاجمة قوات الاحتلال في المناطق التي يقولون إنهم سيطروا عليها. وأضاف أن «العدو يخفي خسائره الحقيقية التي نعرفها ونشاهدها لأننا في حالة التحام معه وجنودنا يراقبون عن قرب ويرون معاناته في سحب جثث مقاتليه من ساحة المعركة».

وقال إن خسائر «إسرائيل» البشرية لم تبدأ إذا قررت المضي قدما في عدوانها البري، مضيفا أن «العدو قرر وضع جنوده أيضا في المحرقة التي أرادها لسكان غزة، وكل المشاهدات في الميدان تقول إن هؤلاء الذين تم الزج بهم للمعركة ليسوا جاهزين لها ولا يدركون عواقبها».

وأكد أن «إسرائيل» لا تملك أي هدف من إطالة أمد الحرب سوى ارتكاب مزيد من المجازر والتدمير في غزة.

الأكثر قراءة

إستنفار على الحدود الأردنيّة مع فلسطين المحتلّة بعد مقتل 3 «إسرائيلين» نتنياهو: أصدرتُ تعليمات لتغيير الوضع في الشمال أسبوع حاسم لسلامة... والراعي يُحذر من فراغ «مُتعمّد»