اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

وجّه الرئيس الأميركي جو بايدن  تحذيرا إلى الكونغرس، شدّد فيه على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يعوّل» على توقف دعم واشنطن لكييف، في وقت دعا فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاء بلده لأن يبعثوا رسالة قوية لبوتين.

وقال بايدن في مؤتمر صحفي مشترك مع زيلنيسكي، «علينا أن نثبت أنّه مخطئ»، وهاجم بشدة النواب الجمهوريين الذين يعرقلون إقرار حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار.

وشدّد بايدن خلال اجتماعه مع نظيره الأوكراني في البيت الأبيض على «ضرورة أن يقرّ الكونغرس تمديدا للمساعدات لأوكرانيا»، معتبرا أن عدم القيام بذلك سيكون «هدية عيد الميلاد» لبوتين.

وقال الرئيس الأميركي إن «التاريخ سيكون حُكمه قاسيا على أولئك الذين أداروا ظهورهم لقضية الحرية».

وفي المؤتمر الصحفي نفسه، دعا زيلينسكي حلفاء بلاده، وفي مقدّمهم الولايات المتّحدة، إلى إرسال «رسالة وحدة قوية» إلى روسيا عبر مواصلة دعمهم العسكري لكييف.

وقال زيلينسكي «من المهم للغاية أن نتمكّن بحلول نهاية هذا العام من إرسال رسالة وحدة قوية للغاية إلى المعتدي». وأضاف أنه تلقّى من الكونغرس الأميركي مؤشرات «إيجابية» لكنه ينتظر النتائج، في وقت ينقسم فيه المشرعون الأميركيون بشدة حول إقرار حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا.

ولا ينفكّ يضيق الهامش المتاح أمام الكونغرس لإقرار حزمة مساعدات لأوكرانيا بـ61 مليار دولار قبل نهاية العام.

وأقر الكونغرس الأميركي مساعدات لأوكرانيا تزيد عن 110 مليارات دولار منذ بدء الغزو الروسي في شباط 2022، لكنه يشهد عرقلة منذ الأسبوع الماضي للمساعدات الإضافية التي طلبها الرئيس الأميركي.

وأكد زيلينسكي خلال اللقاء أن القوات الأوكرانية «تثبت كل يوم أنها قادرة على الانتصار» على روسيا، رافضا تشكيك البعض في ذلك بعد هجوم مضاد مخيّب شنّته صيفا على الجيش الروسي.

وعبّر رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون عن تلك الشكوك، قائلا «يبدو أن إدارة بايدن تريد تقديم مليارت الدولارات من دون رقابة مناسبة ومن دون إستراتيجية حقيقية لتحقيق النصر».

ويزداد تشكيك الحزب الجمهوري في جدوى تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا.

من جهته، قال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر عقب لقائه الرئيس الأوكراني إن زيلينسكي «قال بوضوح إنّه إذا خسرنا سيربح بوتين وسيكون ذلك خطرا جدا على الولايات المتحدة».

وأشار شومر إلى أن زيلينسكي شدد على أنه يحتاج «سريعا» إلى مساعدة أميركية جديدة لدعم جيشه ولتجنّب أن ينسحب الأثر السلبي لأي تراجع في الدعم الأميركي على الحلفاء الأوروبيين لكييف.

وللمرة الثالثة خلال عام، يجوب الرئيس الأوكراني أروقة الكونغرس الأميركي الذي يشهد انقساما بين المشرعين حول حزمة المساعدات.

وأشار زيلنيسكي، في منشور على منصة إكس، إلى أنه أجرى محادثات «ودية وصريحة» مع أعضاء مجلس الشيوخ.

وتخشى أوكرانيا أن تؤثر مراوحة طويلة الأمد في الولايات المتحدة على المساعدة العسكرية الأوروبية لكييف، إذ إن الاتحاد الأوروبي يناقش هو أيضا مستقبل هذه المساعدة

عقوبات أميركية

وفي سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مئات الأشخاص والكيانات، بما في ذلك في الصين وتركيا والإمارات، في إطار استهدافها لتهرب روسيا من العقوبات وقدراتها المستقبلية في مجال الطاقة والبنوك وقطاع المعادن والتعدين.

واستهدفت وزارتا الخزانة والخارجية في الولايات المتحدة ما يربو على 250 فردا وكيانا، في أحدث إجراء تتخذه واشنطن لتضييق الخناق على روسيا وتهربها من عقوبات فرضتها واشنطن وحلفاؤها بسبب الحرب في أوكرانيا.

وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أنها فرضت عقوبات على شبكة تتألف من 4 كيانات و9 أشخاص في الصين وروسيا وهونغ كونغ وباكستان، بسبب تسهيل الحصول على أسلحة وتقنيات صينية الصنع لروسيا وشرائها.

وقالت إن الشبكة سعت للتحايل على العقوبات الأميركية والضوابط الصينية المفروضة على تصدير المواد العسكرية.

واستهدفت العقوبات أيضا تركيا والإمارات وشركات مقرها الصين بشأن شحن تقنيات ومعدات ومستلزمات إنتاج، بما في ذلك قطع غيار طائرات وأنظمة الأشعة السينية.

كما استهدفت وزارة الخارجية كيانات صينية، في إجراء ضد شبكة قالت إنها متورطة في شراء أجزاء إلكترونية دقيقة لمجموعة روستيخ الحكومية الروسية التي تخضع لعقوبات أميركية.

وكثفت واشنطن ضغوطها الدبلوماسية على دول وشركات على مستوى العالم لضمان تنفيذ العقوبات التي فرضتها هي والاتحاد الأوروبي ودول غربية أخرى على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.

وترفض روسيا العقوبات الغربية وتعتبرها غير قانونية، وتقول إنها لن تمثل عائقا أمام تنمية اقتصادها.

انفجارات

ميدانيا سمع دوي سلسلة من الانفجارات القوية في كييف.وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن 5 أشخاص أصيبوا، وتضررت مبان بسبب حطام صواريخ تم تدميرها في منطقة دنيبروفسكي بكييف، وذلك بعد تقارير سابقة عن هجوم جوي روسي على المدينة.

وقال كليتشكو عبر تليغرام إنه تم إجلاء السكان من أحد المباني، وتعمل خدمات الطوارئ على إخماد عدة حرائق اندلعت بسبب سقوط حطام الصواريخ.

وأعلن مسؤولون أوكرانيون أن الهجوم الصاروخي الثاني الذي شنته روسيا على كييف هذا الأسبوع أسفر عن إصابة 34 شخصا على الأقل، وتسبب في أضرار للمنازل ومستشفى للأطفال.

وأفاد رئيس الإدارة العسكرية في كييف سيرهي بوبكو، عبر تطبيق تليغرام، بأن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية قد تمكنت من إسقاط جميع الصواريخ التي كانت قد استهدفت العاصمة ، ولم يتضح حجم الهجوم بشكل فوري.

وقال المسؤولون إن الحطام الساقط أدى إلى وقوع إصابات، وتسبب في دمار بـ3 مناطق في كييف على الجانب الشرقي من نهر دنيبرو الذي يمر عبر العاصمة.

وصرح رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر تطبيق تليغرام أن النوافذ والمداخل قد تحطمت نتيجة للحطام في مستشفى للأطفال في منطقة دنيبروفسكي في كييف. ومع ذلك، لم تشر التقييمات الأولية إلى وقوع إصابات.

وأشار كليتشكو إلى أن الحطام أثر أيضا على عدد من المباني السكنية في منطقة دنيبروفسكي، مما أسفر عن إصابة 34 شخصا على الأقل. تم نقل 15 منهم، بينهم طفلان، إلى المستشفيات، بينما تلقى الـ19 الباقون الإسعاف في الموقع على الفور. كما تأثرت إمدادات المياه في المنطقة.

ولم تعرف على الفور الأسلحة المستخدمة من قبل روسيا في الهجوم. وجاء ذلك بعد هطول وابل من الصواريخ الباليستية التي استهدفت كييف في وقت مبكر من يوم الاثنين، متسببة في إصابة 4 أشخاص ولم تصدر روسيا أي تعليق حول الهجوم الذي تسبب أيضا في إضرار بعض المباني في منطقتي ديسنيانسكي ودارنيتسكي في كييف.

وتنفي كل من موسكو وكييف استهداف المدنيين خلال الحرب، التي شنتها روسيا ضد جارتها في شباط 2022، والتي ما زالت مستمرة مدة 22 شهرا تقريبا.

وصرح بوبكو أن 15 شخصا، بينهم 4 أطفال، تم إجلاؤهم من مبنى سكني في منطقة دنيبروفسكي، بعد أن تأثر المبنى وسيارات مجاورة بالحطام، مما أسفر عن اندلاع حريق.

وأشار إلى أن معظم الإصابات ناتجة عن تحطم النوافذ بسبب موجة الانفجار، حيث أكد بوبكو أن «هناك العديد من الجرحى»، متوقعا زيادة في عدد المصابين.

الأكثر قراءة

الملف الرئاسي يأخذ منحى جديدا: لودريان سيلتقي بري والعلولا مع المعارضة فشل مفاوضات الصفقة في غزة كليا ... ولا تسوية بين حماس و«اسرائيل»