اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مع بدء التهيّؤ لملاقاة عام جديد، ينشغل الكثيرون في تدقيق ومراجعة ما تم تحقيقه في حياتهم خلال الأشهر الماضية، وما يريدون إنجازه في الأيام المقبلة. ويحتاج البعض الى الاستفادة من إرشادات الباحثين والخبراء من اجل الابتعاد عن العادات السيئة والتفكير المحدود وقصر النظر وتقليص المعوقات، التي تحول دون تنفيذ الاحلام الكبيرة. لذلك ينبغي تجنّب الوقوع في فخ التسويف والتأجيل، لمن يسعى الى اتمام النجاح واكتساب الخبرات والعلاقات، التي من شأنها ان تؤمن الدوافع المحفزة للمضي قدما نحو عام جديد حافل بالتحديات المهمة. تجدر الإشارة الى ان الأبحاث كشفت ان الاهتمام والتركيز يتحسنان إذا كان الهدف محددا.

مجازاة النفس

بالموازاة، بيّن أستاذ العلوم النفسية والدماغية في كلية دارتموث في نيوهامشر "ان تقديم المكافأة حتى لو كانت صغيرة، يمكن ان يساعد في الاستمرار باتباع العادات الجيدة". أضاف "ان الدماغ يحب المكافأة، وبالتالي سيبقى يقول لنفعل ذلك مرة أخرى".

وضع الأهداف مهم!

وفي الإطار، كشفت الاختصاصية النفسية غنوة يونس لـ "الديار" ان "الأهداف توضح الرؤية، وتدل الشخص على الطريق الصحيح الذي يجب ان يعبره، لذلك تكون كمقياس يحتكم اليه كل فرد منّا، قبل اقدامه على تنفيذ أي مخطط. فالتوجيه من شأنه ان يحدد الغايات ويوفر للفرد إحساسا واضحا بما ينوي اكماله، وهذا يشجعه على بذل جهوده وقواه بغية الوصول الى الهدف المنشود، الذي يصبو الى احرازه مما يضاعف من فرص النجاح".

واردفت "من دون شعور واضح بالاتجاه، قد يضيع الوقت ويمضي العام سريعا، دون حصول أي تقدم نحو الاحلام التي تم تدوينها مسبقا. فالهدف الوظيفي على سبيل المثال يحسن من ذات الانسان، ويمكن ان يكون نقطة تحول في حياته المهنية، مثل تبديل الصنعة".

وأضافت "ليس عيبا ان نكتب قائمة بالأهداف واهميتها عندنا، وتخصيص وقت زمني لكل هدف، الى جانب تنظيم الوقت والتحلي بالمرونة والابتعاد عن الطموحات المحدودة والاعذار، أو لعب دور الضحية والشكوى من المشاكل والخوف".

مذاهب عقلية جديدة

ووفقا للخبراء، ليس من السهل اتباع عادات جديدة وترك تلك القديمة، لذلك قد يكون تعيين الطموح للعام الجديد امرا شاقا، لكن استخدام مخططات قائمة على أساس علمي من شأنها ان تساعد الأشخاص على ابتكار أساليب عقلية، تتحول بمرور الزمن الى سلوك افتراضي جديد للروتين اليومي.

وفي هذا المجال، قالت أستاذة علم الاعصاب وإعادة التأهيل سوزان هيلير " ان الدماغ مرن جدا، أي انه قابل للتغيير الى حد كبير، لذلك أظهرت الأبحاث ان العقل يمتلك شبكة من العقد تؤدي دورا أساسيا في نقل الممارسات الى عادات".

استراتيجيات مدعومة علميا

وبحسب الباحث في لندن خوان بابلو بيرموديز "يجب على الأشخاص ان يحددوا هدفا ويجعلوه محفزا لهم". وقال لصحيفة "واشنطن بوست" ان "هناك براهين قوية على اننا أفضل في الالتزام بالأنشطة، التي نريد النهوض بها مقارنة بتلك التي يتعين علينا القيام بها"، ونصح "بعدم جعل الأهداف صعبة الى الحد الذي يكون فيه الفشل محتملا جدا".

وأردف "عندما يكون لديك هدف وتفشل، فهذا الامر محبط جدا يمكن ان يكون لذلك تأثير الدومينو في جميع دوافعك الأخرى. وبدلا من ذلك امنح نفسك مزيجا من الأهداف، بما في ذلك تلك السهلة للمساعدة في تعزيز الحافز". واقترح "تحديد ليس فقط ما سيفعله الفرد، بل أيضا اين ومتى ومع من واي تفاصيل أخرى يمكنه تحديدها".

زيادة مجموعة الأدوات

وقال بيرموديز: " إن مشاركة هدفك مع الأصدقاء أو تقديم التزام علني أكثر على وسائل التواصل الاجتماعي على سبيل المثال، يمكن أن يكون من الأدوات المفيدة لبعض الأشخاص. وأضاف: "يمكن أن تكون إعادة صياغة فوائد الهدف أيضا أداة قوية، فإذا كان هدفك هو التركيز على ممارسة الرياضة، ولكن الفوائد الجسدية والنفسية ليست حافزا في حد ذاتها، فأعد صياغة الوقت الذي تقضيه في ممارسة الرياضة. وعلى العكس من ذلك، من أجل التخلص من عادة ما، عليك التركيز على سلبياتها لأنها ستبدو أقل جاذبية على نحو متزايد. لذلك، من المهم مراقبة ما إذا كانت الاستراتيجية التي اخترتها ناجحة، وإذا لم تكن كذلك، ويجب أن تكون منفتحا على تجربة الآخرين".

إعادة النظر بالأهداف

وتابع بيرموديز مبيّنا: "انه إذا بدا الأمر وكأنك في صراع من أجل التكيف مع العادة الجديدة، ووجدت نفسك تفشل كثيرا، ففكر في أنك ربما تحاول إجبار نفسك على القيام بشيء لا ينبغي لك القيام به، معتبراً أن مراجعة الأهداف لا تجعل الفرد فاشلا".

في الخلاصة، تؤدي السلوكيات دورا مهما في أسلوب الحياة اليومي، حيث يمارس المرء يوميا وبشكل تلقائي تصرفات بنظام مماثل للروبوت الآلي، وذلك بدون تحليل علمي ومنطقي وفهم للأفعال التي يقوم بها، وهذا الامر يجعل الدماغ لا يستخدم التفكير الواعي لاستيعاب أداء المهام المتكررة، مما يتيح له التركيز على أشياء أخرى غير مهمة او تافهة.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور المتخصص في علم الاعصاب بجامعة تكساس راسل بولدراك، "ان الآلية العامة التي نبني بها العادات الإيجابية او السلبية هي نفسها، سواء كانت عادة للأفراط في تناول الطعام او عادة للعمل دون التفكير حقا في التفاصيل، ويعتمد كلا النوعين على آليات الدماغ ذاتها".

الأكثر قراءة

إنهم يقتلون أميركا...