اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

وفق موقع سبوتنيك, ومع استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" بحق المدنيين في قطاع غزة، ومع فشل كافة المحاولات الدبلوماسية لوقفها، لجأت جنوب أفريقيا إلى رفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وتقول الدعوى إن "تصرفات "إسرائيل" كانت بمثابة إبادة جماعية بطبيعتها، وبالتالي انتهكت الدولة التزاماتها بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية".

وقررت "إسرائيل" المثول أمام محكمة العدل الدولية للتصدي لدعوى جنوب أفريقيا القضائية، والتي وصفتها بأنها لا تستند إلى أي أساس قانوني، متهمة بريتوريا بالتعاون مع ما سمتها "جماعة إرهابية تدعو لتدمير "إسرائيل".

وطرح البعض تساؤلات بشأن أهمية الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا من الجانب القانوني، خاصة مع فشل المحكمة في اتخاذ قرارات في قضايا مماثلة، وكذلك عن السبب وراء إعلان "إسرائيل" المثول أمام المحاكمة.

مخاوف إسرائيلية

اعتبر  الخبير الأردني في القانون الدولي،حمادة أبو نجمة، أن السبب الرئيسي في قبول "إسرائيل" المثول أمام محكمة العدل الدولية في دعوى دولة جنوب أفريقيا، يأتي في ظل مخاوفها من إصدار المحكمة قرارًا بوقف الأعمال العسكرية في غزة، حيث تسعى للتقدم بطلب للمحكمة من أجل رفض الالتماس الذي قدمته بريتوريا لهذه الغاية.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن دولة جنوب أفريقيا قدمت طلبها إلى محكمة العدل الدولية على أساس البند التاسع من اتفاقية مكافحة الإبادة الجماعية، تطلب فيه من المحكمة أن تتّخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع الإبادة التي تمارسها "إسرائيل"، مؤكدًا أن ذلك يكتسب أهمية كبرى من حيث أن "إسرائيل" قد صادقت على اتفاقية مكافحة الإبادة الجماعية منذ عام 1950، وهو أمر يعني أنها ملزمة بتطبيق مبادئها وقواعدها.

ويرى أبو نجمة أنه في حال تحققت موافقة المحكمة على طلب دولة جنوب أفريقيا بوقف الإبادة سيدفع ذلك المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن يتحرك من مرحلة التحقيق إلى مرحلة توجيه التهم ومذكرات التوقيف بحق مرتكبي جرائم الإبادة.

وأكد أن هذا الأمر يثير مخاوف "إسرائيل" وقياداتها، خاصة وأن هناك ملفات أخرى لدى المحكمة بحقهم مفتوحة منذ سنوات، وبالإمكان استكمال الإجراءات بشأنها وإدانتهم، وهذه الملفات كانت موضع اهتمام من دول غربية عديدة خاصة الولايات المتحدة، التي مارست الضغوطات على المحكمة لوقف متابعتها.

خطوة استثنائية

في السياق ذاته، اعتبر فادي أبو بكر، المحلل السياسي الفلسطيني، أن خطوة جنوب أفريقيا استثنائية وموافقة "إسرائيل" على المثول أمام محكمة العدل الدولية غير مسبوقة، ومن المرجّح ألا تلتزم "إسرائيل" بهذه القرارات العاجلة إن أصدرتها المحكمة في وقت قريب، في ظل فشل مجلس الأمن في إصدار قرارٍ مُلزمٍ بموجب الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار بسبب التدخلات الأميركية.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإنه من غير المتوقّع أن تُحدِث القرارات العاجلة لمحكمة العدل الدولية أثرًا على الأرض، إذا لم تكن مدعومةً بتوجّه سياسي وإجراءات عقابية من المجتمع الدولي.

وتابع: "من هنا يبدو أن موافقة "إسرائيل" على المثول أمام محكمة العدل الدولية للمواجهة بنفسها، قد تعني تخليًا أميركيًا مؤقتا عنها، جاء بفعل اتساع رقعة الخلاف بين بايدن ونتنياهو، والتي ستزداد خاصة بعد اغتيال صالح العاروري كونها تضرب حظوظ بايدن في الانتخابات الأميركية، وقد يكون خداع نتنياهو لبايدن سببًا في غض النظر الأميركي عن مسألة العدل الدولية، كما حصل سابقًا مع أوباما في التمرير لقرار 2334 الخاص بالمستوطنات".

وأوضح أن تدخّل "العدل الدولية" للنظر في العدوان الإسرائيلي الجاري على غزّة سيكون له أهميته في مرحلة لاحقة، عندما يؤكّد قضاة المحكمة انتهاك "إسرائيل" اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، والتأسيس القانوني إلى وقوع جريمة الإبادة الجماعية.

وقال إنه في حال نجحت هذه المحاولة فستكون خطوة مفصلية في مسار إقرار العدالة للشعب الفلسطيني.


الأكثر قراءة

الملف الرئاسي يأخذ منحى جديدا: لودريان سيلتقي بري والعلولا مع المعارضة فشل مفاوضات الصفقة في غزة كليا ... ولا تسوية بين حماس و«اسرائيل»