اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

على ما يبدو، تزداد الخلافات بين صنّاع القرار في "إسرائيل" بسبب الحرب على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الخامس.

فقد كشفت تقارير جديدة اليوم الخميس، أن التحالف الحكومي الهش لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان قريبًا من الانهيار بعدما بحث الوزيران البارزان بيني غانتس وغادي آيزنكوت الانسحاب من مجلس الحرب، متهمين نتنياهو بالانفراد بقرارات مصيرية تتعلق بصفقة محتملة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، وفقاً لوسائل إعلام "إسرائيلية".

وتحدثت هيئة البث "الإسرائيلية" عن جبهة أخرى من التوتر يخوضها نتنياهو مع قادة في الجيش والأجهزة الأمنية، بعد أن بعث رئيس الوزراء مراقبًا خاصًا به من خارج الأجهزة الأمنية لحضور محادثات القاهرة مع مصر وقطر والولايات المتحدة حول صفقة تبادل أسرى متوقعة مع حركة حماس، والتي شارك فيها من الجانب "الإسرائيلي" رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع ورئيس جهاز الشاباك رونان بار.

كما استبعد نتنياهو غانتس وآيزنكوت بشكل شبه كامل من عملية صنع القرار فيما يتعلق بقمة القاهرة سواء بحجم التفويض الممنوح للوفد "الإسرائيلي" أو بمنع الوفد من التوجه مرة أخرى إلى القاهرة للمشاركة في جولة مفاوضات جديدة.

وأوضحت الهيئة أن الوزيرين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت كانا على وشك الاستقالة من المجلس ومغادرة حكومة نتنياهو، لكنهما قررا البقاء نظرًا للتطورات الحاصلة عند الحدود اللبنانية وارتفاع حدة التصعيد هناك وبسبب حساسية قضية المحتجزين "الإسرائيليين" لدى حركة حماس في قطاع غزة.

وأكدت أن نتنياهو اتخذ قرار منع الوفد من التوجه إلى القاهرة مجددًا رغم أن رئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار أخبراه بعد عودتهما إلى "إسرائيل" أن هناك سببًا كافيًا يدعو لمواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة جديدة.

في حين أثار قرار رئيس الحكومة عاصفة احتجاجات، حيث نقلت هيئة البث عن مسؤولين قولهم إن رئيس الوزراء يعرقل إتمام صفقة تبادل أسرى لأسباب شخصية، لا تضع في الاعتبار المصلحة "الإسرائيلية" العامة.

إلى ذلك، التقى غانتس وآيزنكوت في وقت متأخر من ليل أمس الأربعاء وقررا بعد مناقشة مشتركة البقاء في الحكومة في هذه المرحلة، بسبب التوترات على الجبهة الشمالية وبسبب حساسية قضية المختطفين.

ويأتي هذا في وقت نشر فيه المتحدث باسم نتنياهو غاي ليفي تغريدة على منصة إكس هاجم فيها قادة أجهزة الأمن لكنه حذفها بعد ساعات، وذلك في إشارة لارتفاع حدة الخلاف بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية.

وكتب ليفي في تغريدته: "لم يكن نتنياهو هو الذي تلقى مكالمة تحذيرية في الرابعة صباحًا وعاد إلى النوم". في إشارة إلى تجاهل قادة أجهزة الأمن للتحذيرات التي وصلت قبل وقوع هجمات السابع من تشرين الأول وتجاهلها.

كما أضاف "لم يكن نتنياهو أيضًا هو من أصدر التعليمات لقوات غولاني بعدم الاقتراب من الحدود حتى التاسعة صباحًا يوم السابع من تشرين الأول".

في سياق متصل، رأى مدير مركز يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية سليمان بشارات، أن نتنياهو يعيش حالة ارتباك ولا يثق بقادة الأجهزة الأمنية ولا يريدهم أن يتخذوا قرارات لا تتماشى مع موقفه ورأيه ولهذا أرسل مستشاره الخاص إلى اجتماع القاهرة ليكون بمثابة مراقب لرئيس جهاز الموساد.

وقال بشارات لوكالة أنباء العالم العربي إن الخاسر الأكبر في "إسرائيل" من وقف الحرب هو نتنياهو الذي يخشى على مستقبله السياسي وبالتالي لا يريد أن تصل الأمور إلى نقطة النهاية ويكرس كل جهوده لإعاقة الحلول الدبلوماسية والسياسية.

كما نوه بشارات إلى حالة توتر بين "الجيش" وكل المؤسسة الأمنية من ناحية ونتنياهو من ناحية أخرى.

وجاء ذلك بعدما قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الأسبوع الماضي أن خلافًا اندلع بين نتنياهو و"الجيش" بسبب العملية المتوقعة في مدينة رفح بقطاع غزة.

وبينما يتردد "الجيش" في تنفيذ هذه العملية في ظل الرفض الدولي الكبير لها، ينزعج نتنياهو من عناد "الجيش" ويتهمه بمخالفة تعليماته.

ويشار إلى أن الحديث في "إسرائيل" كان تجدد عن أزمة ثقة بين نتنياهو والمؤسسة العسكرية.

وقال مختصون في الشأن "الإسرائيلي" لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، إن نتنياهو لم يعد يثق بأحد وأرسل من يراقب نيابة عنه إلى اجتماعات القاهرة، حتى وصل به الحال إلى الطلب من الوفد "الإسرائيلي" الاستماع فقط وعدم التفاوض.

ويدور أيضًا حديث عن رفض نتنياهو مسودة إطار اتفاق أعدها الجيش ومنع الوفد "الإسرائيلي" من مناقشتها في القاهرة.

وقالت هيئة البث "الإسرائيلية" الثلاثاء، إن نتنياهو أرسل مستشاره أوفير فالك إلى اجتماع القاهرة لمنع رئيس جهاز الموساد من تجاوز التفويض الممنوح له بشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

ويذكر أن هذه المرة الأولى التي يشارك فيها فالك في الاجتماعات المخصصة للتفاوض بشأن صفقة تبادل الأسرى.

وقالت هيئة البث إن فالك تواجد ضمن الوفد لمنع أي تنازل لا يتفق مع رأي بنيامين نتنياهو.

فيما كشفت القناة الحادية عشرة في هيئة البث "الإسرائيلية" أن نتنياهو رفض الخطوط العريضة الجديدة لإطلاق سراح الأسرى التي وضعها رئيسا الموساد والشاباك واللواء نيتسان ألون، واندلع خلاف بينهم.

الأكثر قراءة

ماذا في رأس يحيى السنوار ؟