اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


من ايار عام ٢٠٠٠ تاريخ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وعبارة "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت" التي قالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من بنت جبيل، بدأت عقدة الكيان التي حاول فكّها في تموز ٢٠٠٦ حين حاول أخذ صورة نصر واحدة من المكان نفسه، إلا أن العقدة تعقّدت أكثر وهُزِم الإسرائيلي مجدداً في جنوب لبنان على يد حزب الله ومنذ ذلك الحين يخطِّط والمقاومة تتجهّز حتى باتت قدراتها تفوق قدرته بالفوز عليها.

استطاع حزب الله أن يردع العدو طوال السنوات السابقة أي منذ انتهاء حرب تموز وبقيَت تهديداته توضع في إطار التهويل على لبنان ليس أكثر، ووصل الى درجة بات يردعه خطاب من السيد نصرالله دون الحاجة الى أي تجربة ميدانية، وحتى بعد طوفان الأقصى وعندما فَتحت المقاومة جبهة الجنوب، يتعامل الإسرائيلي معها وكأنه مردوع وحتى تصعيده في الواقع يوضع في إطار الضغط على حزب الله لوقف عملياته وليس كما يحاول الترويج له عبر مسؤوليه أو الموفدين الى لبنان من الدول الغربية بأنه سيشن حرباً واسعة، بحيث بلغت الأمور حد القول إن القرار اتُخذ وينتظر الوقت للتنفيذ...

صحيح أن احتمالية الحرب المفتوحة تبقى واردة ويتمناها الإسرائيلي، لكن فعلياً وواقعياً قدراته والعوامل الداخلية والخارجية تجعل حساباته أدق في التعامل مع جبهة الجنوب إن لم نقل تمنعه من تنفيذ ذلك خاصة بوجود عامل مهم جداً ألا وهو الخوف والقلق مما لا يعرفه بعد عن قدرات المقاومة الإسلامية، ووفقاً لذلك يمكن القول إنه ليس باستطاعة الإسرائيلي أن يشن حرباً مفتوحة على لبنان الآن، رغم تهويل القادة الصهاينة وتهديدهم والقول: "نحن نقترب من الحرب" و "إذا حصل هدنة أو وقف إطلاق نار في غزة لا يعني ذلك أن ينسحب على لبنان".

الموانع كثيرة التي تقف بوجه تمنيات قادة الاحتلال وهي:

١- "إسرائيل" لا تستطيع فتح جبهتين بهذا المستوى في الوقت نفسه...

٢- "إسرائيل" تعلم أن هناك قوة ردع في لبنان وأن حزب الله يمتلك قوة هي لا تعرف جزءاً أساسياً منها، لذا لا تخاطر بحرب معه في الظرف الحالي.

٣- الدول الداعمة "لإسرائيل" وفي مقدمتها أميركا يمكن القول إنها غير متحمِّسة لهذه الحرب.

٤- لا يوجد حتى الآن أي اتفاق داخل الكيان على شن حرب على لبنان، بل أكثر من ذلك يتوسّع الانقسام حيال هذا الموضوع.

٥- نسبة لحجم التهديد، حتى الآن لا يوجد تحشيد على الحدود يُنذر بحرب إسرائيلية واسعة.

إستناداً الى هذه العوامل ويوماً بعد يوم يَظهر أكثر أن الأقوال لا تتناسب مع الأفعال وأن مع تقدُّم الأيام تتراجع فكرة الحرب المفتوحة خطوة الى الوراء، لعل الرادع الأساسي لها هو توقيت فتح جبهة الجنوب بحيث ان قدرات المقاومة تمنع تحقيق ما يتمناه العدو.

الأكثر قراءة

سيجورنيه يُحذر: من دون رئيس لا مكان للبنان على طاولة المفاوضات الورقة الفرنسيّة لـ«اليوم التالي» قيد الإعداد حماس تؤكد: لا اتفاق من دون وقف نهائي لإطلاق النار!