اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


صرح وزير الداخلية القاضي بسام مولوي امس، عن بدء حملة لازالة التعديات عن ارصفة بيروت، والحد من فوضى السير فيها، في خطوة يتخذها بمناسبة الاعياد.

استوقف هذا التصريح معظم الاوساط الطرابلسية، كون الوزير ابن طرابلس، وهو اكثر من يعي واقع الفوضى في شوارع مدينته، وحجم التعديات والفلتان فيها.فبيروت جديرة بالاهتمام باعتبارها العاصمة، لكن ما يحصل في طرابلس وهي العاصمة الثانية، استدعى اصدار اكثر من بيان واكثر من موقف واكثر من نداء للتصدي للعابثين بامن المدينة، ولوقف التعديات على الارصفة والحد من فوضى السير، خاصة في ظل تفشي ظاهرة "التكتك" والدراجات النارية، وما تسببه من عقبات وعراقيل وحوادث مميتة، عدا عن استعمالها وسائل للنشل المتفشي بانحاء المدينة بعمليات سلب شبه يومية..

توقعت الاوساط الطرابلسية، أن يشمل قرار وزير الداخلية مدينة طرابلس عشية عيد الفطر، لا سيما وان الاسواق الداخلية والمحلات التجارية باتت تشهد في الاسبوع الاخير من شهر رمضان ازدحاما خانقا قبل الافطار وبعده، الامر الذي يقتضي رفع وتيرة الاجراءات الامنية وضرورة انتشار واسع للقوى العسكرية، وهذا ما حصل مؤخرا بتسيير دوريات رغم الظروف المالية، لكنها تحتاج الى تفعيل وزيادة العديد نظرا لاتساع مساحات تشهد ازدحاما وفوضى، سواء في حركة السير من سيارات ودراجات نارية و"تكتك"، او من ارصفة تحولت الى مواقف سيارات في كل انحاء المدينة وحول الابنية السكنية، لدرجة ان سكان هذه الابنية باتوا عاجزين عن ايجاد موقف لسياراتهم، نتيجة احتلال الارصفة حول الابنية..

الازمة في طرابلس لم تكن الفوضى في حركة السير وحدها، فالسائد منذ بدء شهر الصيام ومع موسم الاعياد، كان فوضى اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية التي عمّت مختلف المحلات دون رقيب او حسيب ، في استغلال بشع لمعاني الشهر الفضيل، وفي استغلال المواطنين واباحة اقتناص الفرص لجني الارباح الفاحشة.

انتشار غير مسبوق للباعة والبسطات دون ترخيص او تنظيم على وسطيات الشوارع والارصفة، بغياب واضح للبلدية التي يفترض بها المبادرة الى نشر شرطتها لتنظيم حركة السير في الاعياد، والحد من الفوضى في الشوارع، غير ان البلدية غابت الى درجة يظن المرء ان المدينة خالية من مجلس بلدي.

تساؤلات طرابلسية تطرح في المجالس الشعبية حول اهمال المدينة والمهمشة على مختلف الاصعدة، من الامن الفالت الى الانماء المفقود، وكانت المدينة تعول على الحكومة الحالية، وعلى نواب عجزوا عن تقديم خدمات جليلة، بل غابوا عن انمائها والشاهد على غيابهم اكوام النفايات على جوانب الشوارع التي تنشر الروائح والسموم، وتلك الحفر والخنادق التي تتحطم فوقها السيارات، وهي منتشرة في معظم الشوارع دون صيانة وترميم وتأهيل. فمن يصل طرابلس فاول ما يلاحظه هو انتشار الفوضى في حركة السير والفلتان الامني، حيث يسمع ازيز الرصاص في اي لحظة نهارا او ليلا دون وازع ورادع.

عشية الاعياد، سيّر الجيش اللبناني والقوى الامنية دوريات، خاصة في الليل، غير ان حجم الفلتان المزمن بات يحتاج الى رفع عديد العسكريين كي يستطيعوا ملاحقة العابثين المنتشرين بارجاء المدينة وتوقيفهم، شرط رفع الغطاء السياسي عن المخلين بالامن والمرتكبين، حيث ان التدخل السياسي يمنح اولئك العابثين هامشا من الامان يتكئون عليه لممارسة تعدياتهم، طالما هناك من يستندون عليه ليدخلوا من الباب ويخرجوا من الشباك.

الأكثر قراءة

الورقة الفرنسيّة المعدّلة عند بري... وحزب الله يُحدّد ملامح «اليوم التالي» التعديلات تتضمّن إعادة «انتشار» لا انسحاب للمقاومة... ماذا عن ملف الغاز ؟ توصية المعهد القومي «الإسرائيلي»: لا تغامروا بحرب شاملة في الشمال !