طرّزت خيوط الشمس فستانها الأبيض من زبد الموج الآتي من بحر فلسطين والممتد من شواطي سينا وحيفا الى شواطىء لبنان والشام، ونسجت لها الطبيعة طرحة من غيوم الربيع المحيية لمواسم العطاء، ودّعت الجنوب في رحلتها الأولى حين غدرها الاحتلال، كما تودع طيور الحساسين ضفاف السواقي في مواسم الشتاء الباردة، والعائدة مع عودة نسائم الربيع المحيية لبراعم الأغصان، فنهلت من ساقية النهضة ما يكفيها لتبدأ رحلة العودة الى الجنوب ومن هناك بدأت رحلتها الأخيرة رحلة الطيور المهاجرة الى عوالم جديدة.
كانت سناء الشمس التي أضاءت سماء الوطن بغابات من خيوط الضوء التي أنارت مساحات العتمة، كانت الحدث الذي أعاد الأمل الى الفراخ بعودة النسور ليشقوا لهم دروب التحليق في سماء الوطن. يوم استشهدت بدأت قوافل الحالمين بالتحرير التحضير ليوم العودة، فشرارة النور شقّت دروب الرجوع الى ربوع الجنوب، انتعشت النفوس من جديد فانتصرت البطولة على الخوف، ومحا الشعور بالنصر رواسب ما بقي من الشعور بالهزيمة.
نحن نخجل منك يا سناء أيتها العروس المتوجة بتاج الشهادة، لأننا كنا وما زلنا كالأطفال الذين يفرحون بألعابهم دون أن يدروا أن لهذه الألعاب دلالات أكبر من عقولهم، نعتذر لأننا كنا كمن رأى فاندهش وتفاعل وأنتقل خطوة ووقف عندها ومن ثم عاد الى زواريب العتمة.
استشهدت سناء لتحيا سورية، لتبعث نهضة، لتشق طريقا جديدة في النضال والكفاح، لترتفع أعلام الزوابع على جميع المفارق. استشهدت من أجل تحرير الأرض والانسان.
ما أحوجنا الى سناء وحزب سناء في هذا الزمن العصيب، فالأمة تقاتل الموت في فلسطين من أجل الحياة، تقاتل الموت الآتي اليها من الاحتلال المحضون من المنظومة العالمية وذوي القُربى، تقاتل بعينيها بقلبها ومعها من لهم في قتال العدو مصلحة، ومن يجمعهم معها جبهة عربية واحدة.
ما أحوجنا الى شجاعة سناء في الموقف وخوض المغامرة ما أحوجنا لأن نكون مثلها "نحب الحياة لأننا نحب الحرية ونحب الموت متى كان الموت طريقا الى الحرية".
في ذكرى عروس الجنوب نتذكر طوفان المقبلين على النهضة، نتذكر أولئك الذين اتخذوا منها قدوة وساروا في طريقها، وأولئك الذين تحمسوا ليدخلوا سناء في المسرح والسينما والأعمال التلفزيونية، وأولئك الذين كتبوا عنها مئات الصفحات، والذين جعلوا منها عنوانا لكل ابداع في الفن والشعر والأدبي.
قاومت سناء العيش واختارت الحياة، فكان لها البقاء في كل نفس شريفة وفي كل مناسبة عظيمة، وكانت حاضرة في كل موقف بطولي وفي كل حديث عن البطولة المؤيدة بصحة العقيدة.
في يوم سناء نستحضر سعادة الذي أنشأ المخرج النظري والعملي لمشكلة الأمة، نستذكر دور أبناء النهضة في معارك فلسطين، في معارك الجنوب وبيروت والجبل، نستذكر "البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة" نستحضر مواقف العز ونحاول أن نعيد الحزب الى المجتمع، ونعمل الى ان تصبح الغاية الأولية للحزب الوصول الى الشعب.
يتم قراءة الآن
-
دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان
-
ضغوط لإجهاض تفاهم سلام مع «الثنائي» حكومياً؟! حرد أرمني ــ سني... «التيار» مُهمّش و«القوات» ترفع السقف المبعوثة الأميركيّة تحمل الى بيروت نتائج لقاء تـرامب ــ نتانـــياهو
-
متى تفكيك سوريا...؟!
-
الحكومة قريبة ... "من يرضى يتمثل ومن يُعارض يخرج" سلام لسائليه : "حطوا السنة بضهري"... وهذا تصوّره للتمثيل المسيحي "القوات" تترقب... و"الإعتدال الوطني " ينتظر لقاء البعريني مع سلام اليوم
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
13:53
الجديد: - يتم التفاوض حالياً على اسم وزير للخارجية ستقدمه "القوات" ولا يزال التفاوض قائماً حول اسم الشيعي الخامس
-
13:52
الجديد: توجه نحو حل عقدة وزارات "القوات" بمنحها الخارجية والطاقة والإتصالات وهناك تفاوض على حقيبة رابعة
-
13:47
انزلاق شاحنة على طريق تل شيحا-الحي الوطني، نطلب من المواطنين توخي الحذر أثناء القيادة بسبب هطول الأمطار تفاديًا لحوادث السير والإنزلاقات
-
13:35
التحكم المروري: طريق ضهر البيدر سالكة امام جميع المركبات باستثناء الشاحنات
-
13:00
وزير خارجية بريطانيا: يجب أن يكون الفلسطينيون قادرين على "العيش وتحقيق الازدهار" في غزة والضفة الغربية
-
12:53
تحذير للسّائقين! تسرّب مادّة المازوت على طريق عام جعيتا مقابل مركز الدفاع المدني (مار الياس الراس) وتسجيل انزلاقات وتصادم في المحلّة