اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن الهجمات التي نفذّتها قوات "الدعم السريع" والميليشيات المتحالفة معها في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور في السودان، أسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص وتشريد مئات آلاف منذ شهر نيسان إلى شهر تشرين الثاني 2023.

وأشارت المنظمة، في تقريرها المؤلف من 218 صفحة بعنوان "لن يعود المساليت إلى ديارهم: التطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية في الجنينة، غرب دارفور، السودان" والذي صدر أمس الخميس، إلى أن "الدعم السريع" وحلفاءها ارتُكبوا "جرائم ضد الإنسانية" و"جرائم حرب" واسعة النطاق، في سياق حملة تطهير عرقي ضد "المساليت" وغيرهم من السكان غير العرب في الجنينة والجوار.

ويوثق التقرير استهداف عناصر "الدعم السريع" والميليشيات العربية المتحالفة معها، بمن فيهم عناصر "الجبهة الثالثة-تمازج"، أحياء الجنينة التي تقطن معظمها مواطنون من "المساليت" في الفترة الممتدة من شهر نيسان وحزيران الماضيين، قبل أن تزداد الانتهاكات مجدداً في أوائل شهر تشرين الثاني الماضي.

ووفق التقرير "ارتكب المهاجمون انتهاكات خطرة أخرى، مثل التعذيب والاغتصاب والنهب. وفرّ أكثر من نصف مليون لاجئ من غرب دارفور إلى تشاد منذ نيسان2023. حتى أواخر تشرين الأول 2023، كان 75% منهم من الجنينة".

وقالت المديرة التنفيذية لـ"هيومن رايتس ووتش"، تيرانا حسن: "بينما يدرك مجلس الأمن الدولي والحكومات الكارثة التي تلوح في الأفق في الفاشر، ينبغي النظر إلى الفظائع الواسعة التي ارتكبت في الجنينة على أنها تذكير بالفظائع التي يمكن أن تحدث في غياب عمل منسق. على الحكومات، والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة التحرك الآن لحماية المدنيين" بحسب تعبيرها.

وكانت أعمال العنف بحق "المساليت" في الجنينة، وهي القبيلة التي انحدر منها الشاعر السوداني الشهير محمد مفتاح رجب الفيتوري، على الحدود الغربية للسودان، بدأت بعد 9 أيام من اندلاع القتال في العاصمة الخرطوم، بين القوات المسلحة وعناصر "الدعم السريع".

وفي 24 نيسان الماضي، هاجمت قوات "الدعم السريع" قافلة عسكرية سودانية كانت تعبر الجنينة، أعقبها هجمات على أحياء ذات أغلبية من "المساليت"، واشتبكت مع جماعات مسلحة في المنطقة نفسها.

وخلال الأسابيع التالية، استهدفت "الدعم السريع" والمجموعات المتحالفة معها المدنيين العزل بشكل منهجي، حتى بعدما فقد المساليت السيطرة الميدانية على أحياء الجنينة.

وقد بلغ العنف ذروته في 15 حزيران الماضي، عندما ارتكبت "الدعم السريع" مذبحة بحق مدنيين كانوا يحاولون الفرار من مناطق الاشتباك، برفقة مقاتلين من المساليت. بالإضافة إلى اعتقال وأطلقت النار على الرجال والنساء والأطفال الذين كانوا يركضون في الشوارع أو يحاولون السباحة إلى الضفة الأخرى لنهر كَجَّا الهادر، حيث غرق العديد منهم.

كذلك، حدّدت "هيومن رايتس ووتش" قائد قوات "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وشقيقه، عبد الرحيم حمدان دقلو، وقائد القوات غرب دارفور، جمعة بارك الله، باعتبارهم من يتحملون مسؤولية قيادة القوات التي نفذت هذه الجرائم.

كما حددت المنظمة عدداً من حلفاء "الدعم السريع"، بمن فيهم قائد جماعة "تمازج" المسلحة وزعيمين قبليَّين عربيَّين، على أنهم يتحملون المسؤولية عن مقاتلين ارتكبوا جرائم خطرة، وفق ما ذكر التقرير.

واعتبر التقرير أن "التقاعس العالمي عن مواجهة فظائع بهذا الحجم غير مقبول".

الأكثر قراءة

إستنفار داخلي ودولي لاستيعاب حادثة الجولان «تل أبيب» تريد توسعة الحرب... لكنها غير قادرة على ذلك! دروز لبنان وسوريا يتصدّون للفتنة «الإسرائيليّة» من بوابة مجدل شمس