اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

فاطمة شكر

تنتظر الادارة الأميركية بشكلٍ ثقيل قرارات نتنياهو والقيام بعملية رفح، خاصة وقد تأكدت ادارة بايدن ان تجاهلها من قبل نتنياهو بات امراً واقعاً، وانه من الضروري عدم الذهاب إلى عملية واسعة في رفح، لانها لن تؤدّي سوى إلى مزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني، ما سيزيد من إثارة الرأي العام الأميركي والعالمي، وتصاعد انتفاضة الجامعات الأميركية والغربية ضد حرب الإبادة الصهيونية، وسياسات الإدارة الأميركية الداعمة لها أكثر فأكثر.

بات من المؤكد أن الإدارة الأميركية بالرغم من المصالح المشتركة بينها وبين اللوبي الصهيوني المسيطر على مفاصل الدولة العميقة، عدا التعداد البشري الذي يتجاوز الـ 6 ملايين يهودي، ناهيك عن بعض المفاصل التي لها علاقة بالاقتصاد الأميركي من خلال الشركات الكبرى المتحكمة بالقرار الاقتصادي العام، دخلت في حالة من الإرباك مضاف إلى أنها لم تتوقع ما نتج من تداعيات أرستها عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، التي أدخلت القرارات السياسية الكبرى لكل من الإدارة الأميركية و "اسرائيل" في حالة من التصدع، وعدم القدرة على التوازن الاستراتيجي للسياسة العامة التي كانت تتمثل بحقبة من الزمن، وصولًا إلى ما كان يسمى بصفقة القرن، والتي كانت ستظهر نتائجها الآخذة بعين العاصفة المستمرة، والتي كانت تمثل حاضنة للسياسة العامة في المنطقة، ومنها عمليات التطبيع التي توقفت على أبواب المملكة العربية السعودية.

التداعيات الكبرى التي برزت في إعلان بايدن عن تجميد التسليح للكيان "الاسرائيلي"، على أبواب بدء عملية موسعة للكيان على المنطقة الجنوبية للقطاع المحاصر، مما يشي بتضارب الأقوال والأفعال لبايدن، حيث يقول ما لا يفعله في محاولة لبيع الخطابات للعرب، والسير بما تمليه عليه قوى الضغط الصهيونية في واشنطن، وما إعلان البيت الأبيض تعليق شحنة من الأسلحة التي كانت سترسل إلى "إسرائيل"، إلا لـ أمرين:

- اولاً: رفض نتنياهو مقترح للوسطاء القطريين والمصريين، وشاركت في صياغته واشنطن ووافقت عليه حركة حماس، ينص على هدنة مستدامة وانسحاب "الإسرائيلي" من القطاع إلى غلاف غزة.

- ثانياً: إقدام نتنياهو على البدء بعملية عسكرية واسعة في رفح، تحت عنوان القضاء على كتائب حماس الأربعة في المدينة، واستعادة الأسرى الصهاينة.

العملية في رفح قادمة لا محالة حسب التقديرات "الاسرائيلية"، ليكسب نتنياهو اليمين المتطرف بهدف حماية حكومته من الانهيار، ولن تكون إلا كغيرها من العمليات السابقة في شمال القطاع ووسطه، وعودة الحضور المقاوم في الجبهات التي أعلن جيش العدو تطهيرها من أي وجود لحماس بمقاتليها وقياداتها، وهذا ما برز مؤخرا من استهداف غلاف غزة وصولًا إلى عسقلان، ما هو إلا دليل على فشل العملية البرية بكل المعايير والمقاييس. وهذا ما ظهر جليًا بالانقسام العمودي بين قيادات الجيش والحكومة "الإسرائيلية"، والاستقالة المفاجئة لمسؤول الشؤون الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي "الإسرائيلي" يورام حامو، التي كانت نتيجة لإدارة نتنياهو السيئة للحرب، من عدم اتخاذ نتنياهو قرارات تخص اليوم التالي للحرب.

إضافة إلى جبهات الاسناد التي تكشف يوما بعد آخر عن استراتيجيات وأسلحة وتكتيكات جديدة باتت تقلق الكيان برمته، حيث تم الكشف عن سلاح جديد في الجبهة الشمالية مع لبنان، وتم استهداف ثكنة زبدين به ملحقًا أضرارًا قوية بحاميته ودشمه، فضلًا عن اتساع رقعة الاستهدافات في الداخل المحتل، أما الجبهة اليمنية فكشفت عن توسيع رقعة الاستهدافات لتشمل جميع السفن المتجهة إلى الموانئ في فلسطين المحتلة، وما له من آثار عل الحصار المفروض على الكيان، مثلها مثل الجبهة العراقية التي باتت مدينة حيفا مرتعا لصواريخ المقاومة.

ويضاف إلى جبهات الإسناد جبهة انتفاضة الجامعات الأميركية، التي باتت تشكل صوتا للقضية الفلسطينية أمام رجال المال والأعمال الداعمين للكيان، وما كشفت عنه من تعرية نظريات الحرية الاميركية التي تقف عاجزةً أمام نفوذ "تل أبيب"، وتطيح كل من يريد أن ينتقد أداء حكومة الكيان بتهم جاهزة ومعلبة، تبدأ بالإخلال بالأنطمة العامة وصولًا إلى معاداة السامية.

وأمام هذه التطورات وجدت ادارة بايدن، أنّ الاستمرار في الحرب على القطاع لم يعد مجدياً، وانتفاضة الجامعات الأميركية بات عبئاً كبيراً، وتوفير مناخ مؤاتٍ لصالح حملة بايدن الانتخابية، وكذلك إنقاذ الكيان من مأزق وحول غزة و الجبهة الشمالية مع لبنان، ووضع حدّ للحصار الاقتصادي عليها في البحر الأحمر من قبل الحوثيين ، وهجمات المقاومة العراقية، كل هذا دفع بإدارة بايدن إلى تكثيف الجهود لأجل التوصل إلى اتفاق يوقف النار، ويحقق تبادل الأسرى ويخفف من المعاناة الإنسانية في غزة... 

الأكثر قراءة

إستنفار داخلي ودولي لاستيعاب حادثة الجولان «تل أبيب» تريد توسعة الحرب... لكنها غير قادرة على ذلك! دروز لبنان وسوريا يتصدّون للفتنة «الإسرائيليّة» من بوابة مجدل شمس