اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عندما نتحدث عن أشعة الشمس، غالباً ما يرتبط ذلك بزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، وهو أمر صحيح بالفعل. ولكن في المقابل، يمكن التعرض لأشعة الشمس بطريقة صحية للحصول على فوائدها العديدة، مع تقليل مخاطر أضرارها.

يؤدي ضوء الشمس الذي يسقط على الجلد إلى إنتاج فيتامين دي، وأولئك الذين يعيشون في الداخل معظم الوقت أو يعيشون في بيئات غائمة مع القليل من الشمس لديهم خطر أكبر للإصابة بنقص فيتامين دي، والذي له آثار إيجابية على صحة العظام. وتم ربط نقص فيتامين دي بمجموعة واسعة من الاضطرابات، وقد أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على مكملات فيتامين دي انخفاض معدل وفيات السرطان. هذا وتتفاعل مستقلبات أكسيد النيتريك الموجودة في الجلد مع الأشعة فوق البنفسجية لإطلاق أكسيد النيتريك، الذي يخفض ضغط الدم، وذلك وفقا لمقال للدكتور مارتن مور إيدي في موقع سايكولوجي تودي.

من الواضح أن ضوء النهار و/أو ضوء الشمس في الهواء الطلق مفيدان لصحة نظام التوقيت اليومي، بسبب كثافة الضوء الساقط على العينين وتكوينه الطيفي. حتى في يوم غائم، تكون كمية الضوء ذو الطول الموجي الأزرق التي تدخل العين أكثر من كافية لتوفير إشارة مزامنة قوية لنظام الساعة البيولوجية. وهذا يساعد على منع اضطراب الساعة البيولوجية، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بأمراض متعددة، وزيادة العمر.

كما يساعد ضوء الشمس على تعزيز مادة كيميائية في دماغك تسمى السيروتونين، والتي يمكن أن تمنحك المزيد من الطاقة، وتساعدك على الحفاظ على هدوئك وإيجابيتك وتركيزك. يعالج الأطباء أحيانا الاضطراب العاطفي الموسمي "إس إيه دي" وأنواعا أخرى من الاكتئاب المرتبط بانخفاض مستويات السيروتونين بالضوء الطبيعي أو الاصطناعي.

يمكن أن يؤدي التعرض لكثير من الشمس إلى زيادة فرص الإصابة بسرطان الجلد، ولذلك ينصح باستعمال واقي شمس، وتجنب الخروج في أوقات الشمس القوية مثل وقت الظهيرة. قم بالتعرض للشمس في الصباح، قبل شمس الظهيرة، فستحصل على أقوى دفعة للساعة البيولوجية، وتقلل أيضا من خطر الإصابة بسرطان الجلد. إلى ذلك، يلعب ضوء الشمس والجلد دورين حاسمين في إنتاج فيتامين دي، وهو عنصر غذائي حيوي لمختلف العمليات الفسيولوجية في الجسم.

إنّ الفيتامين دي فريد من نوعه، لأنه يمكن تصنيعه في الجلد من خلال سلسلة من التفاعلات الكيميائية الناتجة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية بي "يو في بي" من أشعة الشمس. يمتص الجلد الأشعة فوق البنفسجية بي، ويؤدي إلى تحلل مركب 7-ديهيدروكوليستيرول (بروفيتامين د 3) إلى "بري فيتامين دي 3"، الذي يخضع للتحول السريع إلى فيتامين دي 3.

بمجرد أن يتشكل فيتامين دي 3 في الجلد، فإنه ينتشر في الأوعية الدموية للأدمة، وهي طبقة الجلد الموجودة أسفل البشرة. ومن هناك يدخل مجرى الدم، ويتم نقله إلى الأنسجة والأعضاء المختلفة في الجسم. وإنّ الفيتامين دي 3 قابل للذوبان في الدهون، لذلك يمكن للخلايا الشحمية تخزينه أثناء الإنتاج الزائد.

من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن ضوء الشمس يعد مصدرا مهما لفيتامين دي، فإن هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على قدرة الجلد على إنتاجه. تشمل هذه العوامل الموقع الجغرافي، الموسم، والوقت من اليوم، وتصبغ الجلد، والملابس، واستخدام واقي الشمس، والعمر. على سبيل المثال، الأشخاص ذوو البشرة الداكنة لديهم مستويات أعلى من الميلانين، مما قد يقلل من قدرة الجلد على تصنيع فيتامين دي مقارنة بالأفراد ذوي البشرة الفاتحة.

 

الأكثر قراءة

من تعدّيات يزبك الى فضائح بركات ودرغام وجعجع... حكايات نفوذ وفساد بلا حدود على شاطئ كفرعبيدا - تحوم!