اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

"قرأت لهم... كتبت عنهم... أحببتهم"، هو الكتاب الخامس عشر للأديب الياس عشي، الذي اصدره مؤخرا، ضمن سلسلة مؤلفاته التي أغنت المكتبة القومية بعصارة فكره القومي، وأدبه الراقي، وشاعريته المرهفة، وقلمه السيال الذي يلاعب الكلمات ويدوزنها على تقاسيم العقل والقلب والوجدان.

حين يمعن القارىء نظره في عنوان الكتاب، ثم يغوص في متنه، سرعان ما تلمع الملاحظة الاولى تلك المقولة التي تقول" ان الكتاب يقرأ من عنوانه".

رحلة القراءة في بحر الكتاب الزاخر بمكتنزات الفكر والعقيدة وخبرات الحياة، تمتع القاريء بواسع المعرفة الشائقة لدى الاديب الامين الياس عشي، "المتكيء على موج البحر السوري من غابات الفرلق في لاذقية العرب الى طرابلس الشام... الى رمل بيروت الذي اطلع شقائق النعمان من دم تموز، وسعاده، وكمال خيربك، وخالد علوان"... حسب مخطوطة الامين سمير رفعت التي نقشها بيراع فائق النبل والاناقة، يوم تكريم عشي.

يمكن اعتبار الكتاب، توثيقا لما سبق نشره في صحف محلية، في أزمنة وظروف ومواقف وخواطر ادبية فيها نبض الحياة، وألق الكلمة النقية المنسابة باسلوب السهل الممتنع، تدخل العقل والقلب معا، حتى ليكاد القارىء يخال نفسه هو الكاتب وهو الذي نثر الكلمات اسطرا من حبر الوجدان.

لا يغيب عن بال الاديب عشي ان صدور الكتاب يأتي في زمن كالح، تحدث فيه ابشع حرب ابادة في كل العصور، في غزة وفلسطين المحتلة، فيعلن في اهدائه" ان المشهد الثقافي برمته صار في موضع الريب، بعد أن استبدل اطفال فلسطين كتب حقائبهم بحجارة من كل الاحجام، في حين توقف بعض "المثقفين" عن التحريض، وعن المواجهة، فقبلوا أجوبة جاهزة، ودخلوا لعبة العولمة، وصدقوا خديعة لعبة الحضارات، وتقاعدوا"...

ليخلص بتقديم الاهداء الى " اطفال فلسطين"... والى كل من قرأ لهم، وكتب عنهم، واحبهم.

وفي مقدمة كتابه يرد التحية الى طرابلس عاصمة الثقافة العربية لعام ٢٠٢٤، فيراها المكان، والشجرة التي يتفيأ في ظلها كل الناس.

ويؤكد عشي ان من حق هذه المدينة التي سمها طرابلس، المثلثة الابعاد، أن تفاخر بعلمائها، ومآذنها، واصوات اجراسها، وأن تفاخر اكثر بقدرتها على تخطي كل المؤامرات التي حيكت لتدمير العيش فيها، وتحويله من صيغة "عيش" الى صيغة "تعايش".

امتاز الكتاب بغنى المواضيع من تعريف للادب، الى الابداع وماهية الشعر، ثم قراءة المتنبي وابوالنواس وابو فراس وانسي الحاج وادونيس، وعن طرابلس بين صوت الانفجارات وصوت المنابر، ورسالة من طفل فلسطيني الى الطفل يسوع.

وقراءة في مذكرات الامينة الاولى جولييت المير سعاده، الى ذكريات مكتبة ميخائيل فرح.

الى انطون سعاده الناقد والاديب، ومواسم نضال الاشقر، زمي سعاده جزء من ذاكرة طرابلس، وغيرها الكثير من المواضيع على مساحة من ٢٣٩ صفحة من الحجم الكبير.

ولمناسبة صدور الكتاب، وضمن احتفالية طرابلس عاصمة للثقافة العربية، وبرعاية وزير الثقافة القاضي محمد بسام مرتضى.

وبدعوة من الرابطة الثقافية في طرابلس أقيمت ندوة حول الكتاب في قاعة المؤتمرات في الرابطة في حضور النائب السابق علي درويش، ورئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الامين سمير رفعت، والعميد فادي داغر، وعضو المجلس الاعلى عبد الباسط عباس، وحشد من رواد الكتاب والثقافة.

أدار الندوة عميد الثقافة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور كلود عطية، وناقش الكتاب كلٌّ من: الكاتب والإعلامي روي ألفا. الدكتور نبيل محسن، المحامي شوقي ساسين، والدكتور المحامي محمد نديم الجسر.

وتميزت الندوة بنقاش ثقافي رفيع المستوى، أكد الدور الإبداعي لمدينة طرابلس مدينة العلم والعيش الواحد، ثم وقع الكاتب عشي إصداره الجديد للحضور.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»