اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


1ـ  أشعر بما هو أشدُّ ايلاماً من الخجل اذا كنت، اذا أقمتُ وسط قومٍ "انطفأ فيهم لهبُ الوجدان الانساني". فبات واحدهم لا يتورّع عن اقامة حفلات الأفراح عامرة في داره، في حين تقوم في دار جاره مناحةٌ تستحضر الأحزان على منتقلٍ من دار اهله، وهو في زهرة شبابه والعنفوان الى الدار الاَخرة.

يا خجل الوعيِ ويا غضب الوطنية ممّن أصاب حسّهم الانساني، عطبٌ الى حدٍّ باتوا معه لا يخجلون. يتباهون في وقاحةٍ بلهاء، بأنّهم من أهل ثقافة الحياة وحبّ الحياة.

2ـ صعوبة المواجهة في حرب المجتمع على نفسه أنّها حربٌ متعدّدة الجبهات. جبهة الطوائفيات، جبهات الرأسمالية المتوحّشة ، جبهة ثقافة التجهيل الشديدة التشعّب والتعقيد، جبهة اضطراب الهُويّة المجتمعية، جبهة تداخل الدين بالسياسة وتدخّل رجاله بشؤون القضاء.

مأساة المجتمع الكبرى في هذه الحرب عليه، أنّ جبهاتِها على تنوّعها وتعدّدها متداخلٌ فيها داخلٌ بخارج، على تحالف وتاَلف خطرَين.

حرب المجتمع على نفسه أساسُها فكري قائم على تغييب مفهوم الانسان ـ المجتمع عن مناهج التربية والتعليم، وتعزيز ما ينعش ثقافة النزعة الفرديّة وثقافة الاستهلاك العبثي.

3ـ اذا كان المؤمنون بحاجة الى شفعاء وقدّيسين للاستعانة بهم على الاهتداء الى درب السماء، فهم وغيرهم بحاجةٍ أكبر وأعظم الى ثوّارٍ قدّيسين للاهتداء الى خلاصهم في دنياهم، للخلاص من تجّارٍ كبارٍ وصغار في السياسة كما في الدين.

4ـ يظلّ المرء ساعيا وجاهدا حتّى يصل الى مكانة أو الى مكان يستطيع عندهما أن يتنفّس ملءَ رئتيهِ، ملءَ حرّيته. وحين يتراءى له أنّه وصل وحقّقَ مسعاه، تفاجئُه نفسُه بما يُشبهُ انقطاعَ نَفَسِه. ما نصل الى امتلاكه غالبا، ما نفقد الرغبة فيه.

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»