اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في اجواء السنوية الاولى لرحيل العلامة الشيخ عفيف النابلسي، أقيمت ندوة في مجمع الزهراء صيدا، تحت عنوان "شهادات في العلامة النابلسي"- الدورة الاولى، في حضور ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وحشد كبير من العلماء. وتحدث خلال الندوة كل من الوزير السابق محمد فنيش والشيخ حسين شحادة والنائب السابق ورئيس تحرير جريدة "البناء" ناصر قنديل والمدير التنفيذي في الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ حسين غبريس.

فنيش: عمل على التقارب

بين المسلمين والمسيحيين

استهلت الندوة بكلمة لفنيش الذي أكد "ان النابلسي كان مواكباً منذ البداية لحركة الامام الصدر، وفاعلاً في دفعها نحو اهدافها المتصلة بقضايا الوطن والمحرومين والدفاع عن الجنوب. وكان قريباً من الشهيد السيد محمد باقر الصدر فكراً وأطروحة. وكان من الطبيعي ان يكون النابلسي ايضاً، من اوائل الذين تفاعلوا مع الامام الخميني ونهضته وتأسيسه لدولة الإسلام في إيران. فكان من المجموعة المؤسِسَة من جمع المؤمنين الملتزمين الإسلام، كحركة نهوض وإصلاح على نهج الخميني واتباعه لخطه، وموالاة لقيادته واطروحة ولاية الفقيه التي تعني القيادة الشرعية لبلوغ  المشروع الاسلامي اهدافه، بكل ابعاده الروحية والايمانية والعقائدية والإجتماعية".

ولفت فنيش "الى ان النابلسي كان ايضاً من اوائل الذين جاهروا بشجاعة الموقف، رفضاً للاحتلال الصهيوني للبنان والجنوب. وعمل مع إخوانه من علماء جبل عامل على تأسيس هيئة علمائية تلتزم النهج المقاوم وتوابعه بالموقف، لمنع محاولات العدو للتطبيع مع القرى"، مضيفا "ثم كان بداية التواصل وتعبئة الطاقات مع المقاومة في إطارها التنظيمي، وتوزيع العمل بين الهيئة والإطار الجديد ومجموعات المقاومة التي بدأت حضورها في ميادين المواجهة. وهذا الامر اشعر العدو بالخطورة، وسقط من هؤلاء العلماء عدد من الشهداء، واجبر عدداً منهم على مغادرة الجنوب وعلى رأسهم النابلسي والذي لم يتحمل المحتل حركته ومواقفه ودوره مع إخوانه فإضطر الى مغادرة الجنوب. وبعد التحرير وإجبار العدو على الإنسحاب تحت ضربات المقاومة وتنامي وتطور دورها عاد النابلسي الى ميادين المقاومة والجهاد"، مضيفا "آمن النابلسي بالعمل المؤسساتي والإنطلاق فيه وسعى من اجل التواصل مع مختلف المكونات الوطنية والطائفية اللبنانية. وعمل على وحدة المسلمين الشيعة والسنة وعلى التقارب مع فعاليات صيدا من مسلمين ومسيحيين كما كرس مجمع الزهراء كصرح لهذا التلاقي".

حسين شحادة: كان يربط بين

خطاب الوعي وخطاب الوحدة

بدوره، قال الشيخ حسين شحادة: "كان الشيخ عفيف من بيننا، وكنا معه في قلب الصحوة الاسلامية. كان صاحب قضية وصاحب رسالة، ورأيناه في جميع الخنادق وعلى جميع المنابر يصد الاعلام الاسود ويصد الافكار السوداء التي كانت تستهدف حواضن المقاومة وروافعها. وبدهشته العاملية كان يصرخ صرخة الفارس بصهيل جواده لماذا تكرهوننا؟ لماذا تناصبون العداء لجمهورية المشروع المرجعية؟ لماذا تفصلون قضايا الامة بعضها عن بعض الغام البدهنة والمركزية والتقسيم؟ لماذا تزرعون في ارضنا الغام الفتن والتطرف والارهاب؟ لماذا تحاصرون النهوض لماذا تطفئون شموع الصحوة الاسلامية؟".

وختم شحادة "ان النابلسي على وضوح رؤيته العميقة استطاع ان يكشف امامنا جوهرة الوئام لا بين المشروع الايراني الاخلاقي والمشروع الوطني المقاوم في لبنان فحسب بل الوئام ايضا بين هذين المشروعين وجميع المشاريع مشاريع احرار العالم الملتزمين بقضايا الدفاع عن المفجوعين بحريتهم وكرامتهم وفي مقدمهم قضية فلسطين المرجوعين بفلسطين. كان الشيخ يربط دائما بين خطاب الوعي وخطاب الوحدة كلما ارتفع منسوب الوعي عند الامة يرتفع منسوب الوحدة".

قنديل للفلسطينيين: السلام تصنعه البنادق

من جهته، قال النائب السابق ناصر قنديل: جعل العفيف حياته نصفين، نصف للعلم ونصف للمقاومة، وعندما منح لعائلته بعض العمر ربطه بمعادلة النصفين، نصف للعلم ونصف للمقاومة".

أضاف "في العام 2020 مع إعلان صفقة القرن جدد قوله: لا واجب يتقدّم على مهمة المقاومة، واستعادة المبادرة بقوة النار، الممر الطبيعي لمواجهة هذه الصفقة هو السلاح. مع تسليمنا بضرورة التحركات السياسية وأهمية الاحتجاجات الشعبية، لكن المرحلة هي للسلاح, وأي تلكؤ عن هذه المهمة يعني المزيد من النفي لشعبنا الفلسطيني، والمزيد من التمزق في صفوفنا العربية والإسلامية، وسيجد الجميع أنفسهم بعد فترة أمام مضبطة اتهامات أميركية إسرائيلية إذا ما رُفع الصوت معبّراً عن الألم والغضب على الواقع. إذا كان من بقية أمل، فهي موجودة في محور المقاومة الممتد من بحر الأرض إلى بحر السماء. في هؤلاء المقاومين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلى العراق واليمن وسورية ولبنان وفلسطين. هؤلاء الشرفاء هم مَن سيرفع هذه الغمّة عن هذه الأمّة فقط، وفقط عندما يبدأ أزيز الرصاص وقريباً جداً. لذلك أدعو جميع الفلسطينيين أن يعودوا إلى لبس "الكوفية" إلى استعادة لقب "الفدائي" الذي ضاع باسم السلام. السلام تصنعه البنادق. وحدها البنادق يا سادة السلطة، يا كل الفلسطينيين !

حسين غبريس: كان أنيساً للمجاهدين

وختاماً كانت كلمة للمدير التنفيذي في الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ حسين غبريس، حيث قال: "كان النابلسي مجاهداً عالماً وفقيهاً وأديباً وخطيباً وشاعراً وكاتباً إجتماعياً. وهذا قلما يتوفر في شخص واحد هذا من جهة، ومن جهة ثانية حمل فكره وعلمه وخرج يسعى مبلغاً وداعياً الى الله في لبنان وأصقاع الارض، وفي كل مكان حل فيه ترك بصمات وأثر بحيث إذا طال الغياب حنوا اليه. كان أنيساً للمجاهدين، وحث ابناءه على السير بنهجه الذي آمن به حتى لاقى ربه"، مضيفا "إذاً نحن امام شخصية فذة قام بما عليه من خدمة الدين والإنسان، ويكفي ما تركه من إرث وامانة لأنجاله واحفاده كي يكملوا المنهج نفسه والطريق".

الأكثر قراءة

عمليات اسرائيلية مكثفة في رفح والاستعدادات لحرب موسعة تتواصل! التيار والقوات في سجال «الوقت الضائع»