اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

مما لا شك فيه أن الخريطة الرئاسية للمعارضة، ستأخذ حيّزاً كبيراً من النقاش السياسي الداخلي، على خلفية الإطاحة بكل المبادرات السابقة التي عمل عليها أكثر من طرف سياسي. وفي هذا الإطار، وحول إمكان نجاح مبادرة المعارضة، يقول النائب السابق أنطوان زهرا لـ "الديار" ان "المعارضة مارست كل ما بوسعها من أجل إنجاح عملية انتخاب رئيس للجمهورية، وجوبهت بمحاولة الرئيس نبيه بري مأسسة الحوار برئاسته ووضعه فوق الدستور، وهذا ما رفضته المعارضة وقاومته بشدة، وبعد جولات "الخماسية" والمبادرات المحلية والدولية، أبلغت هذه الآراء لكل من التقتهم، ولكن ارتأت أن توثق هذه الأخبار وتضعها برسم كل المعنيين بالانتخابات الرئاسية في لبنان، من "اللجنة الخماسية" إلى أصدقاء لبنان وإلى الكتل النيابية بكل مكوّناتها وتلاوينها، ونراها الوصفة العادية والسحرية، بإخراج الرئاسة من مسلسل التعطيل والمصادرة التي تتعرض له، وردود الفعل تنبئ بإمكان السير في هذه الخريطة، ويبنى على الشيء مقتضاه".

وعما إذا كان يؤدي دوراً مع الرئيس بري، أكد أنه بعدما ترك المجلس النيابي، تربطه فقط علاقة صداقة معه، "أما بالنسبة للتواصل فليس عبري إطلاقاً".

وعن توصيفه للعلاقة التي تربط "القوات" بالرئيس بري، يشدّد على أن "العلاقة لم تنقطع يوماً بين معراب وعين التينة، وإن مرّت بمراحل تشنّج، و "القوات" تعترف بكل المكوّنات اللبنانية، وتدرك أن دور رئيس المجلس هو دور محوري في إدارة اللعبة البرلمانية، بالإضافة إلى موقعه السياسية، والذي هو طرف باللعبة السياسية وبالتناحر والصراع السياسي الحاصل بين الفرقاء، للوصول إلى ما يراه كل فريق مناسباً للبنان. وبالتالي لم تسعَ "القوات" يوماً إلى قطع هذه العلاقة، وهناك تواصلاً بين نواب الكتلتين النيابيتين، وأعتقد أن لا من يمثلنا ينفرد برأيه دون العودة إلى الدكتور جعجع، ولا من يمثل الرئيس بري يقوم باجتهادات من عندياته، فالرجلان على اطلاع ودراية وتوجيه لما يجري من حوارات بين تكتل "الجمهورية القوية" وكتلة "التنمية والتحرير".

وعن خشية من الإنفتاح الحاصل بين بري وباسيل، والذي قد يكون كمحاولة لتطويق "القوات"، رأى أن "أقصى ما يمكن أن يصل إليه باسيل مع الرئيس بري هو تحالف انتخابي في منطقة جزين، قد يسير فيه الرئيس بري وقد لا يسير في نهاية المطاف، ورئيس المجلس ليس ممّن يُخدَعون بالخزعبلات والألاعيب والتلوّن بالمواقف السياسية، بحيث ان بري قد يكون آخر أباطرة اللعبة السياسية التقليدية في لبنان ، التي تذهب باتجاه الانتخاب واليوميات واللفّ والدوران، ومرجعها الوحيد اليوم في البلد".

وعن الكرة الرئاسية ومكانها اليوم، يؤكد أنها "في ملعب الثنائي الشيعي الذي عطِّل الانتخابات الرئاسية من خلال تمسكه بمرشّح واحد وأوحد رغم كل المحاولات والنصائح، حتى ممّن يعاود الالتفاف باتجاههم أي "التيار الوطني الحر"، فالتمسّك بترشيح سليمان فرنجية وتعطيل الجلسات بعد أول دورة في أل12 جلسة التي حصلت، هو من يصادر رئاسة الجمهورية من قبل رئاسة المجلس، طبعاً بالتناغم مع حزب الله، لأنه لولا تحالف بري ـ حزب الله لكان لدينا رئيس قبل نهاية الولاية السابقة".

وحول حظوظ الديبلوماسية أم الحرب هي الغالبة اليوم، يؤكد أن الحظوظ متساوية، ولا يوجد أي خيار غالب، فإن ضمان أمن شمال "إسرائيل" والمستوطنين المستقرّ والبعيد الأمد، لا يقبل بترتيبات أل1701 كما حصل في العام 2006، وقد عادوا وكرّسوا هذا التوافق باتفاق الحدود البحرية إلى حدّ التعهّد بعدم الاستفزاز من الطرفين، ليفاجأ "الإسرائيلي" بأنه عندما تحرّكت حماس في غزة، وجد الحزب نفسه أسير منطق وحدة الساحات وطموحات الوحدة الإيرانية، ودخل في الحرب".

وأكد زهرا أن لا "إسرائيل" ولا حزب الله يريد الحرب الموسعة، ولكن الحزب يربط الوضع بغزة، و "الإسرائيلي" يربط الوضع بأمن المستوطنين بمحاذاة الجنوب، فإذا قبل الحزب شروط "إسرائيل" الصارمة هذه المرة، يكون قد فقد مبرّر حمل سلاحه ووجوده، وإذا لم يقبل لن تقبل "إسرائيل" بأقلّ من هذا الهدف، المسعى الديبلوماسي الآن للوصول إلى هذا الهدف، وإذا لم يثمر المسعى الديبلوماسي حتى نهاية الحرب في غزة، يُطرح السؤال عما إذا أوقف الحزب إطلاق النار عندما تتوقف الحرب في غزة، من قال ان "إسرائيل" سترضى من دون اتفاق واضح أن توقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وبالتالي الوضع رهن التطورات الميدانية وبتطوّر المفاوضات، ولا شيء مضمون في كل الحالات". 

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت