اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


- جبهة لبنان ماضية في تحقيق هدفها... والعدو مرعوب

- المقاومة لا تخشى الحرب ولا تهابها...ولن نتسامح مع أيّ اعتداء

- الأطراف الدوليّة تدرك أن وقف إطلاق النار في شمالي "إسرائيل" مُرتبط بوقف العدوان على غزة


أكَّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله "أنَّ شهداء طوفان الأقصى هم من أوضح وأعلى مصاديق القتل في سبيل الله". وشدد على "أنَّهم يقاتلون في معركة الحق الجلي الواضح الذي لا شبهة فيه ولا غبار عليه"، لافتًا إلى أنَّ "حماس تُمثّل محور المقاومة في المفاوضات، وما ترضى به حماس نرضى به جميعا لأنها تنسق مع الفصائل الفلسطينية".

وفي كلمة له خلال الاحتفال التأبيني للقائد الشهيد محمد نعمة ناصر(ابو نعمة) الذي أقيم في مجمع الإمام المجتبى بالضاحية الجنوبية لبيروت، اعتبر السيد نصر الله "أنَّ التزام المقاومة بمعركة طوفان الأقصى كان التزاما حاسماً منذ اليوم الأول، وما يهمنا في هذه المعركة هو ما يعيشه العدو وما يقر به لأن معركتنا معه"، مشددا "على أن المقاومة لا تخشى الحرب ولا تهابها، واذا اعتدى العدو على الجنوب سندافع عن أنفسنا ولن نتسامح مع أي اعتداء للعدو".

كما شدد "على أنَّ من يتابع خارج وداخل كيان العدو، أصبح لديهم يقين بأن وقف الحرب غزة هو السبيل الوحيد لوقف الحرب في الشمال"، مؤكداً أنَّ "العدو مرعوب ليس فقط من الدخول إلى الجليل، بل من مجرد فكرة التسلّل، وذلك دفعه لتعزيز الحضور البشري الذي يُعوّض به ما خسره تكنولوجياً، وهذا ما زاد من استنزافه".

وشدد السيد نصر الله ايضا "على أنَّ جبهة لبنان ماضية في تحقيق هدفها، وهي تضغط على العدو إما الرضوخ أو الهلاك"، معتبرا "أنَّ العدو يعيش خلال هذه المعركة أسوأ أيامه".

هذا، وتطرق السيد نصر الله إلى الصفات التي كان يتمتع بها الشهيد القائد الحاج أبو نعمة، حيث قال: "القائد الحاج أبو نعمة مجاهد وأسير ومقاتل وجريح لمرتين وقائد وفي نهاية المطاف نال العاقبة الحسنة، وهو "متواضع أيضا ومحب جدا لإخوانه وللناس ابن الأرض، وكان حاضرا حتى الشهادة".

استهل الامين العام لحزب الله كلمته بالتعبير عن "تبريكنا وتعزيتنا لمن نقيم له هذا الحفل، نبارك لعوائل الشهداء لنيل احبتهم هذه درجة الشهادة والعاقبة الحسنة، ونعزيهم بفقد الاحبة"، وقال: "في ذكرى الشهيدين الحاج محمد نعمة ناصر ومحمد خشاب، نعبر لعائلاتيهما عن تبريكنا ومواساتنا. هذا ما كان يتطلع اليه هؤلاء الاخوة والقادة"، لافتا "الى ان هؤلاء الشهداء وشهداء طوفان الاقصى من اعلى مصاديق القتل في سبيل الله، لانهم يقاتلون في معركة الحق الجلي الواضح الذي لا شبهة فيه ولا غبار عليه".

واشار "الى ان هؤلاء الشهداء الأحياء الذين انتقلوا الى تلك الدار، وعندما ينتقلون الى هناك الملفت هو الاستبشار ويفرحون بنعمة الله وبالدرجة العظيمة عند الله. فهؤلاء الاخوة وخصوصا القادة، نحن نعرفهم عن قرب، وأتمنى لو استطيع التحدث في احتفال كل شهيد"، لافتا "الى ان كل شهدائنا هم قادة وصنّاع نصر وشرف، وانا اعرف الشهيد ابو نعمة منذ سنوات طويلة وهو كان قائدا لوحدة عزيز، وعندما نعرفهم فهذا يزيدنا قوة".

وقال السيد نصر الله "عندما نتحدث بثقة وبطمأنينة وبمعنويات عالية ، ذلك لاننا مؤمنون بالله وواثقون بوعده، ولان لدينا قادة كأبو نعمة وابو طالب وجواد الطويل ومن سبقهم ومن ينتظر من الاخوة، فالاخوة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر"، مضيفا "لو يطلع الناس ما نعرف نحن مما لدينا من قادة ومجاهدين وشجعان واهل إرادة إضافة الى ما يسره الله من امكانات عسكرية ومادية، بالاضافة الى هذه البيئة من اهل القرى والمدن المجاهدون المسلمون الراضون من الاباء والامهات والعائلات، كل ذلك يدفعنا للتعاطي بهذه المعنويات العالية، فهذه من المصاديق للفئة التي تنصر الله والله وعدها بالنصر، والحمدلله حتى الآن نصرها في كل المواقع".

واوضح "ان الشهيد ابو نعمة بدأ في البدايات مقاتلا مجاهدا ، ومن ثم وقع في الاسر واصيب في الميادين، وصولا لان اصبح قائدا ومن ثم شهيدا"، مضيفا "كان منذ بداية التحاقه بالمقاومة في الخطوط الامامية بمواجهة العدو الاسرائيلي، وشارك في معركة تموز 1993 ومعركة نيسان 1996 وحتى العام 2000 ومشاركته بالعمليات، وتولى مسؤولية القوة الخاصة في وحدة نصر، وشارك في حرب تموز 2006 وكان تحت النار، ومن ثم ذهب للقتال بسوريا بمواجهة "داعش" ومن ثم انتقل الى العراق لمواجهة الارهاب التكفيري بناء لفتوى المرجعية الدينية".

ولفت السيد نصر الله "الى ان الشهيد القائد قاسم سليماني طلب مني المشاركة بقيادات لمتابعة العمليات في العراق ضد "داعش"، وكذلك ابو نعمة كان مسؤولا لبعض المناطق العمليات في معارك السلسلة الشرقية. وبعد استشهاد الشهيد الحاج ابو محمد الاقليم ، تولى الشهيد ابو نعمة مسؤولية وحدة عزيز"، مشددا "على ان ابو نعمة فتح الجبهة في وحدة عزيز اسنادا لغزة منذ 9 تشرين الاول وبقي في الجبهة حتى استشهاده، كل هذا العمر قضى القائد ابو نعمة في الجبهة، هذا القائد الاسير المجاهد والجريح القائد في جبهات القتال المدير الخبير العارف المتواضع المزارع المحب للناس الموالي المطيع المنضبط الملتزم الحاضر حتى الشهادة".

اذا اردتم ايقاف العمليات في الجنوب

عليكم وقف العدوان على غزة

وقال السيد نصر الله "اليوم هناك اصوات كثيرة في العالم، خارج الكيان او داخله، تعرف ان وقف العمليات في شمال الكيان يتطلب وقف العدوان على غزة، في خارج الكيان الجميع يعرف انه اذا اردتم ايقاف العمليات في الجنوب ،عليكم وقف العدوان على غزة، وهذا ما باتوا يتكلمون به مع العدو". واوضح ان "العمليات في الجنوب باتت تحجز اعدادا كبيرة من عناصر جيش العدو المنتشرة من البحر الى الجليل، خوفا سواء من اقتحام الجليل او دخول مجموعات صغيرة بين المناطق"، مؤكدا "ان كل هذه العمليات تزيد من استنزاف العدو الذي بات يصرخ من نقص العديد في الجيس ما يعمق المأزق داخل المجتمع الاسرائيلي".

وتابع "هناك ايضا مشكلة "الحريديم"، رغم ان لهم تسهيلات مختلفة ومع ذلك يرفضون التجنيد بالجيش، لكن اليوم العدو بحاجة الى فتح مشكلة مع "الحريديم" لانه بحاجة للعديد، وهذا ليس فقط موضوعا عسكريا بل تحول الى مأزق اجتماعي في الكيان".

اضاف "وهناك ايضا مشكلة جديدة في الكيان تتمثل في تمديد التجنيد، وايضا تمديد مدة الاحتياط وما لها من انعكاسات اجتماعية كثيرة في الكيان، بالاضافة الى الخسائر الاقتصادية للكيان واستنزافه في هذا المجال"، لافتا "الى ان هذه الجبهة تؤتي ثمارها جراء ما تلحقه بالعدو من خسائر عسكرية واقتصادية وامنية واجتماعية وبغيرها من المجالات".

حماس تفاوض بأعصاب قوية

وعن العدوان على غزة وجبهة الاسناد في جنوب لبنان، شدد السيد نصر الله "على ان ما ترضى به حركة حماس نرضى به جميعا فيما يتعلق بالمفاوضات حول وقع العدوان الصهيوني على قطاع غزة، فالاخوة في حماس هم أدرى، ونحن لا نطلب من أحد ان يأخذ رأينا ، ونحن نردد لهم إننا معكم وخلفكم في اي موقف او قرار تتخذونه ومعكم حتى النهاية"، مضيفا "يجب ان نسجل ونشهد للمقاومة الفلسطينية في غزة والضفة بالشجاعة والصمود المذهل، كما يجب ان نسجل لقيادة المقاومة هذا الثبات والتمسك بالحقوق ، ونقدر حجم الضغوط التي يتعرضون لها من كثير من دول العالم سواء من العدو او الصديق"، مضيفا "قيادة حماس تفاوض باعصاب قوية ولا تهزها كل هذه المظاهر المؤلمة، رغم القتل والمجازر التي يتعرض لها الاهالي في غزة، فالقضية السياسية اليوم في ايدي امينة وشجاعة، والميدان في أيدي صلبة وتتحمل بثبات".

واشار "الى ان العدو غير قادر على انهاء العمليات في رفح وتحقيق اي مكاسب، فهل بإمكانه اجتياح جنوب نهر الليطاني"؟ مضيفا "من الواضح نزول سقف الادلة الصهيونية بمواجهة لبنان، ونحن في ذكرى حرب تموز حيث كانت سقوف العدو تتحدث عن القضاء عن حزب الله وفشل، ونحن اليوم منذ 10 أشهر نقوم بعلميات ونضرب المواقع والمستعمرات والعمق والجولان والشمال وكل المنطقة مهددة، هل نسمع من العدو لغة القضاء على حزب الله"؟

نتنياهو لم يتعلم من حرب لبنان

وتابع "نتنياهو لم يتعلم من حرب لبنان ومازال يواصل العدوان في غزة، والصهاينة اليوم يتحدثون عن التسوية وحتى يوآف غالانت عندما تحدث بات يتحدث عن عمليات محدودة، وغير قادر ان يتحدث عن القضاء على حزب الله او إبعاده عن الحدود"، لافتا "الى ان مطالبات العدو بابعاد حزب الله 5 او 10 كلم عن الحدود هل يحل المأزق الذي يعيشه العدو في الشمال"؟

وبيّن أن "غالانت قال إن الدبابة التي تخرج من رفح يمكنها الوصول إلى الليطاني ،ونحن نراها في فيديوهات المقاومة الفلسطينية تُدمّر"، مؤكدًا أنَّ "الإخوة يوجّهون أسلحتهم باتجاه مواقع العدو وينتظرون أن تظهر الدبابات المختبئة وبمجرد أن تظهر تُدمّر والعدو لا يعلن ذلك، ونحن ننشر المشاهد".

كما وتوجه السيد نصر الله لغالانت قائلًا: "عندما تطل دباباتك على حدودنا تعلم ما ينتظرها... رماتنا ماهرون وقبضاتنا كثيرة وصواريخنا أكثر".

المقاومة لا تخشى الحرب ولا تهابها

أضاف "المقاومة لا تخشى الحرب ولا تهابها، والدليل على ذلك ردودها على عمليات الاغتيال التي وصلت إلى مديات 30 كلم في عمق الاحتلال ومهاجمة أهداف حساسة ، بينما ردود العدو محصورة".

وقال السيد نصر الله إنه "اذا حصل اتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، جبهتنا ستوقف إطلاق النار بلا أي نقاش لانها جبهة إسناد وهذا لا يحتاج الى سؤال"، مضيفا "اذا ما حصل اتفاق وبقية الامور مستمرة او ذهبت الى أشكال اخرى سنتكلم حينها".

اضاف "سمعنا كلام من غالانت انه ليس بالضرورة ان تقف في جنوب لبنان اذا وقفت في غزة، وهنا نقول انه من باب اولى اذا فتحنا الجبهة اسنادا لغزة ان نفتحها دفاعا عن لبنان وجنوبه واهلنا وناسنا، وهذا الامر مستبعد ان يوقف العدو العدوان في غزة ويواصل في جنوب لبنان، ولكن يجب ان نبقى حذرين وعلى جهوزيتنا لأسوأ الاحتمالات، وإن كنا نتطلع لكل الايجابيات"، مؤكدا "انه اذا اصر نتنياهو على هذه الحرب فهو سيأخذ كيانه الى نهايته".

في طريق النصر سيرتقي شهداء حتى تحقيق النصر

وعن الانتخابات الرئاسية الايرانية، قال السيد نصر الله "لا يفوتني ان ابارك لشعب وقيادة الجمهورية الاسلامية وللقائد الامام الخامنئي إجراء الانتخابات الرئاسية الايرانية على دورتين وما رافقها من مناظرات بين المرشحين ومن ثم انتخاب الرئيس مسعود بزشكيان"، مضيفا "اود ان اشكره على شكره على برقيتي بما فيها خاصة من موقف سياسي بان الجمهورية الاسلامية في اساسيات فكرها، كما اسسها الامام الخميني وواصلت مع الامام الخامنئي، نصرة المستضعفين وفلسطين والمقاومة من اساسيتها".

ولفت السيد نصر الله الى ان "الرئيس الايراني المنتخب اكد ان جبهة المقاومة قوية وصلبة وستواصل الطريق حتى النصر"، مؤكدا انه "في طريق النصر سيرتقي شهداء حتى تحقيق النصر، وهنا الدم ينتصر على السيف، المقاومة المستمدة من كربلاء الامام الحسين دمها سينتصر".

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تحت صدمة أمنيّة جديدة بعد استهداف الحوثيين «تل أبيب» ماذا ينتظر المنطقة؟ وهل يشهد شهرا آب وايلول تصعيداً عسكرياً على كلّ الجبهات؟ المقاومة تقصف لأول مرّة 3 مُستعمرات جديدة