"احتفالية الوفاء" لرائد الموسيقى اللبنانية زكي ناصيف

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

احتفالية تليق باسم الفنان المبدع زكي ناصيف أحيتها: فرقة الموسيقى العربية لبرنامج زكي ناصيف، بقيادة المايسترو فادي يعقوب في ساحة متحف سرسق على مدى 100 دقيقة، تحت عنوان: من أمي لبني أمي – رحلة مبتكر من لبنان، مع ضيفة الغناء الانفرادي كاترين غالي بمشاركة طالبية من المعهد العالي للموسيقى في لبنان – الكونسرفاتوار شملت 5 أصوات: تمارا خوري، هدى جمال، منال أبو ملهب، جنى خوري، وأنيس حاموش.

أمر لافت مع الكورال، تدريب منال بو ملهب بأعداد كبيرة من الجنسين كان منسجماً ومثالياً في أداء جميع الأغنيات من دون استثناء: "أمي الحبيبة، دقة ودقة مشينا، حلوة ويا نيالها، يا عاشقة الورد، فراشة وزهرة، أهواك بلا أمل، العرزال، عبالي يا قمر، موال فوق جبالنا، هللي يا سنابل، لا لا عيني، يا بني أمي، ليلتنا من ليالي العمر". والواقع أن صوت كاترين غالي أخذ مداه كاملاً في أغنية: "يابني أمي"، لتكون زينة السهرة بامتياز، بينما جاء أداء الـ 5 الباقين متراوحاً بين الجيد والجيد جداً.

قيادة الأوركسترا للمايسترو فادي يعقوب، تميّزت بالدقة والانسياب وعفوية حركة عصا القيادة بعيداً عن الاستعراض غير المجدي، وكان للتجاوب النموذجي للكورال مع متطلبات الأغاني المختارة للاحتفالية صدى طيب، في تأمين انجذاب جمهور الحضور إلى أداء فريقي الغناء والعزف لتتحقق مقولة التكامل النغمي مع الحناجر، وظهور ملامح هارموني تجعل الاستماع متعة شمل صداها الحفل بأكمله.

ساحة الجمهور في الاحتفالية جلّها من نخبة السميعة وهو ما ترجم تفاعلاً نموذجياً مع الموسيقى والأغاني بشكل يدعو للبهجة، ما جعل التفاعل المباشر يؤكد أن الفنون الأصيلة تعيش وتبقى وتتناقلها الأجيال تباعاً بحب وتقدير وتتحول إلى جزء حميم من "نوستالجيا" الشعب والأمة عموماً.

ومثل هذه الاحتفاليات ضرورية لإحياء احتفاليات تحتفي بما أمكن من إرث كبار آخرين على ساحتنا المحلية والعربية، وخصوصاً أنه تفاعل جمهور اليوم الحضاري مع نتاج عاش عشرات السنين في ذاكرة عدة أجيال هو ما زال مؤثراً في عملية تصاعدية في مقابل الكثير من علامات الإسفاف السائدة.

"من أمي لبني أمي"، ليلة متدفقة بالحب والفرح وسحر الأنغام التي تدغدغ القلب كما الوجدان مع سلسلة من المحطات الرائعة توّجها المبدع زكي ناصيف بلحن: "يا بني أمي"، للسيدة الكبيرة فيروز، التي قال عنها يوماً: "إنها موهبة عظيمة جداً وكم أتمنى على الأخوين رحباني السماح لنا بالتعامل مع عالمها ما نراه من قيمة وإبداع في هذا الصوت الأثيري".