اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بغنائية "مريم غزة" من كلمات الشاعر الفلسطيني إبراهيم نصرالله، وموسيقى الفلسطيني سهيل خوري، وتوزيع الموسيقار اللبناني إدوار تركيان، إختتمت أوركسترا "فلسطين للشباب" أمسيتها الافتتاحية أمس الاثنين في العاصمة الأردنية عمّان، التي حملت شعار "غزة... التضحية والبطولة" وسط تفاعل كبير.

ووصف الجمهور الذي ملأ مسرح أكاديمية عمّان، العرض في اليوم الأول بـ "الملحمة الغنائية" لما أثاره من مشاعر حب وحزن وغضب في الوقت ذاته في نفوسهم، بحسب حديث بعضهم، مؤكدين أن أوركسترا "فلسطين للشباب" التابعة لــ "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى"، قدمت الأغنية الفلسطينية بشكل جديد واحترافي، وأظهرت للعالم مدى براعة وموهبة الشعراء والموسيقيين والمغنين الفلسطينيين، الذين "يحتاجون فقط الى فرصة لإظهار ما يمتلكونه من مهارات فنية".

وعلى مدى ما يزيد على ساعتين قدم 120 عازفاً ومغنياً مجموعة من الأغاني الفلسطينية ذات الرسائل التضامنية والحماسية، أبرزها مختارات من غنائية "أحمد العربي" موسيقى مارسيل خليفة وشعر محمود درويش، ومقدمة "1812" لتشايكوفسكي، ومقطوعة "فنلديا" لسيبيليوس، و "سلام لغزة" موسيقى سهيل خوري وكلما فؤاد سروجي، ومقطوعة "ذكرى" لسلفادور عرنيطة، ومقطوعة "اداجيو للوتريات" للمؤلف ساميول باربر.

حفل موسيقي تضامني مع غزة

وسيخصص كامل ريع حفل أوركسترا "فلسطين للشباب" الذي يختتم اليوم الثلاثاء للتضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، ودعم جهود فرع "معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى" في غزة، كما يوضح مؤسس الأوركسترا ومدير المعهد، سهيل خوري.

وأضاف خوري في حديث مع "الميادين الثقافية" أن من المهم أن يعبّر الموسيقي والمغني والشاعر الفلسطيني عما يجول في نفسه في مثل هذه الأوقات التي يتعرض فيها سكان قطاع غزة لحرب إبادة إسرائيلية متواصلة، وأن يتاح للفنان المساهمة في هذه المعركة جنباً إلى جنب مع المقاتل على الأرض والإعلامي في الميدان.

وأوضح أن الحفل من خلال شعاره "غزة.. التضحية والبطولة"، إنما "يعكس حجم التضامن الفني مع كل الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون، وقد تم إعداد غنائية "مريم غزة" خصيصاً لتقديمها لأول مرة بهذا الحفل الذي يحمل رسائل تؤكد على حق الفلسطينيين في المقاومة والعيش بكرامة".

وبيّن خوري أنه رغم معاني الحزن والألم التي تحملها الأغاني والمقاطع الموسيقية التي قدمت وستقدم في عمّان، إلا أن من شأنها شحذ الهمم واستنهاض مشاعر الغضب في نفوس الحاضرين، وجميع المتعاطفين مع ما يجري للفلسطينيين والتحرك شعبياً لوقف ما يجري في غزة والضفة، إذ "لا ينفع أن نبقى مكتوفي الأيدي ونشاهد التلفاز فقط من دون أن نتحرك".

مؤسس الأوركسترا ومدير معهد إدوارد سعيد، شدّد على أن الموسيقى كانت وما زالت جزءا أساسيا من الحراك الفلسطيني المقاوم ضد "إسرائيل"، واستخدامها في الحراكات والمظاهرات حول العالم وترديدها من قبل المتظاهرين داخل فلسطين وخارجها، لهو أكبر دليل على حجم تأثيرها في نفوس وقلوب الشارع العربي والغربي كذلك.

أوركسترا تجمع الشتات الفلسطيني

20 عاماً هو عمر أوركسترا "فلسطين للشباب" التي تولى قيادتها عدد من أهم المدربين الدوليين أبرزهم شان إدواردز، وتوم هاموند، ونيكولاس سيمون. أما اليوم فتقود لمار الياس، الفرقة الفلسطينية المقيمة في فرنسا، والتي أكدت أن العازفين والمغنيين القادمين من فلسطين الداخل المحتل والشتات أصروا أن يكون لهم دور "حتى ولو بسيط" في الحراك المقاوم الذي يجري في قطاع غزة.

وقالت الياس في حديثها لـ "الميادين الثقافية" إن أوركسترا فلسطين تمكنت من جمع شتات الفلسطينيين المواجودين في مختلف دول العالم، لتشكل لوحة فنية موسيقية تنقل وجع اللجوء والتهجير والاضطهاد الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني على مر العقود الماضية، "وهذا ما يجعل أعضاء الفرقة قادرين على إيصال رسائلهم التضامنية بكل صدق وعفوية".

وبيّنت الياس أن صعوبة إقامة الحفلات الموسيقية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، نتيجة قيود الحركة والتنقل التي يفرضها الاحتلال على أعضاء الأوركسترا، يدفعهم لإقامة حفلاتهم في الدول العربية والأجنبية، لكون الوصول إليها أقل تعقيداً من دخول فلسطينيي الشتات إلى الأراضي المحتلة وتحديداً إلى القدس.

وأضافت أن ما يميز العازفين والمغنين أن غالبيتهم من فئة الشباب، الذين ما زالوا متمسكين بقضيتهم، ومصممين على توظيف فنهم لتذكير العالم بأنهم أصحاب حق، مشيرة إلى أن العديد من الفنانين المهمين شاركوا في الأداء الغنائي منذ تأسيس الأوركسترا، أشهرهم مارسيل خليفة، وأحمد الخطيب، وألكساندر سليمان، وسليم عبود أشقر، وديما البواب وريم تلحمي وريم بنا.

وقدمت أوركسترا "فلسطين للشباب" منذ تأسيسها عام 2004 عروضها على أهم المسارح العربية والدولية، مثل المدرج الشمالي في جرش والمدرج الروماني وقلعة عمان، وبرلين عام 2007، ومهرجان القدس وقصر رام الله الثقافي ودار الأوبرا السورية في دمشق عام 2008، ومهرجان ربيع الموسيقى في البحرين عام 2009، ومهرجان بيت الدين في لبنان عام 2009، وفي أثينا عام 2009، وفي روما عام 2011، بالإضافة إلى جولة في فرنسا عام 2015 وجولة عروض في بريطانيا عام 2016، وجولة في النروج والدنمارك وألمانيا وهولندا عام 2018.

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تحت صدمة أمنيّة جديدة بعد استهداف الحوثيين «تل أبيب» ماذا ينتظر المنطقة؟ وهل يشهد شهرا آب وايلول تصعيداً عسكرياً على كلّ الجبهات؟ المقاومة تقصف لأول مرّة 3 مُستعمرات جديدة