4 ممثلات يحضرن في أمتع منافسة فنية رياضية: هيام أبو شديد، ندى أبو فرحات، سارة عبدو، وسينثيا كرم. ولكل منهن تميز في بوتقة تبدو مغلقة لكنها بشكل أو بآخر مفتوحة على الأخريات. ومن هذه الزاوية أمتعتنا السيدة هيام بشخصية متينة ذكية عميقة ومتلونة ربما كانت الأهم التي أظهرت طاقتها الفنية بمعزل عن كل التجارب السابقة التي خاضتها.
ندى قيمة في إشعاع موهبتها وكلما قدمت دوراً جديداً ما بين الخشبة والشاشتين حمّلته تفاصيل إضافية نوعية ومستحدثة من عندياتها لذا كانت ممتلئة بمشاعر دسمة. أما سارة عبدو فاجتهدت في إتقان دورها من باب أساسي فهي شاركت في كتابة وإخراج النص.
ويبدو ملعب سينثيا كرم غير خاضع لنظام المسرحية، فهي داخلة قي جلد دورها إلى حدّ أنّ كل جملة تنطق بها قادرة على إلهاب الصالة بالضحك بينما هي ساهمة تحلق في كوكبها. إنها نموذج نادر من الممثلات اللواتي يطلع منهن الإيفيه وكأنه ولد في لحظته من دون تمهيد أو إشارة تدل عليه، لذا كانت فاكهة المسرحية والدينامو الذي يمد باقي الشخصيات بالحياة، وفي أكثر من مشهد "أكلت الجو" وكان الجمهور يترقب ما ستقوله وتفعله متعلقاً بحيوية أسلوبها في تصنيع البسمة والإعجاب.
وهنا نتوقف عند شخصية الرجل الوحيد في المسرحية، الممثل الألمعي جوزيف آصاف، وهو مثل زميلته سينتيا ينتميان إلى مسرح الفنان الدكتور جورج خباز. لقد بدا واضحاً الرغبة في تهميش الحضور المادي للرجل في حياة النساء الأربع، وكان البديل استحضاره من وقت الى آخر لزوم الذاكرة الجمعية والخيال الأنثوي، وعندما تكون ضرورة لوجوده يظهر كالطيف، سريعاً وقليلاً لكنه مميز، وهنا لن نتدخل في وجهة النظر هذه لأنها جزء من تفكير متنوع في أكثر من اتجاه وله أكثر من سبب يبرره.
تكمن أهمية العمل في محورين: تعدد وعمق القضايا الاجتماعية التي تصب في خانة النساء أولاً وأخيراً، وهذا الكاستنغ الرائع لتوزيع الشخصيات بحيث كان المناخ عادلاً وبالقسطاس بين الممثلات مع ظلم لحق الممثل آصاف خصوصاً والرجال عموماً مع تغييب وجود الجنس الذكوري عن مشهدية النساء في المسرحية، لكننا نثمّن الجهد الذي بذله كريم شبلي وسارة عبدو في صياغة السيناريو على مدى عام كامل، بينما حلوى المعمول تحضيرها أسهل بكثير.
يعنينا من المسرحية أنها اجتماعية بامتياز رصدت ما تعانيه 4 نساء في الظروف غير العادية التي يعاني منها لبنان، وجرى تحميلها مواقف وقضايا وتبعات في اتجاهات مختلفة، مما طرحها للنقاش النقدي والجماهيري والفني، وهذا بحد ذاته من عناصر القوة لأي منتج إبداعي.
يتم قراءة الآن
-
حزب الله يُحبط مُخطط تصفيته وعودة ملحميّة للأهالي القرار 1701 بين النسختين: فروقات لغوية ستون يوماً مفصلية: انتخاب رئيس ووقف النار في غزة على طاولة التحديات
-
هذا هو شعبنا العظيم
-
فرحة العودة منقوصة...انها غصّة غياب سيّد الكلام! البخاري للنواب السنّة : لاحتضان المكوّن الشيعي... والرئاسة على نار حامية!
-
لماذا توقف العدوان "الإسرائيلي" في هذا التوقيت ؟ حزب الله اهتز ولم يقع... هل انتهت الحرب "بالتعادل"؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:05
بجرم التحريض على القتل.. محمد علي الحسيني مطلوب رسمياً للدولة اللبنانية والنيابة العامة التمييزية تصدر مذكرة بحث وتحري بحقة
-
22:42
رئيس مجلس مستوطنات الجولان: ما كان ينبغي التصويت على اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان الذي هو اتفاق فاضح وفاشل
-
22:14
الطيران الحربي السوري والروسي يستهدف مواقع عصابات بمحيط بلدة الأتارب غرب حلب
-
21:17
الخارجية الفرنسية: باريس منخرطة بشكل كامل بآلية لمراقبة اتفاق لبنان ويجب انتخاب رئيس جمهورية من دون تأخير
-
20:53
الجيش اللبناني: العدو الإسرائيلي استهدف أراضينا بأسلحة مختلفة ونتابع خروقاته بالتنسيق مع المراجع المختصة
-
غارة عنيفة على حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت