اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

دعم أميركي لوقف للنار ونتنياهو يتحدث عن قرب صفقة تبادل

في اليوم الـ291 من العدوان على غزة، واصل جيش الاحتلال قصفه مناطق متفرقة من القطاع المحاصر، في حين أفادت وزارة الصحة بارتكاب الاحتلال 8 مجازر خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد ضحايا العدوان إلى 39 ألفا و90 شهيدا، و90 ألفا و147 مصابا منذ 7 تشرين الأول الماضي.

وفي حين قالت كتائب القسام إنها استهدفت بقذيفة «الياسين 105» جرافة للاحتلال من نوع «دي 9» قرب مسجد الظلال شرق مدينة خان يونس، أعلنت سرايا القدس أنها قصفت بالاشتراك مع قوات الشهيد عمر القاسم تجمعات لجنود الاحتلال على خط الإمداد في محور نتساريم.

وفي الضفة الغربية، صعّد الاحتلال حملته واغتال 3 من قادة المقاومة في طولكرم ودفع بتعزيزات من محاور عدة باتجاه مخيم المدينة، وسط اشتباكات وتفجير عبوات ناسفة في الآليات العسكرية.

وعلى الصعيد السياسي، أفادت مصادر إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وضع عقبات جديدة أمام إنجاز صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لصحيفة وول ستريت جورنال إن «إسرائيل لن توافق أبدا على وقف الحرب دون تحرير كل المختطفين».

وفيما ذكر موقع بوليتيكو الأميركي نقلا عن مصدر مقرب من مكتب كامالا هاريس قوله إن هاريس تعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تكون أكثر صرامة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن  بمواصلة العمل على إنهاء الحرب على غزة، وأفاد مسؤول رفيع بأنه سيلتقي في البيت الأبيض الخميس المقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وشدد على أنه سيواصل العمل على إنهاء الحرب في غزة خلال الأشهر الأخيرة من ولايته، وذلك بعد تراجعه عن السعي لولاية ثانية.

وقال «سأعمل بشكل وثيق جدا مع الإسرائيليين والفلسطينيين لمحاولة التوصل إلى طريقة لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق السلام في الشرق الأوسط وإعادة كل الرهائن إلى وطنهم».

 في السياق ذاته، قال مسؤول أميركي إن من المتوقع أن يجتمع الرئيس بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس في البيت الأبيض.

ومن المقرر أن يلقي نتنياهو كلمة على جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي الأربعاء.

الى ذلك، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  إن رئيس الوزراء الذي يقوم بزيارة إلى واشنطن أبلغ عائلات الأسرى في غزة بأنه قد يتم التوصل قريبا إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح أقاربهم، وذلك رغم احتدام القتال في القطاع. وذكر نتنياهو -خلال لقاء مع ممثلي عائلات الأسرى الذين رافقوه إلى واشنطن- أن شروط إعادة جميع المحتجزين من غزة «بدأت تنضج»، مشيرا إلى أن «إسرائيل» تسعى لإعادتهم لأنه هدف من أهداف الحرب. وذكر مسؤول أميركي أن الرئيس جو بايدن سيلتقي في البيت الأبيض خلال أيام مع عائلات الأسرى الأميركيين المحتجزين في غزة. وأضاف المسؤول أن هذا سيكون الاجتماع الثاني من نوعه للرئيس منذ احتجاز الأسرى بعد الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) على «إسرائيل» في السابع من تشرين الأول الماضي.

تحقيق السلام

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الرئيس بايدن يركز في ما تبقى من فترة رئاسته على تحقيق السلام في الشرق الأوسط ووقف إطلاق النار في غزة. وأعلن بايدن في وقت سابق أنه سيسعى لإنهاء الحرب في غزة وإحلال السلام في الشرق الأوسط، وأنه سيعمل بشكل وثيق مع الإسرائيليين والفلسطينيين في سبيل تحقيق ذلك. ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي أنه من المتوقع أن يلتقي بايدن مع نتنياهو الخميس المقبل في البيت الأبيض. وأضاف أنه سيشكر بايدن على خدماته لـ «إسرائيل»، وسيبحث معه إطلاق سراح الأسرى، إلى جانب حسم الحرب والانتصار على حماس وصد الإرهاب وعدوانية إيران بالمنطقة، وفق تعبيره.

هاريس ونتنياهو

من ناحية أخرى، قال مساعد لكامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الأوفر حظا لنيل ترشيح الديموقراطيين لانتخابات الرئاسة، إنها ستجتمع نهاية هذا الأسبوع بنتنياهو.

وأكد لموقع أكسيوس أن هاريس وخلال مسيرتها كان لديها التزام لا يتزعزع بأمن «إسرائيل»، وهذا الأمر ما زال موجودا اليوم، وأن اجتماعها بنتنياهو تأكيد على متابعتها المستمرة للصراع في غزة. وأضاف أن هاريس ستؤكد خلال الاجتماع على التزامها بضمان قدرة «إسرائيل» على الدفاع عن نفسها من تهديدات إيران والمليشيات التي تدعمها بما فيها حزب الله وحركة حماس. كما ستنقل -وفق ذات المصدر- وجهة نظرها بأن الوقت حان لإنهاء الحرب بطريقة تكون فيها «إسرائيل» آمنة، ويتم إطلاق سراح الأسرى وإنهاء معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة.

مظاهرة

تأتي هذه التصريحات فيما تجمع عشرات المتظاهرين اليوم في محيط إقامة نتنياهو في العاصمة الأميركية للمطالبة بوقف فوري للحرب على غزة. ونصبت الشرطة طوقا أمنيا مشددا قرب مقر الإقامة، كما عززت شرطة الكونغرس إجراءاتها الأمنية بمناسبة الزيارة.

يشار إلى أن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وفق مقترح طرحه بايدن في أيار الماضي، وتتوسط فيه مصر وقطر، اكتسبت زخما خلال الشهر الماضي.

ومن المقرر أن يستأنف فريق تفاوض إسرائيلي الخميس المقبل محادثات تهدف لتحرير الأسرى مقابل الإفراج عن فلسطينيين معتقلين لدى «إسرائيل».

وذكر مصدران أمنيان مصريان أن إسرائيل أبلغت مصر بأن وفدا إسرائيليا سيصل إلى القاهرة الأربعاء وأن الوفد قادم بردود إيجابية بهدف إحراز تقدم نحو التوصل الى اتفاق.

مصالحة الصين

في غضون ذلك، اتفقت عدة فصائل فلسطينية على إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية بتوقيعها على إعلان بكين في العاصمة الصينية، مع تبني «حكومة مصالحة وطنية مؤقتة» لإدارة غزة بعد الحرب.

وأفاد التلفزيون الصيني المركزي بأن التوقيع على الإعلان تم خلال الحفل الختامي لحوار المصالحة بين الفصائل، الذي استضافته بكين.

وأشارت شبكة التلفزيون الصيني العالمية «سي جي تي إن» في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن ممثلين عن 14 فصيلا فلسطينيا، من بينهم قادة من حركتي التحرير الوطني ( فتح ) والمقاومة الإسلامية (حماس) ، شاركوا في اللقاء في حضور وزير الخارجية الصيني وانغ يي.

واتفقت الفصائل في الاجتماع على «حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وإنهائه وفق القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة».

كما تم الاتفاق على «أن يتم تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة بتوافق الفصائل الفلسطينية وبقرار من الرئيس بناء على القانون الأساسي الفلسطيني، على أن تبدأ بتوحيد المؤسسات الفلسطينية كافة في أراضي الدولة الفلسطينية، والمباشرة في إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لإجراء انتخابات عامة بإشراف لجنة الانتخابات المركزية بأسرع وقت وفقا لقانون الانتخابات المعتمد». وجاء في الاتفاق ضرورة التركيز على «توحيد الجهود الوطنية لمواجهة العدوان الصهيوني ووقف حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها دولة الاحتلال وقطعان المستوطنين بدعم ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية، ومقاومة محاولات تهجير شعبنا من أرض وطنه فلسطين، ولإجبار الكيان الصهيوني على إنهاء احتلاله لقطاع غزة وسائر الأراضي المحتلة، والتمسك بوحدة الأراضي الفلسطينية بما يشمل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة».

يذكر أن ممثلين عن فتح وحماس قد التقوا في بكين في نيسان الماضي لبحث جهود المصالحة وإنهاء نحو 17 عاما من الخلافات، لكن اللقاء انتهى دون صدور بيان مشترك.

تشكيل حكومة مصالحة

من جهته، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن 14 فصيلا فلسطينيا توصلوا إلى اتفاق لتشكيل «حكومة مصالحة وطنية مؤقتة» لإدارة قطاع غزة بعد الحرب.

وأوضح وانغ، خلال توقيع «إعلان بكين» في العاصمة الصينية، أن النقطة الأهم في الاتفاق هي تشكيل هذه الحكومة. كما أشار إلى أن «المصالحة هي شأن داخلي للفصائل الفلسطينية، لكنها في الوقت نفسه لا يمكن تحقيقها من دون دعم المجتمع الدولي». وأعرب الوزير الصيني عن حرص الصين على القيام بدور بناء في «الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».

ردود أفعال

في السياق ذاته، قال مسؤول دائرة العلاقات العربية والدولية في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إحسان عطايا إن ما ورد في البيان الختامي للحوار الفلسطيني في الصين الذي تم تسريبه إلى الإعلام «غير دقيق». وأوضح أن حركة الجهاد الإسلامي رفضت أية صيغة تتضمن الاعتراف بـ «إسرائيل» صراحة أو ضمنا، كما أنها لم توافق على إدراج صيغة تنص على القرارات الدولية التي تؤدي إلى الاعتراف بشرعية كيان الاحتلال الغاصب.

وطالبت حركة الجهاد بسحب اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بـ «إسرائيل»، كما طالبت «بتشكيل لجنة طوارئ أو حكومة طوارئ لإدارة المعركة في مواجهة الإبادة الجماعية ومخططات التصفية للقضية الفلسطينية»، حسب تصريح عطايا.

وقال القيادي في حماس موسى أبو مرزوق إن أول نقطة تم الاتفاق عليها في بكين هي توحيد الجهود لمواجهة العدوان الإسرائيلي ووقف حرب غزة والتمسك بوحدة الأراضي الفلسطينية. وأكد الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني تعمل على وحدة الضفة الغربية والقدس وغزة والمباشرة بإعادة الإعمار والتمهيد لإجراء انتخابات عامة.

من جهته، أفاد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيبدأ مشاورات مع كافة الفصائل لتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة وفقا لإعلان بكين.

وفي «إسرائيل»، أبدى وزير الخارجية يسرائيل كاتس رفض تل أبيب للاتفاق الفلسطيني، قائلا إنه «لن يحدث»، كما انتقد انخراط الرئيس الفلسطيني فيه. وقال -في منشور على منصة إكس- إن حماس وفتح «اتفقتا في الصين على السيطرة المشتركة على غزة بعد الحرب، لكن في الواقع، هذا لن يحدث».

ميدانيا تواصل المقاومة الفلسطينية خوضها الاشتباكات الضارية وتنفيذها العمليات النوعية ضد «جيش» الاحتلال، لليوم 291 من ملحمة «طوفان الأقصى»رداً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأكدت المعلومات أنّ المقاومة تخوض اشتباكات ضارية في المحاور الغربية من رفح، جنوبي القطاع، وتحديداً في حي تل السلطان.

وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، استهدافها جرافة إسرائيلية من نوع «D9» بقذيفة «الياسين 105»، قرب مسجد الظلال شرقي مدينة خان يونس، جنوبي القطاع.

بدورها، عرضت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مشاهد توثق تجهيز وإطلاق رشقات صاروخية على «حوليت» و «ياتيد» و «صوفا» و «أفيشالوم» ومستوطنات «غلاف غزة». ولفتت السرايا إلى أنّ الرشقات الصاروخية أطلقت من عمق مناطق التواجد الإسرائيلي في مدينة رفح.

وضمن عملية مشتركة مع كتائب المقاومة الوطنية - قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، استهدفت سرايا القدس تجمعات قوات الاحتلال على خط الإمداد في محور «نتساريم»، في مدينة غزة، بوابل من قذائف «الهاون» من العيار الثقيل. وفي عملية منفصلة، استهدفت قوات الشهيد عمر القاسم الاحتلال في حي تل السلطان غربي رفح، بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل.

من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى دكّها تحشدات الاحتلال المتموضعة في محور «نتساريم» بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل.

وبالتزامن مع عمليات المقاومة، أقرّت وسائل إعلام إسرائيلية بوصول مروحية عسكرية إلى مستشفى «شيبا تل هشومر» في «تل أبيب».

وتحدثت عن دوي صفارات الإنذار في «نير عوز» و «نيريم» و «العين الثالثة» في «غلاف غزّة».