اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تجول "مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان" ("أميريكان تاسك فور ليبانون") برئاسة إدوار غابرييل وعضوية نائب الرئيس نجاد عصام فارس، على رؤساء الأحزاب السياسية والكتل النيابية في لبنان. وقد التقت حتى الساعة رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي والرئيس السابق للحزب "التقدّمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، ورئيس حزب "القوّات اللبنانية" سمير جعجع (على أن تزور مسؤولين آخرين خلال الأيام المقبلة). وناقشت معهم الأوضاع العامّة في لبنان والمنطقة، لا سيما مواضيع الرئاسة والحرب الدائرة في غزّة وفي الجنوب وانعكاساتها السلبية على لبنان. وصحيح بأنّ هذه المحادثات قد لا تؤثّر لا سلباً ولا إيجاباً على مسار الملفات الداخلية ولا على السياسات الخارجية منها، إلّا أنّها تنقل وجهة النظر الأميركية للبنانيين وتضطلع على موقفهم منها.

ونقلت مصادر مطّلعة على محادثات هذه المجموعة بأنّها تناولت المواضيع على الساحتين الإقليمية واللبنانية. ونصحت المسؤولين اللبنانيين بضرورة التوافق في ما بينهم، لكي لا يجري عزل أو إستبعاد لبنان عن التسوية الإقليمية والدولية المقبلة. فهي تخشى من تأخّر لبنان عن مواكبة التطوّرات الآتية على منطقة الشرق الأوسط، لا سيما مع بعد إنهاء الحرب في غزّة، التي تنعكس سلباً على لبنان في المرحلة الراهنة، خصوصا على المنطقة الجنوبية منه أكثر من سائر المناطق.

وجرى الحديث عن أهمية عدم تصعيد الحرب عند الجبهة الجنوبية، على ما أضافت المصادر، لما لذلك من انعكاسات على الوضع اللبناني ككلّ الذي يُعاني من تحديات عدّة، كما على سائر دول المنطقة. فوقف إطلاق النار يؤدّي الى تهدئة الأوضاع، والى إمكانية التفكير الجدّي بالحلول للأزمات القائمة. وألمحت المجموعة الى أنّه ليس من مؤشّرات عن قرب انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان حاليّاً، رغم أنّ "اللجنة الخماسية" تسعى الى تسهيل إجراء الإنتخابات وإنهاء التعطيل، لكي لا يبقى لبنان يُعاني من أزمة رئاسية. فعدم وجود رئيس للبلاد من شأنه استبعاد لبنان عن طاولة المفاوضات الإقليمية المقبلة، وعن التسوية التي ستحصل في منطقة الشرق الأوسط، وهو أمر لا يصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين. ولكن حتى الآن، لم تتمكّن أي من المبادرات الداخلية والخارجية من تحريك هذا الملف.

وفي ما يتعلّق بالحصار الأميركي المفروض على لبنان، فتجد المصادر نفسها، بأنّه سيُفكّ تدريجاً فور بدء التفاوض غير المباشر على إعادة الأمن والإستقرار الى الحدود، والإتفاق على ترسيم الحدود البريّة، الأمر الذي يضمن عدم تعدّي أي طرف على الطرف الآخر عند الحدود، وبالتالي استكمال عمليات التنقيب والإستخراج عن النفط والغاز في البلوكات البحرية اللبنانية، وإعادة إعمار القرى والبلدات الجنوبية.

غير أنّ "عزل لبنان" عمّا يجري في المنطقة، على ما تبلّغت "مجموعة العمل من أجل لبنان" من أحد المسؤولين، فهو أمر مستحيل سيما وأنّه يقوم بخطوة إستباقية لكي لا يجري الإعتداء عليه في وقت لاحق. كما أنّ مستقبله متعلّق بالتطوّرات التي ستطرأ على دول المنطقة، الأمر الذي يجعل من غير الممكن "عزله" عن محيطه، وإن كانت بعض دول الخارج تُطالب بحصول مثل هذا الأمر. ولكنّه في الوقت نفسه، لا يريد الحرب الموسّعة على لبنان وهو يرفضها، رغم مواصلة التهديدات "الإسرائيلية" له.

ولهذا، فإنّ لبنان على ما أشارت المصادر عينها، مع التطبيق الكامل للقرار 1701 فور وقف الحرب في غزّة وعند الجبهة الجنوبية، وحزب الله، لا ينوي استكمال المواجهات العسكرية جنوباً، في حال جرى التوافق على إنهاء الحرب في القطاع، لكن "إسرائيل" لا تزال حتى الساعة تتحدّث عن استكمال المعارك مع لبنان، في محاولة لفصل الجبهة الجنوبية عن الحرب الدائرة في قطاع غزّة. وقد دعا وزير التربية "الإسرائيلي" يوآف كيش رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "الى التحرّك الآن وبقوّة ضدّ دولة لبنان"، مشيراً الى أنّه "لا مفرّ من قرار شنّ حرب واسعة النطاق على لبنان من أجل استعادة السلام والإستقرار لسكّان الشمال". في الوقت الذي طمأن فيه نتنياهو من واشنطن عائلات الأسرى الذي يُطالبون بالإفراج عن ذويهم المحتجزين لدى حماس، بأنّ ثمّة اتفاقا قريبا معها.. الأمر الذي يوحي بإمكانية وقف التصعيد جنوباً بعد حصول هذا الإتفاق، وصولاً الى وقف المعارك الدائرة عند الجبهة الجنوبية، بدلاً من التصعيد وتوسيع الحرب.

وبرأي المصادر أنّ لـ "مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان" مواقف مغايرة، سيما وأنّها تؤيّد المواقف الأميركية تجاه لبنان، وتسعى في الوقت نفسه الى نقل المواقف اللبنانية، إلّا أنّها تجد بأنّها متناقضة، لهذا تنصح بضرورة التوافق بين الأحزاب والكتل لكي يكون للبنان مقعداً، ودوراً على طاولة المفاوضات في أي تسوية مقبلة.

الأكثر قراءة

الضفة الغربيّة... إن انفجرت