اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بضع ساعات فقط  ما بين الاعتداء " الاسرائيلي" على الضاحية الجنوبية لبيروت والعاصمة الايرانية طهران، رسمت معالم حرب على الابواب بعد تنفيذ "اسرائيل" عمليتي اغتيال للقيادي العسكري في حزب الله فؤاد شكر، ولرئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنيّة في طهران، الامر الذي أعاد وحدة الساحات من جديد للبحث في كيفية الرد، والذي سيكون مناسباً وفق اوساط المعنيين بهذا الرد.

لا شك انّ هاتين العمليتين المتعاقبتين، طرحت الهواجس والمخاوف من المنتظر والمرتقب خلال الايام القليلة المقبلة، والسؤال الطبيعي المطروح :" حرب كبرى او لا حرب؟  هل  سيبقى الوضع ضمن الهواجس من حرب لا احد يعرف عقباها ، الى حين إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ أم أن الأمور تتجه الى ضبط الامور بين واشنطن وطهران؟ وهل من اتصالات أميركية – إيرانية للجم كل ما سيجري.

في هذا الاطار، يشير العميد المتقاعد جوني خلف في حديث لـ" الديار" الى “انّ  المعركة الاساسية باتت اليوم في لبنان، وقد تغيرت قواعد الاشتباك بعد ضرب عمق العاصمة بيروت، ضمن خطة المواجهة المفتوحة على محاور الساحات وأذرع ايران في منطقة الشرق الأوسط، عبر توجيه ضربة لمحور الممانعة والمقاومة"، ورأى "ان الثأر لن يخرج عن اطار الرد والرد المباشر"، وذكّر بتصريح بنيامين نتنياهو بعد ضرب الضاحية الجنوبية، بحيث أوضح فيه  أنه "هجوم وانتهى"، بعدما تم حصر هذه الضربة بالإطار العسكري، ما يعني إستبعاد الحرب الشاملة، معتبراً ان "اسرائيل تهدف الى قلب موازين القوى، من خلال بنك الأهداف وسلسلة من الاغتيالات بدعم دولي".

ولفت الى انّ بنك الاهداف لن ينتهي، و"الاسرائيلي" لا يهمه ان يدخل برّياً او يحتل المناطق، بل اكثر ما يهمه هو تنفيذ الاغتيالات التي نجح فيها نتيجة خرق بشري في البيئة،  معتبراً انّ الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله سيرفع السقف عالياً جداً، "لكن بالتأكيد لن  يشير الى التوقيت او الهدف المرتقب، وسيرفع المعنويات الى اقصى الدرجات، مع الاشارة الى انّ رد حزب الله سيكون مدروساً وقاسياً".

وتحدث عن التهدئة التي دعت اليها الدول العظمى كالولايات المتحدة  وروسيا والصين والدول الاوروبية، ورأى "انّ  الحرب الكبرى مستبعدة، لان  المناخ الدولي غير مهيأ  لها، وهي لا تنتج عادة عن إغتيال اشخاص، وهم إستشهاديون وبالمفهوم الجهادي لهم دور ديني"، مذكّراً بعمليات الاغتيال التي طالت قائد الحرس الثوري الايراني في العراق، والقياديين في حزب الله عماد مغنية وصالح العاروري، الذي اغتيل قبل حوالي السبعة اشهر في منطقة الضاحية الجنوبية، "وقد حصلت عمليات رد مناسبة ثأراً لهم، لكنها لم تؤد الى الحرب الكبرى، كما ان عملية اغتيال الرجل الاول في حماس اسماعيل هنيّة لم تتبناها "اسرائيل" لغاية اليوم، والتحقيقات لم تتوصل بعد  لمعرفة ما اذا كان الصاروخ موجهاً من البحر او الجو"، مشيراً الى "انّ الطرف الايراني سيكون حذراً في الرد، اذ سيلجأ الى حزب الله او حماس او الحوثيين  او الحشد الشعبي وبطريقة غير مباشرة،  لان ايران كجمهورية لها محاذيرها الدولية، وقد تلجأ الى ضرب الاميركيين في العراق من خلال الحوثيين، اي سيكون الرد ضمن إطار الضبط ولن تتسع رقعته، خصوصاً انّ الرئيس الايراني الجديد إستلم مقاليد الحكم قبل ايام قليلة".

وختم العميد خلف بالاشارة الى "وجود رائحة تسوية في المنطقة، وقد يكون سبب اغتيالات الرؤوس الكبرى قبل ايام هو الوصول الى تلك التسوية،  لانّ القياديين الكبار  يشكلون عقبة  امام حصولها، لذا سيأتون بمسؤولين جدد  اقل حدّة" ، ورأى "انّ التسوية المرتقبة ستكون شاملة، من ضمنها البرنامج النووي الايراني، ومن الوارد  ايضاً حل الدولتين، اي هنالك شيء يُرسم في المنطقة مع تغيرات".

 

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين