اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

باتت بنغلاديش في قبضة الجيش النافذ في البلاد، في حين دعا الطلبة الذين نظموا الاحتجاجات إلى تولي محمد يونس -مؤسس بنك الفقراء والحائز على جائزة نوبل- الحكومةَ المؤقتة، غداة فرار الشيخة حسينة إلى الهند، وسط اضطرابات لم تنتهِ بعد؛ رغم الفرحة العارمة التي تعم البلاد بعد الإطاحة بها.

واستبقت قيادات الطلبة اجتماعا مرتقبا مع قائد الجيش في وقت لاحق بالإعلان عن عزمهم الضغط من أجل تولي محمد يونس (84 عاما) رئاسة الحكومة المؤقتة.

وأفادت المنظمة، في منشور بالفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، بأن قادة الاحتجاج الطلابي "تحدثوا بالفعل مع يونس، الذي وافق على تولي المسؤولية بالنظر إلى الوضع الحالي في البلاد".

كما ذكرت قيادات الطلبة أنهم سيعلنون عن المزيد من الأسماء للحكومة، "وسيكون من الصعب "على القيادة الحالية تجاهل خياراتهم.

ويونس موجود حاليا في أوروبا وأفاد مساعد مقرب منه في وقت متأخر أمس بأنه لم يحصل حتى اللحظة على أي عرض من الجيش لقيادة الحكومة المؤقتة.

وواجه يونس، الذي وصف استقالة حسينة بأنها "يوم التحرير الثاني" للبلاد، عددا من اتهامات الفساد وتم تقديمه للمحاكمة أثناء حكم رئيسة الوزراء السابقة التي اتهمته بـ"مص دماء" الفقراء.

وعود وتعهدات

وامس أعلن مكتب رئيس بنغلاديش محمد شهاب الدين في بيان له أنه تم حل البرلمان، وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من تحديد قادة الطلاب المحتجين موعدا نهائيا لحل البرلمان مع إطلاق تحذير بتنفيذ "خطة صارمة" فيحال لم يتم الوفاء بهذا الموعد.

وكان قائد الجيش الجنرال وقر الزمان قد سبق وأعلن في بث على التلفزيون الرسمي استقالة الشيخة حسينة من منصبها كرئيسة للوزراء مؤكدا أن الجيش سيشكّل حكومة تصريف أعمال مؤقتة قريبا.

وأكد أنه سيتم رفع حظر التجول وسط توقعات بأن يقود الجيش حكومة مؤقتة. وقال بعد وقت قصير من اقتحام الحشود مقر إقامة حسينة ونهبه إن "البلد عانى كثيرا وتضرر الاقتصاد وقتل عدد كبير من الناس، وحان الوقت لوقف العنف".

واجتمع الرئيس وقائد الجيش أيضا، إلى جانب قادة للمعارضة، وأعلن الرئيس شهاب الدين، بعد الاجتماع أنه سيتم "حل البرلمان وتشكيل حكومة وطنية في أقرب وقت ممكن"، مما يؤدي إلى انتخابات جديدة.وأعلن فريق العلاقات العامة الخاص بالرئيس بأنه تم "اتخاذ قرار بتشكيل حكومة مؤقتة فورا"، لكن لم يتضح بعد إن كان سيرأسها قائد الجيش الذي أعلن إغلاق مطار دكا الدولي من دون توضيح الأسباب.

الهدوء والفوضى

وبدت شوارع العاصمة دكا هادئة نسبيا، مع عدم وجود تقارير عن أعمال عنف جديدة. وتم رفع حظر التجول، واستعادة الاتصالات إلى حد كبير، وتم إطلاق سراح العشرات من المتظاهرين الذين اعتقلوا خلال أسابيع من الاحتجاجات.

ولا يزال المتظاهرون المبتهجون يتزاحمون على مقر إقامة الزعيمة المخلوعة بعدما قُتل 109 أشخاص على الأقلّ خلال اضطرابات شهدتها البلاد أمس حسبما أفادت الشرطة وأطباء.

واقتحم متظاهرون البرلمان  وأحرقوا محطات تلفزيونية بينما حطم عدد منهم تماثيل لوالد حسينة، الشيخ مجيب الرحمن الملقب بـ"بطل الاستقلال".وأضرم آخرون النار في متحف مخصص للزعيم السابق، فالتهمت ألسنة اللهب الصور، في مشهد لم يكن من الممكن تخيله قبل ساعات فقط، عندما كانت حسينة تحظى بدعم القوات الأمنية لحكمها الاستبدادي.

وحسب شهود عيان تعرضت مكاتب رابطة عوامي، حزب حسينة، إلى الحرق والنهب في أنحاء البلاد، كما اقتحمت حشود المبتهجين المقار الفخمة التابعة للرئاسة بدون معارضة، ونهبت الأثاث وأجهزة التلفاز.

في غضون ذلك حث حزب المعارضة الرئيسي في بنغلاديش (حزب القوميين في بنغلاديش) الناسَ  على ممارسة ضبط النفس، واصفا المرحلة بأنها "لحظة انتقالية في مسارنا الديمقراطي".

في غضون ذلك بدا مصير حسينة غير واضح أيضا بعد أن هبطت حسينة في مطار عسكري بالقرب من نيودلهي أمس عقب مغادرتها دكا، والتقت مستشارَ الأمن القومي الهندي أجيت دوفال، حسبما ذكرت صحيفة "إنديان إكسبريس" التي قالت إن حسينة "نُقلت إلى منزل آمن ومن المرجح أن تسافر إلى المملكة المتحدة".

الأكثر قراءة

أن ينطق نتنياهو بوقف النار