لم تكتمل فرحة المهللين للبيان الثلاثي، الذي رأَوا فيه طوق الخلاص بعد عشرة اشهر من الحرب الضارية، حتى طارت "سكرتهم واجت فكرتهم" مع اعلان حماس عدم حماستها واقتناعها بما هو معروض، متهمة مصر بالانحياز الى "اسرائيل"، "مطيرة" المسعى الدولي-العربي من اساسه، وهو ما كان متوقعا، وفقا للعارفين بشخصية رئيس المكتب السياسي الجديد لحماس يحيى السنوار، الذي "لا يحاور، ولا يكلف من ينوب عنه".
فوفقا لمصادر مطلعة ، لم يات هذا القرار من فراغ بل هو نتيجة طبيعية لتعيين السنوار على راس حماس، بما اعطاه من اشارات على التوجه العام نحو "عسكرة" هذه المنظمات، وان كان ثمة من يعتقد ان اختياره جاء "بتوصية" ايرانية، كجزء من سلسلة الردود على اغتيال اسماعيل هنية، ما يعني عمليا استلام الصقور لهذه المنظمات، وسقوط الفوارق التي قامت بين اجنحة سياسية واجنحة سياسية، استخدمها الغرب لابقاء الخطوط المفتوحة رغم ادراج تلك المنظمات على لوائح الارهاب.
وتتابع المصادر، في هذا الاطار يمكن الجزم ان الامور ذاهبة نحو مزيد من التازيم وربما الى اتساع رقعة المواجهة لتشمل الضفة الغربية، وهي فترة تتطلب مكتبا سياسيا متشددا، وقد تكون اولى بوادر استلامه القيادة السياسية، اعلان حماس "المنمق" لرفضها حوار الخميس والبيان الثلاثي الاميركي-المصري-القطري، مع ما يعنيه من اتجاه نحو التصعيد.
اما الخطوة الثانية، وفقا للمصادر، فهي الاشتباك مع السلطة الوطنية، اي فتح ومنظمة التحرير، سواء في الداخل او الخارج، وهنا الحديث الاهم عن مخيمات لبنان، مع حاجة حماس الى الامساك بها في الفترة المقبلة، لتدعيم موقفها في الداخل سواء في غزة او الضفة، بعدما تحول لبنان الى قاعدة اسناد ودعم، خصوصا لتسليح الضفة، حيث يمر السلاح من العراق الى لبنان فالاردن فالضفة الغربية.
واذ اعتبرت المصادر ان التغيير الذي سيطرأ راهنا هو في الشكل، حيث بات السنوار وما يمثل اكثر ظهورا في الشاشة، الا انه عمليا كان الممسك الفعلي بكل القرارات السياسية والعسكرية منذ اندلاع حرب طوفان الاقصى، حتى ان احد الديبلوماسيين المصريين وصفه خلال احدى جلسات التفاوض بانه الرئيس الفعلي للحركة وصاحب الحل والربط، حيث انه في كثير من المرات ابدت القيادة الممثلة باسماعيل هنية بعض المرونة، الا ان السنوار كان يرفض التساهل، او التعامل بديبلوماسية مع ما يطرح.
وتكشف المصادر، عن ان ثمة همسا في كواليس الحركة عن رغبة واتصالات لنقل قيادتها من قطر الى العراق، حيث يكون لايران حركة اكبر في التعاون والتنسيق مع قياداتها، خصوصا ان الحركة بحاجة الى اعادة ترميم وتاهيل، بعد هذه الشهور من الحرب، ووسط تراجع شعبيتها الى حدود العشرين في المئة داخل قطاع وغزة، وهو امر طبيعي في ظل الحرب القائمة وخسائرها.
وختمت المصادر، بان الخوف الجدي هو في انعكاسات هذا الاحتضان الايراني لرمز المقاومة السنية، مذكرة بما حصل مع اسماعيل هنية يوم تحدث منذ حوالى ثلاثة اشهر في مؤتمر للمقاومة من طهران، ما اثار حفيظة بيئته السنية التي قامت بحملة ضده على وسائل التواصل الاجتماعي، اما النقطة الثانية الاهم، فهي في المواقف المستجدة للجماعة الاسلامية في لبنان، التي بدا قياداتها يميزون بين الاتفاق مع حزب الله في ما خص مواجهة "اسرائيل"، وبين الاصطفاف الداخلي للجماعة الذي ما زال يعارض توجهات وسياسات حارة حريك، طبعا دون اسقاط دور التاثير التركي على كل من حماس والجماعة، واعادة تموضعهما مستقبلا.
يتم قراءة الآن
-
كيف أبعد تيمور و"المملكة" جنبلاط الأب عن بري وميقاتي!
-
«الثنائي» يعتبر تكليف سلام دون الميثاقيّة الشيعيّة محاولات لتصحيح الخلل بالتأليف لمنع عرقلة انطلاقة العهد الحزب يتحدث عن «كمين»... وبري: لن نستسلم للأمر الواقع
-
مَن عليه أن يخاف من الثنائي عون ــ سلام !
-
عون: انكسار اي طرف انكسار للبنان وسلام: لا اقصاء الثنائي الشيعي يوازن بين المواقف: مشاركة مرهونة بالتوافق الوطني بيطار يُحيي ملف المرفأ وتحذيرات من «دعسة ناقصة» في توقيت حساس
الأكثر قراءة
-
عون: انكسار اي طرف انكسار للبنان وسلام: لا اقصاء الثنائي الشيعي يوازن بين المواقف: مشاركة مرهونة بالتوافق الوطني بيطار يُحيي ملف المرفأ وتحذيرات من «دعسة ناقصة» في توقيت حساس
-
كرة النار أمام القصر وأمام السراي
-
مَن جاء بنواف سلام وأطاح بميقاتي... وما هي حكاية سيناريو الليل والفجر ؟ كيف انقلب الملتزمون على وعودهم؟ وما هي اجواء الإشارات الخارجيّة ؟
عاجل 24/7
-
11:10
كتلة تحالف التغيير بعد لقاء نواف سلام ضمن الاستشارات النيابية: تمنينا ان تكون الحكومة بأصغر حجم ممكن وفصل النيابة عن الوزارة مع مشاركة النساء ووجوه جديدة من دون محاصصة حزبية
-
10:38
البطريرك الراعي من القصر الجمهوري: هنأنا الرئيس جوزاف عون على الثقة وعلى خطاب القسم وشرف لنا وتمنينا له التوفيق والنجاح في كل الامور
-
10:31
بدأ الرئيس المكلف نواف سلام استشاراته النيابية غير الملزمة لتشكيل الحكومة، وأوّل الحاضرين نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، ولم يحضر رَئيس مجلس النواب نبيه بري علما ان موعده كان الاول في الاستشارات.
-
10:28
لرئيس المُكلّف نواف سلام يلتقي في هذه الأثناء نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب
-
10:27
الجيش اللبناني: "بتاريخ 15/1/2025، ما بين الساعة 10.00 والساعة 17.00، ستقوم وحدات من الجيش بتفجير ذخائر غير منفجرة في منطقة الكنيسة – وادي خالد وحقل اليابسة - راشيا".
-
10:19
بدء الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب