اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


في أسرع من وجع النفس، سكت الصوت العالي، وسكن العصب الثائر، وهدأ الذهن المتوقد، ووقف القلب الكبير. واصبح المحامي المرحوم نصري فضول نعياً، ووجعاً يتمدد في وجع ويزيد عليه.

هكذا، وفي لحظة صمت الروض الغرد، وسكنت الدنيا اللاعبة وقبح الوجود الجميل. وصدق الرحابنة عندما قالوا:

أتاري الاحبة عاغفلة بيروحوا وما بيعطوا خبر. وكان قولهم  كجواب لنصري شمس الدين عندما صدح صوته في مسرحية بترا: مبارح انا ودعتهم كانوا شباب...

ويسأل: كيف بدقيقة الناس بيخلصوا؟

نعم. نخسرهم يوماً بعد يوم ونحزن على فراقهم. وكما كتب لي الاعلامي اللامع والرصين جورج غانم: كل يوم تودع رفيقاً او عزيزاً او زميلاً. مثل الواقف حاجباً على باب الحزن. حزنك طويل كشحبر الحور على ما قاله الماغوط.

المحامي الزميل نصري فضول، ابن بلدة الشاوية في المتن الشمالي، كان محامياً ممارساً، وخصوصاً في ميدان الشركات. يمارس المهنة ملتزماً برسالتها وبقيمها السامية، وبمناقبية عالية. كما كان نقابياً اميناً وانتخب عضواً في مجلس نقابة المحامين في بيروت وأميناً للمال.

آمن بمبادىء ضمير لبنان العميد المرحوم ريمون اده، وانتسب الى حزب الكتلة الوطنية، وبقي اميناً على مبادئه لم يتبدل ولم يتغير.

اليوم ينطوي تاريخ عريق من العطاء والمناقبية والشجاعة. ويغادرنا الحبيب نصري بالجسد. فالبحارة الكبار لا يموتون. إنهم فقط لا يرجعون.

ويبقى الامل بمن سوف تكمل مسيرته الزميلة العزيزة نور التي تشبعث من علمه ومبادئه واخلاقه.

رحمه الله.

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين