اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

كأن لم يكفِ مدينة طرابلس كل اشكال الاهمال والحرمان المزمنين، وتلكوء الطبقة السياسية والادارات الرسمية عن حلول جدية لازمات العاصمة الاقتصادية طرابلس، من فوضى وفلتان وكهرباء وماء وطبابة واستشفاء، الى طرقات رديئة محفرة ..

والمعاناة الابرز هو غياب النواب عن هموم المدينة وهواجسهم، دون ان نغفل محاولات البعض منهم، لكن دون نتائج جدية تذكر.

طرابلس اليوم محاصرة .. وهو الحصار الاخطر لانه يطال البشر قبل الحجر. مَن يزر المدينة ويتجول في شوارعها، بدءا من مداخلها الجنوبية والشمالية والشرقية، لا بد سيشاهد اخطر المناظر المؤذية للصحة العامة والبيئة: اكوام نفايات متراكمة على جوانب المداخل والشوارع، تفوح منها الروائح النتنة والعفونة والاوبئة الملوثة لاجواء المدينة، ويضاف اليها مشاهد الكلاب الشاردة العابثة باكوام النفايات.

هذه  الظاهرة لم تشهدها المدينة منذ اكثر من ستين عاما، مما دفع بنواب طرابلس الى عقد اجتماع طاريء لمناقشة هذه الظاهرة الخطيرة ووضع الحلول لها، اهمها بناء مأوى للكلاب الشاردة في محلة زيتون ابي سمراء.

اما قضية النفايات فباتت مزمنة، ولا يزال اتحاد بلديات الفيحاء عاجزا عن ايجاد حل جذري لها، في ظل الازمات المالية التي تعاني منها، رغم ما قيل عن تحويل اموال للبلديات. كما لم تفلح حتى الآن زيارات وزير البيئة ومحاولاته لحل الازمة.

 برأي نشطاء بيئيين ان الازمة مستمرة، ولا بد من وضع حلول جذرية تبدأ بايجاد المكبات التي تتوفر فيها شروط السلامة البيئية، وتوفير الاعتمادات المالية لجمع ولمّ ونقل النفايات، والا فان تفاقم الوضع سيؤدي الى مخاطر بيئية اوسع وأشمل.

وتبين وفق بيان لرئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق ان «سكان البلديات المجاورة ينقلون نفاياتهم بسيارتهم ويرمونها في مستوعبات طرابلس»، لافتا «ان مصدر هذه النفايات هو البلديات المحيطة بطرابلس الفيحاء، وهي ليس لديها مستوعبات، ولا تتمكن من لمّ النفايات من شوارعها لعدم وجود مكب نفايات، لاسيما بلديات الكورة ورأسمسقا ومجدليا».

وحذر يمق من «مغبة التمادي في رمي النفايات في مناطق طرابلسية مجاورة لمحيطها من الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية الشرقية وحرقها، الأمر الذي يشوه البيئة ويلحق أضرارا صحية بالمواطنين الطرابلسين وبالسائقين».

ووجه يمق صرخة لوزير البيئة ومحافظ الشمال، مطالبا بـ«اتخاذ إجراءات سريعة رادعة بحق كل من له علاقة برمي هذه النفايات على مداخل ومحيط طرابلس واشعالها من وقت لآخر، لما لها من مضاعفات خطيرة». وتمنى على وزير البيئة «تنفيذ ما وعدنا به خلال اللقاء معه بخصوص هذه المشكلة التي تضر البيئة، وتلحق أضرارا صحية كبيرة بالناس وأهل طرابلس، وهذا أمر مرفوض وغير مقبول ويتطلب إجراءات سريعة رادعة». وهذا الأمر ينطبق على من يقومون خفية في حرق اسلاك نفايات في السقي الشمالي في طرابلس، وكان الوزير قد وعد بحل سريع ومعاقبة من يتاجرون بصحة المواطنين.

الأكثر قراءة

من الكهوف الى الملاهي الليلية