اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

 كتب الاعلامي طلال السكر  عبر حسابه:

لا يمكن إنكار بأن ما كتبته السيدة الفاضلة في مقالها، الأربعاء، الذي جرى نشره وتداوله في الكثير من النصات الإخبارية العربية، في الذكرى الرابعة عشرة لرحيله، فقد ترك اثراً كبيراً، لا سيما وأني اول مرة اقرأ عنه بهذا الشجون الممزوج بالحزن على رحيله،

ففي رحاب الأدب الكويتي، برز، المغفور له باذن الله تعالى، أحمد السقاف، كواحد من أعمدة النهضة الثقافية التي أسهمت في تشكيل الهوية الأدبية والفكرية للكويت والخليج العربي.

كان الراحل أحمد السقاف، رحمه الله، رمزًا للالتزام الوطني والاجتماعي، وبصمة لا تُمحى في تاريخ الأدب العربي الحديث.

منذ ولادته في عام 1919، حمل السقاف على عاتقه مهمة تنويرية، حيث انطلق في مسيرته الأدبية وهو لا يزال شابًا، متخذًا من الكلمة سلاحًا لرفع الوعي وتعزيز القيم الإنسانية في مجتمعه. لم يكن السقاف مجرد كاتب أو شاعر فحسب، بل كان مناضلًا فكريًا سعى إلى إعلاء شأن الكلمة الحرة في مواجهة التحديات التي كانت تواجه الأمة العربية.

وقد كان له الفضل في تأسيس، مجلة "البعثة"، التي أصبحت منبرًا للمثقفين والأدباء، حيث جمعت بين صفحاتها خلاصة الفكر العربي في ذلك الزمن. كما كانت "الإيمان" التي أسسها أيضًا، علامة فارقة في نشر الأدب والفكر الإسلامي، مقدمة للعالم نموذجًا فريدًا من التفاعل بين التراث والحداثة.

ولم يقتصر دور السقاف على الساحة الأدبية فقط، بل امتد ليشمل مجال التعليم والتربية، حيث عمل في وزارة التربية ووزارة الإعلام، مشاركًا في وضع السياسات التي تهدف إلى بناء مجتمع متعلم وواعٍ. لقد أدرك السقاف أن الأدب ليس غاية في حد ذاته، بل وسيلة لبناء الإنسان والمجتمع، ولهذا حرص على تأليف الكتب المدرسية التي تساهم في تنشئة أجيال متشبعة بقيم الأصالة والمعاصرة.

إن إرث أحمد السقاف الأدبي لا يمكن حصره في كلمات، فقد أثرى المكتبة العربية بالعديد من الأعمال التي تجسد فكره ورؤيته، وترك لنا نموذجًا يحتذى به في الالتزام بقضايا الأمة والاهتمام بتطوير الفكر العربي.

لقد كان السقاف، رحمه الله، رمزًا للعطاء الذي لا ينضب، وعلَمًا من أعلام الأدب الكويتي والعربي، سيبقى ذكره خالدًا في ذاكرة الأجيال القادمة.

النشرة الدولية 

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى: المقاومة تستنهض قواها للمواجهة شكل الردّ «الإسرائيلي» على ايران يُحدّد مصير المنطقة الملف الرئاسي... دقت ساعة البحث بالأسماء