اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تُعد الفواكه الصيفية من أهم المصادر الرئيسية للتغذية خلال هذا الفصل، حيث تزخر بتنوع اصنافها الغنية بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الإنسان. فبالإضافة الى مذاقها اللذيذ، هي أيضا منعشة في الأيام الحارة، وتساهم في ترطيب الجسم وتعويضه بالسوائل مما يساعد في الوقاية من الجفاف. علاوة على ذلك، تحوي هذه الفواكه مضادات أكسدة تحصّن مناعة الجسم وتحميه من الأمراض، مما يجعل تناولها جزءا أساسيا من نظام غذائي متوازن وصحي. ويشار الى ان هذه الفاكهة تُعرف في اللغة العربية بـ "الكمثرى" في بعض المناطق، و"الإجاص" او "انجاص" في مناطق أخرى، ويختلف الاسم حسب اللهجات المحلية.

الطبيعي أفضل من المعلّب!

تؤكد اختصاصية التغذية كريستال باشي في حديثها لـ "الديار" "ان تخزين الفواكه والأطعمة بطرق طبيعية يعد خطوة استراتيجية ضرورية سواء من الناحية الاقتصادية أو للحفاظ على صحة العائلة.  وتوضح ان شراء الفواكه والخضراوات خلال مواسم وفرتها، حين تكون الأسعار منخفضة والجودة مرتفعة، وادخارها لفترات طويلة، يتيح استهلاكها لاحقا دون الحاجة إلى اللجوء للمنتجات المعلبة أو المصنعة التي قد تتضمن مواد حافظة ضارة".

وتضيف "في حالات الطوارئ، مثل الحروب أو الارتفاع المفاجئ في الأسعار، يصبح من المهم ان يكون لدى الاسر مخزون غذائي متنوع ومستدام لضمان تأمين الغذاء للعائلة وتقليل الاعتماد على الأسواق غير المستقرة. وانطلاقا من كل ما تقدم، تعتبر طريقة تجفيف الفواكه والخضراوات باستخدام أشعة الشمس القوية أحد الأساليب التقليدية الفعالة، حيث انها لا تتطلب تجهيزات معقدة وتحافظ على القيمة الغذائية للمأكولات، مما يجعلها خيارا مثاليا للإيداع طويل الأمد".

الاستعداد لحالات الطوارئ 

من جهتها، أوضحت خبيرة، وهي عضو في نقابة الاختصاصيين في علم التغذية وتنظيم الوجبات في لبنان لـ "الديار" "ان تخزين الفواكه المجففة يعد جزءا أساسيا من التخطيط للطوارئ، بحيث يمكن للعائلات تجهيز احتياطي غذائي يكفي لتلبية احتياجاتها لفترة محددة خلال الأزمات؛ حيث ان هذه الاصناف سهلة التكديس وجاهزة للأكل عند الحاجة. وفي ظل الظروف الصعبة، يُصبح الحفاظ على تنوع النظام الغذائي ملحّا لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية. تلعب الثمار المنشّفة دورا مهما في تحقيق هذا الهدف، اذ يمكن دمجها مع الأطعمة الأخرى أو أخذها كجزء من الوجبات اليومية".

الاستفادة الاقتصادية

وأشارت الى "ان إزالة الرطوبة من الفواكه عندما تكون متوافرة بكثرة وأسعارها منخفضة يُعد استثمارا اقتصاديا ذكيا، ويمكن حفظها واستخدامها في الأوقات التي تتصاعد فيها الأسعار أو يصعب فيها الوصول إلى الغذاء".

أصلها وانتشارها

وأكدت "ان الكمثرى والمعروفة أيضا بالإجاص، هي فاكهة قديمة يُعتقد أن موطنها الأصلي يمتد عبر مناطق البحر الأبيض المتوسط وآسيا الوسطى، وبالأخص حول جنوب القوقاز وتركيا. لذا هي من أقدم الفواكه التي تم غرسها، حيث تشير الأدلة الاثرية الى زراعتها منذ آلاف السنين. وانتشرت عبر طرق التجارة القديمة، مثل طريق الحرير الذي ربط آسيا بالشرق الأوسط وأوروبا. ومع الفتوحات الرومانية والتوسع الإسلامي، انتقل شتلها إلى مناطق جديدة، بما في ذلك شمال أفريقيا وأوروبا الغربية".

وأردفت "وصلت هذه الفاكهة إلى لبنان بفضل الطرق التجارية القديمة التي مرت عبر بلاد الشام. ومع مرور الوقت، تكيفت مع المناخ والتربة اللبنانية، وأصبحت من الفواكه الشائعة في البلد".

فوائد ومنافع جمّة

وأشارت الى "ان الكمثرى غنية بالعناصر الغذائية وتقدم العديد من الفوائد الصحية، فهي مصدر ممتاز للألياف الغذائية، بما في ذلك الألياف القابلة للذوبان مثل البكتين، التي تحسّن عملية الهضم وتوطد صحة الجهاز الهضمي. كما ان تناولها يزيد من الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يساعد في إدارة الوزن ويقي من الإمساك. بالإضافة الى ذلك، تساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، مما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. فضلا عن ان هذه الثمرة ثرية بمضادات الأكسدة التي تحمي القلب من التلف الناتج من الجذور الحرة".

وتابعت "للأشخاص المصابين بالسكري، تعد الكمثرى خيارا مثاليا نظرا لاشتمالها على سكر طبيعي ومؤشر جلايسيمي منخفض، ما يمنع ارتفاعا كبيرا في مستويات السكر في الدم. كما انها منعّمة بفيتامين C، وهو مضاد أكسدة قوي يعزز قدرة الجسم على مكافحة الأمراض والالتهابات، ويعمل على اصلاح مظهر البشرة مما يعزز إنتاج الكولاجين ويحافظ على مرونة الجلد. وهي مفعمة بالنحاس الذي يساعد في انتاج خلايا الدم الحمراء ويقي من الانيميا ويحمي الخلايا من التلف. بالإضافة الى غناها بالمركبات المضادة للالتهابات مثل الفلافونويدات، التي تساعد في تخفيف الالتهابات بالجسم، مما قد يقلص من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل وأمراض القلب. وهي مفيدة خلال الحمل لثراها بحمض الفوليك، الذي يقلل مخاطر العيوب الخلقية في الأنبوب العصبي للجنين".

فوق الـ 3000 صنف!

وتحدثت عن "فصائل الكمثرى التي تتجاوز الـ 3000 نوع، وتُقسم إلى مجموعتين رئيسيتين:

1. الكمثرى الأوروبية (Pyrus communis): هذا النوع هو الأكثر شيوعا في أوروبا وأمريكا الشمالية، ويتميز بتنوع أشكاله، بما في ذلك الكمثرى التقليدية التي نعرفها.

2. الكمثرى الآسيوية (Pyrus pyrifolia): تُعرف أيضا باسم "الكمثرى التفاحية" بسبب شكلها الدائري المشابه للتفاح. تنمو بشكل رئيسي في شرق آسيا، وخصوصا في الصين واليابان وكوريا، وتتميز بجلدها الناعم ونكهتها المقرمشة والعصيرية.

وختمت "إلى جانب هاتين المجموعتين، تظهر أنواع هجينة ونادرة تزرع في مناطق محددة، مما يعزز تنوع عالم الكمثرى بشكل كبير. لذلك فان استهلاكها بانتظام يقوي الصحة العامة ويقي من العديد من الأمراض".

في الخلاصة، يمكن شراء الكمثرى بسهولة لان سعرها في متناول الجميع، حيث يباع الكيلو في الأسواق المحلية بحدود الـ 80 ألف ليرة".

 

الأكثر قراءة

صدمة بزشكيان