اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تواصل بلدية طرابلس حملتها في ازالة " البسطات" العشوائية في شوارع المدينة .. لكنها حملة دون افق، حيث لا تلبث هذه البسطات أن تعود لاماكنها في غياب البدائل، فهي مصادر رزق لعائلات فقيرة، وازالتها تعني سد ابواب الرزق وتشرد عائلات، وفق رأي اصحاب البسطات الذين يبدون سخطهم وقهرهم، الى درجة قول احدهم متهكما: ان طرابلس قد خلت من الازمات الامنية والاجتماعية والبيئية، ولم يبق سوى البسطات ازمة وحيدة ...

لكن ما هو واقع طرابلس؟ وما هي ازماتها التي تخنق المدينة؟ وما هي الاولويات المفترضة لبلدية طرابلس واتحاد بلدياتها؟..

ازمة الفلتان والفوضى السائدة في المدينة، تأتي في طليعة الازمات التي تشكل عبئا امنيا يوميا على المواطنين .. آخر مظاهر الفلتان هو ما حصل منتصف ليل امس في محلة الضم والفرز، حين اقدم مسلحان على متن دراجة نارية، على نشل فتى ما بحوزته من مال وهاتف تحت تهديد السلاح ..وقبله بيومين ما حصل على طلعة المنار ليلا باتجاه ابي سمراء، حيث اعترض مسلحون سائق دراجة نارية يعمل في خدمة التوصيل للمنازل، وسلبه امواله واوراقه الثبوتية وكل ما يحمله ..

لا تمضي ليلة دون عملية نشل او سرقة ونهب في شوارع المدينة، التي باتت تفتقد الامان والاطمئنان ، خاصة عندما عمد مسلحون على اعتراض سيارة - ايضا في طلعة المنار - بالقاء صخرة امامها وسلب سائقها كل ما يحوزه من مال وهاتف وساعة تحت تهديد السلاح ..

فلتان وفوضى تسود المدينة، وليس ما يشير الى تدابير امنية صارمة تبسط الامان في شوارع المدينة المتأزمة على مختلف الاصعدة الحياتية، لا سيما ارتفاع السرقات والنشل وتفاقمها والتي تردها مصادر اهلية الى انسداد آفاق العمل والرزق واتساع مساحة البطالة، مع تنامي موجة مخيفة من ترويج وتعاطي المخدرات بكل انواعها..

الازمة الثانية التي تعاني منها المدينة ظاهرة انتشار اكوام النفايات على جوانب الشوارع ومداخل المدينة، مما ينعكس سلبا على السلامة والصحة العامة وتلوث بيئي خطير، يترافق مع انتشار الكلاب الشاردة العابثة بالنفايات، والاخطر انتشار الابقار التي يتركها اصحابها تتغذى من النفايات والمزابل في شوارع ابي سمراء وما يعكس ذلك من مؤثرات على المنتجات الحيوانية، وتأثيرها على صحة الانسان ..

الازمة الثالثة، هي تلك الارصفة التي تحولت الى مواقف سيارات في شارع الضم والفرز الرئيسي، وفي احياء رئيسة من المدينة بعشوائية نسفت كل مظاهر التنظيم المدني، وبتخطيط هندسي غير موفق لارصفة ومستديرات البحصاص والمعرض، اضافة الى الحفر والخنادق المنتشرة في الشوارع كافة وصولا الى ابي سمراء والقبة والزاهرية والميناء ..

الازمة الرابعة تلك المتعلقة بمستحقات فوج الاطفاء وحقوق العمال والمستخدمين في بلدية طرابلس واتحاد بلديات الفيحاء، وهي ازمة معيشية ضاغطة على العمال والمستخدمين وعناصر فوج اطفاء طرابلس ..

التساؤلات المطروحة من قبل بعض المواطنين الذين لاحظوا اهتمامات البلدية المحصورة فقط ببسطات واكشاك مواطنين يسترزقون منها لتأمين لقمة عيش عائلاتهم، والعمل على ازالتها دون حلول بديلة، بينما يفترض ان تكون لادارة البلدية اولويات بمنتهى الاهمية، قبل حل ازمة البسطات المنتشرة في ارجاء المدينة ..

فهل حلت ازمات الامن السائب والفوضى والنفايات والحفر والكلاب الشاردة والابقار السائبة؟ بل هل حلت ازمات الكهرباء والماء وسوق الاحد؟ .. وهل حلت ازمة مستحقات ورواتب العمال والمستخدمين في اتحاد البلديات والبلدية وفوج الاطفاء؟...

تلك ازمات ترهق المدينة واهلها، وليس المطلوب برأي المتابعين لملفاتها، سوى ترشيد الاولويات في حل الازمات، حيث اغلاق مصادر رزق لا يعني الا المزيد من عمليات النشل والسرقة والفلتان، والمزيد من مروجي ومدمني المخدرات، وهذه بحد ذاتها تؤدي الى كوارث اجتماعية باتت ملامحها اكثر وضوحا في المدينة ...

الأكثر قراءة

من الكهوف الى الملاهي الليلية