اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


من الواضح أن تصاعد حدة المواجهات على الجبهة الجنوبية في الأيام القليلة الماضية، بات يُنذر بالأسوأ وبالوصول إلى الانفجار، الذي يجري الحديث عنه والحرب الموسعة. وفي هذا السياق، يقول النائب السابق الدكتور مصطفى علوش لـ "الديار" ان لبنان " في قلب الحرب، ولكن الانفجار يسير على وقع الصبر الاستراتيجي الذي تمارسه إيران وحزب الله".

ويعتبر إنه "وبغضّ النظر عن الردّ على الاغتيالات "الإسرائيلية" في لبنان وإيران، فإن أي ردّ ذي معنى على اغتيال اسماعيل هنية يأخذ هذا الواقع في الاعتبار، وحتى ان حزب الله أيضاً يتفادى أي ردٍ بحجم كبير في قضية اغتيال فؤاد شكر".

ويشير الى ان "السياسة التي تنتهجها حكومة نتنياهو لم تتغير، وهي المزيد من الضرب والمزيد من الاستفزاز، فيما الحزب يحافظ على قواعد الخطوط الحمر، وهذا ما تقول "إسرائيل" إنها تحافظ عليه، فهي تضرب في العمق ولكنها تضرب مواقع وأهداف عسكرية. وفي المقابل ، فإن حزب الله يريد أن يضرب في العمق "الإسرائيلي"، ولكنه يواجه عقدة تتمثل في انتقاء خيارات عسكرية في ضرباته، والإشكال هنا يتركّز حول ما إذا كنا قاب قوسين من الحرب".

وعليه، يؤكد على "أهمية الإشارة الى أكثر من عامل في هذا السياق، وأبرزها الاتفاق في غزة لأنه إذا حصل اتفاق على وقف الحرب في غزة، فإن الحزب وإيران سيأخذانه كنوعٍ من المخرج من إشعال الحرب مجدداً، ولكن في المقابل فإن "إسرائيل" مصرّة على تطبيق القرار 1701 بشكل أحادي من قبل لبنان ما سيوقعنا في مشكلة جديدة، ولذلك، فنحن قريبون من احتمال وقوع الحرب المفتوحة، ولكن هذه الحرب ليست مؤكدة".

ورداً على من يقول إنه لا يجب إعطاء أي فرصة لنتنياهو  لتدمير لبنان، يقول إن "الحزب ولأسباب ذاتية ولأسباب تتعلق بإيران، يحاول أن يتفادى الحرب المفتوحة، وبالتالي فإن القضية لدى حزب الله هي براغماتية، لأن هذه البراغماتية هي التي تحمي لبنان من حرب مفتوحة، والكل يدرك أنه في حرب الإسناد والمشاغلة الحالية، من الممكن حصول حوادث غير محسوبة كاستهداف مدنيين، على الأقل من جهة "إسرائيل"، وتفتح باب الحرب على مصراعيه".

وعن الملف الرئاسي في ظل هذا الواقع في ضوء اعتبار البعض أن لا رئيس قبل العام 2025، يجيب بأن "هذا التوقيت لا يمكن تحديده لأنه شأن نظري وهو مرتبط بجملة من الأمور، إذ حتى الساعة فإن المنطقة تخضع لعملية إعادة رسم، وبالتالي من غير الواضح ما إذا كان سيتم انتخاب رئيس كما حصل في العهد السابق، أو إذا كان سيكون هناك رئيس للبنان أو لأجزاء من لبنان، وهذه كلها مواضيع قيد الدرس والنقاش بانتظار جلاء دخان المعارك، ومن بعدها الإتفاقيات والمعاهدات التي ستنتج بعدها".

وعن توصيفه لأداء فريق المعارضة، يقول إن "المعارضة هي نظرية، لأنه حتى اللحظة لم تستطع هذه المعارضة أن تؤسّس حشداً وطنياً برلمانياً كافياً، لكن ما زال لدينا فرصة وعلينا أن نذهب إلى تفاهم برلماني ووطني عابر للطوائف كي يستند إلى الثوابت وهي اتفاق الطائف والمصلحة العربية المشتركة مع لبنان وإلى الإتفاقات الدولية أو القرارات الدولية، حيث أنه يمكننا الاجتماع على هذه الأمور الثلاثة ومن بعدها نطرح الأمور الأخرى المتعلقة بإصلاح النظام أو تغيير النظام أو اللامركزية أو حتى الفدرالية، ولكن حتى الساعة فإن كل طرف يغنّي على مواله".

وعن تصوره للبنان ما بعد الحرب، يرى علّوش أن "ما يحصل هو إعادة رسم خرائط في لبنان وسوريا في الوقت نفسه ، ولكن هذا ليس قدراً محتوماً".

 

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين