اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

 

تكثر السيناريوهات والتحليلات والتكهنات الى اين ستتجه المواجهة العسكرية بين العدو الاسرائيلي و حزب الله في الجنوب، والتي بدأت في 8 تشرين الاول الماضي مساندة لغزة ونصرة لمقاومتها في الحرب "الاسرائيلية" التدميرية عليها، اثر عملية طوفان الاقصى التي نفذتها كتائب القسام في حركة حماس في 7 تشرين الاول الماضي.

ومنذ عملية اغتيال القائد الجهادي في حزب الله فؤاد شكر في مكتبه بمبنى سكني في الضاحية الجنوبية، بات السؤال متى الرد الذي وعد به الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وفي اي توقيت وما هي نوعيته؟ وهل يوسع الحرب وقد مضى حوالى شهر على الاغتيال؟

فالانتظار سيد الموقف، لا سيما للرد الآتي حتما ولا رجوع عنه، وفق مصدر في حزب الله الذي يؤكد أن لا نقاش في هذا الموضوع، ولا عودة عنه وله ظروفه وميدانه وساعته، وهذا ما دفع بالكيان الصهيوني ان يعيش مرحلة انتظار قلقة ومرتبكة في شمال فلسطين المحتلة عند الحدود مع لبنان، حيث تدور المواجهات من نقطة صفر الى عمق يصل الى نحو 7 كلم احيانا، ويتوسع على الجانبين باتجاه بعلبك والنبطية وصيدا والبقاع الغربي والساحل الجنوبي والضاحية الجنوبية، فيقوم العدو الاسرائيلي بعمليات اغتيال وهي شبه يومية بمطاردة لقادة ولمقاتلين في حزب الله، اضافة الى ما يزعمه العدو استهداف مخازن او مصانع اسلحة، فيأتي رد المقاومة واسعا ايضا باتجاه مواقع ومراكز قيادية عسكرية في صفد، التي تبعد نحو 38 كلم عن الحدود مع لبنان، وباتجاه طبريا ومستوطنات جديدة يتمركز فيها ضباط وجنود العدو بعد ان اخلاها المستوطنون.

فالجنوب يعيش عند شريطه الحدودي مع فلسطين المحتلة حربا فعلية ومواجهات عسكرية يومية، فتصل عمليات المقاومة ما بين 17 و12 عملية ضد مواقع الاحتلال، ويقوم العدو الاسرائيلي بعمليات يستخدم فيها الطيران، ولم يلجأ الى البر جنوبا بعد لان المقاومة تواجهه بالمسيرات، التي وصلت الى مساحات بعيدة، فحلقت فوق حيفا وصولا الى "تل ابيب".

وفي المرحلة الحالية والمقبلة مع التصعيد العسكري والتهديدات المتبادلة، هل تتجه المواجهات العسكرية الى الحرب الواسعة التي وضعت لها مواعيد منذ اشهر. وتسارعت بعد اغتيال شكر ومعه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنيه في طهران، التي وعدت ايضا برد قاس سيكون له توقيته، فخرج في "اسرائيل" من يطالب بحرب استباقية على لبنان، او الدخول مباشرة بحرب مع ايران تستدرج اليها اميركا وتصبح اقليمية، وينقذ رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو نفسه من حرب شنها على غزة ولم يحقق فيها اهدافه، ولم ينجز الانتصار الذي وعد به الصهاينة، الذين يعيشون قلقا فعليا على وجودهم في كيان لم يعد يؤمن لهم الامن.

 ويؤكد باحث عسكري متابع للتطورات الميدانية سواء في غزة او لبنان، ان منسوب توسيع الحرب مع لبنان يرتفع في "اسرائيل"، لا سيما من الاحزاب الدينية المتحالفة مع نتانياهو في الحكومة، وان حرب الاستنزاف التي فتحها حزب الله شمالا انهكت الكيان الصهيوني، وهي على تصاعد وتصعيد كما ونوعا، وان حزب الله الذي يخسر شهداء وجرحى في صفوفه ومن المواطنين ويحصل دمار، لكنه حقق هدفه الذي طالما تحدث عنه السيد نصرالله وهو قوة الردع او توازن الرعب، وهذا ما لم يكن العدو الاسرائيلي يعرفه في السابق، عندما كان لبنان بالنسبة اليه "الجبهة الرخوة او الضعيفة". لكن غزوه في العام 1982 له، وظهور المقاومة الوطنية ثم الاسلامية، واجباره على الخروج من بيروت والاندحار من الجنوب عام 2000، غيّر في معادلة الصراع مع عدو تمكن من صنع "عملاء" له في لبنان، فاستند اليهم لاخذه نحو  الاستسلام معه، ففشل في مخططه ليصبح امام لبنان مقاوم يملك من الاسلحة النوعية الممنوعة عن الجيش اللبناني، وفق ما يقول الباحث العسكري، الذي يرى تصعيدا عسكريا مع لبنان وهو حاصل بين فترة واخرى، اما الحرب الواسعة والشاملة فلها حسابها عند العدو الاسرائيلي الذي يعرف تكاليفها.

فالتصعيد العسكري يرتفع جنوبا مع مرور 11 شهرا على الحرب، فزاد اطلاق الصواريخ من 344 في كانون الثاني الماضي الى 1100 في تموز، وتنوعت من بركان وفلق وكاتيوشا، واصيب نحو 271 "اسرائيليا" بين عسكري ومستوطن في المنطقة الشمالية، وتم اخلاء نحو 65 الف مستوطن، واشتعلت الحرائق في نحو 180 الف دونم من الاراضي، وتقديم نحو 4378 طلبا من المستوطنين لبناء وترميم منازل وممتلكات في الشمال، الذي وصلت خسائر السياحة فيه الى 311 مليون دولار. واكثر المستوطنات تضررا في المطله وكريات شمونة وحنانة والمنارة، مما ترك سكان المستوطنات يعلنون ان لا جيش يحميهم ولا دولة تنظر اليهم، بالرغم من زيارات متكررة لنتنياهو ووزير الحرب يواف غالانت ورئيس اركان وضباط كبار.

فمثل هذه الخسائر وما ينتظر العدو الاسرائيلي بعد، هو ما يترك قادته يتريثون في الدخول بحرب واسعة مع لبنان يقول الباحث، الذي يرى بنشر معلومات مصورة عن منشأة عماد- 4، ليس للمشاهدة فقط، بل لابلاغ العدو بان من "جبالنا خزائننا"، هي التي ستوصل قوات الرضوان الى شمال فلسطين في الجليل الاعلى، التي كان السيد حسن نصرالله يعد بحصول مثل هذه العملية والتي يتخوف منها المستوطنون، وان الموفدين الذين يحضرون الى لبنان لا مهمة لهم سوى ابعاد قوات الرضوان عن الحدود، يقول الباحث، الذي يصف الوضع بالدقيق، فاذا غامر نتانياهو بالحرب على لبنان، فانه سيكون امام مشهد آخر، وهو التقى رئيس المجالس البلدية الاستيطانية في شمال فلسطين في مكتبه بالقدس، وابلغهم بان الحرب الواسعة لن تكون نزهة مع لبنان الذي تلقى تحذيرات وتهديدات، فكان جواب المقاومة توسعون الحرب نوسع، وان بنك اهدافنا واسع نحو "تل ابيب" و"حيفا" وما بعدهما.

الأكثر قراءة

ابن عم نتنياهو يكشف مفاجآت مثيرة