اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


ليل امس الاول سمع دوي قنبلة في محلة قبر الزيني في باب الرمل، تبين انها القيت على سيارة مركونة، واصابت شظاياها مواطنا بعمر الستين سنة اوقعته جريحا .. تلك القنبلة ليست الوحيدة، فبين ليلة واخرى يسمع في احياء المدينة قنبلة هنا، ورشقات رصاص هناك، او يسمع عن عملية نشل او سرقة، او اشتباك مسلح في بعض الاحياء من التبانة الى القبة والاحياء الداخلية ...

هي معزوفة يومية باتت تسود الساحة الطرابلسية، تؤذي سمعة المدينة وتقلق راحة المواطنين، ويجفل منها زوار ورواد طرابلس من الشمال والمناطق اللبنانية... وتجهد الاجهزة الامنية في ملاحقة المطلوبين والعابثين بأمن المدينة، وملاحقة مروجي المخدرات ومتعاطيها، وهي آفة خطرة باتت تنتشر بشكل لافت ومثير، في ظل الفوضى السائدة والفلتان غير المسبوق...

طرابلس العاصمة الاقتصادية، وطرابلس عاصمة الثقافة العربية، يقول بعض فاعلياتها انها تتعرض لمؤامرة مبرمجة بترك ساحاتها عرضة للانتهاك الامني اليومي، بخاصة تفشي ظاهرة النشل والسلب والسرقة، واعتراض سيارات ليلا في بعض شوارعها. وقد تمكنت الاجهزة الامنية مؤخرا من كشف عصابات، آخرها تلك العصابة التي كانت تعتدي على المارة والسيارات عند طلعة المنار، عدا ملاحقة خلايا امنية منذ مدة، ومنهم من تبين انه على تواصل مع منظمات ارهابية خارجية، اثر وقوعهم فريسة التواصل الاجتماعي الذي بات يشكل فخا للايقاع بالفتيان والشباب الباحث عن فرصة عمل ضائعة، او مورد رزق لإعالة عائلته في الظروف المعيشية والاقتصادية المتهالكة.

الفوضى والفلتان الامني يجعلان الاجهزة الامنية في حالة استنفار دائم وجهوزية على مدار الساعة، لضبط الساحة والحد من تردي الفوضى، التي تنعكس سلبا على الحركة التجارية والاقتصادية عامة ...

ليست الفوضى والفلتان وحدهما ما تعانيه المدينة، بل ثمة اهمال وحرمان اينما ذهبت وحللت في عاصمة لبنان الثانية، وهي مظاهر تشير الى اداء سياسي نيابي وبلدي غير منتج على الساحة الطرابلسية، بل ينبىء بغياب لادارات الدولة على مدى سنين طويلة، جعلت البنى التحتية كافة تزداد رداءة وسوءا، واكثر ما يظهر الاهمال في اكوام النفايات على الارصفة، بخاصة حين يعبث بها مَن يفتش فيها عن بقايا الاكل او قطع يستفيد منها، ومَن يقودون عربات نقل صغيرة ينبشون في النفايات هنا وهناك ...

واكثر ما يثير الانتباه الحفر الكبيرة المنتشرة في شوارع المدينة الرئيسة والداخلية وفي الاحياء، مما اثار استنكار فاعليات وهيئات دأبت على اطلاق الصرخات والنداءات، لكن عبثا دون التوصل الى نتيجة ، لا سيما في احياء القبة وابي سمراء والتبانة، عد غياب تنظيم السير في الشوارع.
 والاخطر تفشي يفوق التصور للدراجات النارية التي تتسبب بحوادث خلال سيرها بشكل معاكس لاتجاهات السير، فتعرقل حركة السيارات والمارة، وادت ولا تزال تؤدي الى وقوع حوادث مرعبة نظرا لغياب الملاحقة، وأضيف اليها انتشار "التوك توك" الذي يسابق السيارات وينافس سيارات الاجرة، في اقتناص الزبائن الذين يرغبون الاسعار الاقل للنقل.

في طرابلس اليوم دعوات تؤكد على اهمية اطلاق مبادرات لانقاذها من الفوضى والفلتان الامني، وفي الوقت عينه دعوة النواب الى اداء جدي لرفع سيف الاهمال والحرمان عن رقاب المدينة على مختلف القطاعات والمستويات، كي تعود مدينة ناشطة في حركاتها الاقتصادية والسياحية والاجتماعية، مدينة رائدة بين المدن كما عهدها جميع اللبنانيين.

الأكثر قراءة

تصعيد اسرائيلي كبير والمقاومة تتصدى ! غارات ومجازر: لبنان في مواجهة نيران الاحتلال