اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نوع جديد من الحروب غير التقليدية والجرائم غير المسبوقة، يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد المقاومة والهدف منها واضح. فتوالي الضربات المؤلمة ضد حزب الله من مجزرتي أجهزة البايجر واللاسلكي، الى جريمة الضاحية الجنوبية التي اغتيل فيها قيادات فرقة الرضوان، وذهب ضحيتها شهداء مدنيون، يقود الى استنتاج واحد هو جر حزب الله الى المعركة الجديدة ، ورفع مستوى رد الفعل في الداخل، وهذا من شأنه ان يعطي العدو الاسرائيلي ذريعة الحرب الكبرى التي يريد.

واذا كانت مجزرة الأجهزة لن تمر من دون "ثأر وعقاب"، فالحساب صار كبيرا جدا بين الحزب و"الاسرائيليين" بعد جريمة يوم الجمعة، علما ان الغارة الثالثة على الضاحية بعد اغتيال قيادي حماس صالح العاروري والقائد الميداني فؤاد شكر، لا تقل بأضرارها ومستوى الإصابات التي حققتها عن مجزرتي يومي الثلاثاء والأربعاء. ومن تابع خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أدرك تماما ان عمليتي ١٧ و١٨ أيلول "أدمت" حزب الله بتأكيد السيد نصرالله نفسه، وهي الأقسى منذ تاريخ بدء المواجهة في تشرين الأول الماضي.

والسؤال الذي يطرح اليوم، كيف سيخرج الحزب من الاستهدافات الثلاثة وهل ينزلق الى الحرب التي يسعى اليها رئيس وزراء العدو بنيامين نتياهو؟ حتى الساعة كل المعطيات تشير الى ان الحزب تلقى صدمات قاسية لا يزال يعمل على احتوائها، مغلبا منطق عدم الانزلاق الى الفخ الذي يريد "الإسرائيلي" استدراجه إليه، ويمكن الركون الى خطاب السيد كما تعتبر مصادر سياسية، لتبيان الوقائع وما سيحصل في المستقبل.

ومع ان مصاب الحزب مؤلم جدا، الا ان الامين العام لحزب الله اعطى تلميحات عما ستقوم به المقاومة في المرحلة المقبلة ، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، صحيح ان السيد نصرالله أقر بالتفوق التكنولوجي للعدو، لكنه حرص بالوقت نفسه على تأكيد ان عمل المقاومة رغم الضربات الموجعة لن يتأثر ومكمل، وصحيح ان المقاومة تلقت ضربة قوية لكن بنيتها لن تنهار بسهولة، وهذا ما ترجم في العمليات العسكرية التي أكملت روتينها اليومي بأضعاف على جبهة الجنوب.

تتقاطع المعلومات على ان حزب الله بعد العمليات الثلاث في صدد تغيير استراتيجية المعركة، وهو على الارجح سينتقل بالمفهوم العسكري الى الخطة "ب"، التي تبدأ من احتواء الوضع وامتصاص الصدمة، والانطلاق الى تنفيذ خطط عسكرية للتعامل مع المرحلة الجديدة للمعركة، بالاكتفاء بالضربات المختارة بعناية الى أهداف خاصة، لكنه لن يبقى على المعادلة العسكرية نفسها ، مطبقا نظرية بداية الحرب بعدم السماح باعادة سكان المستوطنات الى منازلهم .

الجميع في حالة ترقب الرد على مجزرتي اللاسلكي والبايجر وضرب الضاحية واغتيال قياديين، لكن الترجيحات كلها تغلب العمل او الاستهداف الأمني بالشكل نفسه من دون الذهاب الى الحرب الكبرى. وبالتالي فان الرد لن يدركه إلا الدائرة الضيقة واللصيقة بالسيد، وهذه الفكرة تخلق توترا شديدا لدى العدو، لأنها تشبه الى حد بعيد مقاومة يحيى السنوار، وعلى طريقة ما جرى في ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣ في عملية طوفان الأقصى، التي باغتت "الاسرائيليين" ولم يعلم بها أحد، وهذا التكتيك الغامض والسري مربك الى حد كبير في الحروب.


الأكثر قراءة

بعد كارثة غولاني... تل ابيب و194 مستوطنة في الملاجىء لغز «الشبح» يحير اسرائيل... ونتانياهو يهدد بيروت و«اليونيفيل» «ضوء اخضر» اميركي وتحذيرات من الهدوء الخادع في الضاحية