نوع جديد من الحروب غير التقليدية والجرائم غير المسبوقة، يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد المقاومة والهدف منها واضح. فتوالي الضربات المؤلمة ضد حزب الله من مجزرتي أجهزة البايجر واللاسلكي، الى جريمة الضاحية الجنوبية التي اغتيل فيها قيادات فرقة الرضوان، وذهب ضحيتها شهداء مدنيون، يقود الى استنتاج واحد هو جر حزب الله الى المعركة الجديدة ، ورفع مستوى رد الفعل في الداخل، وهذا من شأنه ان يعطي العدو الاسرائيلي ذريعة الحرب الكبرى التي يريد.
واذا كانت مجزرة الأجهزة لن تمر من دون "ثأر وعقاب"، فالحساب صار كبيرا جدا بين الحزب و"الاسرائيليين" بعد جريمة يوم الجمعة، علما ان الغارة الثالثة على الضاحية بعد اغتيال قيادي حماس صالح العاروري والقائد الميداني فؤاد شكر، لا تقل بأضرارها ومستوى الإصابات التي حققتها عن مجزرتي يومي الثلاثاء والأربعاء. ومن تابع خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أدرك تماما ان عمليتي ١٧ و١٨ أيلول "أدمت" حزب الله بتأكيد السيد نصرالله نفسه، وهي الأقسى منذ تاريخ بدء المواجهة في تشرين الأول الماضي.
والسؤال الذي يطرح اليوم، كيف سيخرج الحزب من الاستهدافات الثلاثة وهل ينزلق الى الحرب التي يسعى اليها رئيس وزراء العدو بنيامين نتياهو؟ حتى الساعة كل المعطيات تشير الى ان الحزب تلقى صدمات قاسية لا يزال يعمل على احتوائها، مغلبا منطق عدم الانزلاق الى الفخ الذي يريد "الإسرائيلي" استدراجه إليه، ويمكن الركون الى خطاب السيد كما تعتبر مصادر سياسية، لتبيان الوقائع وما سيحصل في المستقبل.
ومع ان مصاب الحزب مؤلم جدا، الا ان الامين العام لحزب الله اعطى تلميحات عما ستقوم به المقاومة في المرحلة المقبلة ، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، صحيح ان السيد نصرالله أقر بالتفوق التكنولوجي للعدو، لكنه حرص بالوقت نفسه على تأكيد ان عمل المقاومة رغم الضربات الموجعة لن يتأثر ومكمل، وصحيح ان المقاومة تلقت ضربة قوية لكن بنيتها لن تنهار بسهولة، وهذا ما ترجم في العمليات العسكرية التي أكملت روتينها اليومي بأضعاف على جبهة الجنوب.
تتقاطع المعلومات على ان حزب الله بعد العمليات الثلاث في صدد تغيير استراتيجية المعركة، وهو على الارجح سينتقل بالمفهوم العسكري الى الخطة "ب"، التي تبدأ من احتواء الوضع وامتصاص الصدمة، والانطلاق الى تنفيذ خطط عسكرية للتعامل مع المرحلة الجديدة للمعركة، بالاكتفاء بالضربات المختارة بعناية الى أهداف خاصة، لكنه لن يبقى على المعادلة العسكرية نفسها ، مطبقا نظرية بداية الحرب بعدم السماح باعادة سكان المستوطنات الى منازلهم .
الجميع في حالة ترقب الرد على مجزرتي اللاسلكي والبايجر وضرب الضاحية واغتيال قياديين، لكن الترجيحات كلها تغلب العمل او الاستهداف الأمني بالشكل نفسه من دون الذهاب الى الحرب الكبرى. وبالتالي فان الرد لن يدركه إلا الدائرة الضيقة واللصيقة بالسيد، وهذه الفكرة تخلق توترا شديدا لدى العدو، لأنها تشبه الى حد بعيد مقاومة يحيى السنوار، وعلى طريقة ما جرى في ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣ في عملية طوفان الأقصى، التي باغتت "الاسرائيليين" ولم يعلم بها أحد، وهذا التكتيك الغامض والسري مربك الى حد كبير في الحروب.
يتم قراءة الآن
-
من هو الشريك المسيحي الذي يراهن عليه في لبنان؟ جنبلاط صاحب قرار "الحرب والسلم" في الجبل... يختار المصالحة وشريكه فيها
-
سورية تتعرّى من عظامها
-
استنفار أمني وسياسي «لنأي» لبنان عن الفتنة السورية تبريرات اسرائيلية مقلقة لعدوانها...هل تمهّد للتصعيد؟
-
هل وقعت السويداء في فخ الخريطة الجديدة؟ قراءة في أبعاد التدخل الإسرائيلي
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:31
الرئاسة السورية: الجهات المختصة تعمل لإرسال قوة لفض الاشتباك وحل النزاع بالسويداء بالتوازي مع إجراءات سياسية.
-
23:31
الرئاسة السورية: الهجوم على العائلات الآمنة والتعدي على كرامة الناس أمر مدان ومرفوض ولن يقبل بأي ذريعة.
-
23:30
الرئاسة السورية: لا نقابل الفوضى بالفوضى بل نحمي القانون بالقانون ونرد على التعدي بالعدالة، وسوريا دولة لكل أبنائها بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم من الطائفة الدرزية والبدو على حد سواء.
-
23:30
الرئاسة السورية: ندعو كل الأطراف لضبط النفس وتغليب صوت العقل ونؤكد بذل جهود لإيقاف الاقتتال وضبط الانتهاكات.
-
23:29
الرئاسة السورية: الأحداث المؤسفة بالجنوب سببها اتخاذ مجموعات خارجة عن القانون السلاح وسيلة لفرض أمر واقع، وننطلق في موقفنا من أحداث الجنوب السوري من الحرص على السلم الأهلي لا منطق الانتقام.
-
23:22
شعبة "المعلومات" أوقفت السجين الثالث بين السجناء الـ 9 الفارين من سجن درك النبطية في جنوب لبنان.
